أكد محافظ عدن المعين من قبل الاحتلال العميد عيدروس الزبيدي أن حملة التهجير مصادق عليها من قبل عبدربه منصور هادي، الذي حاول التنصل أخلاقياً من خلال (مناشدات) هزيلة للمحافظ ومدير الأمن وقف الحملة التي تواصلت أمس في يومها الخامس وسط أعمال عنف شملت أيضاً لحج وشبوة. وقال محافظ عدن في حوار مع صحيفة "الحياة" التابعة للنظام السعودي والصادرة من لندن، إن عمليات ترحيل بعض المواطنين اليمنيين من عدن إلى مناطقهم يأتي ضمن خطة أمنية مدروسة مصادق عليها من قبل رئيس الجمهورية- حسب وصفه- لمكافحة الإرهاب وانتشار الجريمة، زاعماً بأن الحملة تقتصر على من لا يحملون هويات شخصية. وتناقل ناشطون أمس صورة جثة فتاة عشرينية ملقاة في أحد شوارع مديرية الشيخ عثمان، مشيرين إلى أن الفتاة تدعى، شذى الصلوي من أبناء محافظة تعز ومعروفة بأنها ناشطة مجتمع مدني منذ سنوات. وأفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" أن الفتاة خرجت للتسوق في مركز شمسان الدولي عندما اعترضها أفراد طقم وطلبوا منها هويتها، مشيرة إلى أن المعلومات الأولية تفيد بأن المسلحين اعتقلوا الفتاة ل"ترحيلها" لكن سرعان ما تم العثور على جثتها وقد اخترقت عدة طلقات نارية جسدها فضلاً عن آثار تعذيب بعد ساعات على اختفائها. وأشارت المصادر إلى أن الفتاة من مواليد عدن وتدرس في أحد المعاهد في مديرية الشيخ عثمان، ومعروفة بنشاطها في المجتمع المدني منذ سنوات. وكان (3) عمال من أبناء المحافظات الشمالية قتلوا منذ بدء العملية مطلع الأسبوع أحدهم يدعى محمد عبده بجاش قتل في المنصورة والآخر مسئول الحاويات في ميناء عدن وثالث عثر على جثته في دارسعد وجميعهم ينتمون إلى محافظة تعز. وتواصلت، أمس، حملات الترحيل والتهجير القسري لليوم الخامس على التوالي حيث أفادت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" باقتحام مسلحين لمحلات تجارية في المنصورة وكريتر وقاموا بإغلاقها واعتقال مالكيها. كما نشر المئات من المسلحين نقاط تفتيش للمارة في شوارع المدينة. وتداول ناشطون مقطع فيديو لشاب في الثلاثينات من العمر يقوم بتعذيب شابين من أبناء المحافظات الشمالية. وتظهر الصور الشاب وبرفقته مسلحون يقومون بربط الشابين بواسطة "شال" في رقاب بعضهما وضربهما بقطعة حديد وإجبارهما على الجري والتصادم مع بعضهما. وانتقد ناشطون جنوبيون تلك الإجراءات التي وصفوها بغير الإنسانية". في المقابل أفادت مصادر أمنية "اليمن اليوم" باعتقال عدد من الناشطين الشباب من أبناء عدن جراء انتقادهم للحملة، من بينهم صحفي يدعى رضوان فارع. إغلاق شركات كبرى إلى ذلك علقت شركات كبرى أعمالها مع استمرار حملة التحريض والعنف ضد أبناء المحافظات الشمالية. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن "مجموعة هائل سعيد أنعم" اضطرت لمنح موظفيها إجازة طارئة ل3 أشهر خوفا على حياتهم. وأورد موقع بريطاني تقريراً -أعادته وكالة ترجمته- تفاصيل وقائع ملاحقات وترحيل حدثت مع "نذير" و800 من المواطنين اليمنيين "الشماليين" في مدينة عدن خلال الأيام الأخيرة من قبل السلطات الأمنية. وفي السياق، يجد الموقع صعوبة في تحديد وتسمية الجهات والأطراف المتورطة وتتحمل المسئولية وراء ما يحدث. التقرير يبدأ بحكاية مواطن من أبناء تعز: جاء مجموعة من الجنود، بعد منتصف ظهر السبت، لأخذ نذير أحمد المساح، عندما كان يعمل في منزل بمنطقة خور مكسر في عدن، وتم جره إلى الشاحنة، وذلك بتهمة أنه من تعز. كان نذير يعمل في المنزل مع سبعة عمال، ثلاثة منهم، كانوا من تعز، ولكن تم استهدافه بالذات، بتهمة أنه لا يملك ضميناً يكفله في عدن. يقول نذير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني: "ناشدت الجنود، بشدة، السماح لي بالذهاب إلى غرفتي في عدن وأخذ أمتعتي، لكنهم رفضوا وقالوا لي: لا مكان لك في عدن، ويجب أن تعود إلى تعز لمحاربة الحوثيين". ويحكي نذير (36 عاماً) أنه كان هناك أكثر من 20 من "الشماليين" على نفس الشاحنة التي أخذوه وأصدقاءه بها إلى ثكنات اللواء الرابع في الجيش، حيث تم احتجازهم من قبل قوات الأمن، ومن ثم نقلوا إلى منطقة "طور الباحة" المتاخمة لمحافظة تعز. يقول نذير: "بعد أن ساقنا رجال الأمن إلى طور الباحة، اضطررنا للعودة إلى ديارنا، كان في جيبي 1000 ريال فقط، في حين أحتاج 4000 للوصول إلى بيتي، لذلك اضطررت أنا والآخرون للمشي مسافة كبيرة". نذير المساح، وفقاً ل"ميدل إيست آي"، واحد من 800 يمني "شمالي" من الذين طردوا من مدينة عدنجنوباليمن.