في تطور لافت أعلن وزير خارجية الإمارات أمس أن (الحرب في اليمن) بالنسبة لجنود بلاده انتهت. يأتي هذا الموقف بعد أيام من كشف حكومة الفار هادي دخول قطر على خط عدن لمنافسة الإمارات بجهاز أمني جديد تشرف عليه وتموله الدوحة، كما يأتي بعد تعاظم الخسائر في صفوف القوات الإماراتية بنيران صديقة، وكان آخرها إسقاط مروحيتين نوع أباتشي ومصرع طاقميهما (الكابتن والمساعد) بصواريخ موجهة في عدن، تابعة للتحالف. ويرى مراقبون سياسيون أن إسقاط مروحيتين أباتشي إماراتية في عدن خلال 24 ساعة أشعر الإمارات بحجم الغدر الذي تتعرض له من قبل السعودية. وقال أنور قرقاش, وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات العربية المتحدة، إن الأزمة اليمنية استنفذت الأدوات السياسية في ظل استمرار الدعم الإيراني –حسب توصيفه- ولم يبق إلا أن يكون هناك قرار حاسم، دون أن يوضح طبيعته. جاء ذلك في محاضرة ألقاها أمس الأربعاء تحت عنوان "الإمارات والتحالف وأزمة اليمن: القرار الضرورة"، ونشر مقتطفات منها حساب أخبار الشيخ محمد بن زايد ولي إمارة أبو ظبي على موقع تويتر. وأعاد التذكير بالأهداف الثلاثة لعملية ما تسمى (عاصفة الحزم) التي انطلقت في 26 مارس 2015 بقيادة السعودية وهي برأيه " العودة إلى المسار السياسي وعودة الشرعية والرد على التدخل الإيراني". ولم يوضح الوزير الإماراتي ما إذا كان التحالف حقق هذه الأهداف,لكنه أجاب بطريقة أخرى قائلاً: "الحرب انتهت عمليا لجنودنا ونرصد الترتيبات السياسية ودورنا الأساسي حاليا تمكين اليمنيين في المناطق المحررة"، حسب توصيفه.. ويحمل حديث قرقاش إشارات إلى اعتزام بلاده الاعتماد الكامل على تجنيد مرتزقة يمنيين وأجانب. وسحبت القوات الإماراتية أمس الأول وحداتها العسكرية من القصر الرئاسي في عدن (المعاشيق) وتم استبدالها بقوات سعودية، لكنها عززت من تمركزها في مواقع استراتيجية ونصبت مدافع ساحلية ذاتية الحركة في مديرية البريقة. وقبل ذلك كانت القوات الإماراتية سحبت آلياتها الثقيلة وجنودها من جبهة مأرب، فيما تسيطر بقوات موالية لها على مدينة المكلا محافظة حضرموت.