وصلت أمس مجاميع مسلحة من أبناء محافظة الضالع إلى مدينة عدن لإفشال تنفيذ قرار منع دخول القات الذي يرون فيه استهدافا لأبناء محافظتهم باعتبار القات المصدر الرئيس للدخل فيها. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر أمنية وسكان محليون أن العشرات من مسلحي حراك الضالع وصلوا عدن على متن 20 طقما تابعا لما يسمى (الجيش الوطني) معززين بأسلحة متوسطة في وقت شهدت عدن أعمال شغب تنديداً بقرار منع دخول القات أسفرت عن مقتل أحد بائعي القات. وأشارت المصادر إلى أن الموكب يقل وجهاء من الضالع برئاسة القيادي البارز في الحراك "خالد مسعد" طلبوا لقاء محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، وهو من أبناء الضالع، للتعبير عن رفضهم لقرار منع القات الذي يقولون إنه يستهدف بدرجة رئيسة أبناء محافظتهم حيث بيع القات مصدر دخلهم. وكان ما يسمى "المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في الضالع" أصدر أمس بيانا اعتبر فيه قرار منع دخول القات إلى عدن " إجراء تعسفيا يستهدف أبناء الضالع على وجه الخصوص" محذرا من أن استمرار القرار "سيندم عليه السفهاء"، على حد تعبير البيان. وأضاف البيان "نتابع بقلق شديد الإجراءات التعسفية التي تطال موردي القات من أبناء الضالع، محذراً من أن استمرار تنفيذ "العصابة " للقرار سيخرج الأمور عن السيطرة، متوعدا بملاحقة "الفاعلين " فردا فردا". وقتل شخص في عدن، أمس، خلال أعمال شغب شهدتها المدينة، تنديدا بقرار منع دخول القات. وقالت ذات المصادر إن بائع قات في مديرية المعلا يدعى "رمزي" قتل خلال إطلاق نار من قبل جنود حملة أمنية في سوق المديرية، مشيرة إلى أن محتجين أشعلوا الإطارات وأغلقوا طرق فرعية ورئيسة في مديريات المعلا والمنصورة والتواهي. ويعد (رمزي) ثاني بائع قات يقتل خلال 48 ساعة مند بدء تطبيق قرار منع دخول القات إلى عدن. وواصلت وحدات سلفية أمس مطاردة باعة القات في عدن وإغلاق أسواقه بينما ارتفعت أسعار القات في بعض أحياء المدينة حيث بدأ نشاط مهربين بمساعدة نقاط أمنية. وأشارت المصادر إلى أن مسلحين وجدوا في حملة منع القات وسيلة لنهب باعة القات من خلال فرض مبالغ مالية على "المقاوتة" مقابل السماح لهم بإدخاله إلى المدينة. وكانت مناطق عدة في الضالع شهدت هي الأخرى تظاهرات وإحراقا للإطارات وترديد شعارات تطالب برحيل سلطات عدن.. وتداول ناشطون صورا لأعمال شغب في منطقة سناح مركز المحافظة.. من جانبه استدعى أمس محافظ عدن، العميد عيدروس الزبيدي، قائد وحداته المسماة "قوات خاصة" ناصر سريع، حيث عقدا لقاء تطرقا خلاله للحملات الأمنية التي يجب تنفيذها والإجراءات المتعلقة بمنع القات. وأفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" أن محافظ عدن طالب سريع باستثناء موردي القات القادمين من الضالع من الحملة الأمنية وعدم ملاحقتهم، إضافة إلى إطلاق محتجزين لدى الجماعات السلفية من أبناء الضالع، غير أن المصادر ذاتها قللت من أهمية توجيهات المحافظ، مشيرة إلى أن الوحدات التي تنفذ قرار منع القات تتبع القيادي السلفي هاني بن بريك، وتتلقى أوامرها من غرفة عمليات 22 مايو التي يديرها ضباط أجانب.. كما كشفت أن غرفة 22 مايو رفضت توجيهات عدة سابقة للمحافظ أبرزها إطلاق سراح محتجزين لدى الجماعات السلفية بدون تهمة.