ارتكب طيران العدوان السعودي، أمس، مجزرة مروعة باستهدافه مستشفى ريفي في حجة تديره منظمة (أطباء بلا حدود) الدولية بعد 48 ساعة من إدانة المنظمة مجزرة ارتكبها طيران (العدوان) بحق الأطفال في مدرسة الكريم بمحافظة صعدة. وأكدت منظمة العفو الدولية أن هذه الجريمة ترقى إلى جريمة حرب ضد الإنسانية وفقاً للقانون الدولي. وتأتي هذه الجريمة التي يبدو أن مرتكبيها لا يخشون أي عواقب دولية، بالتزامن مع استنكار أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون قتل الأطفال في صعدة. وقال مدير مكتب الصحة في محافظة حجة، أيمن مذكور ل"اليمن اليوم" إن 20 شخصا استشهدوا وأصيب أكثر من (25) آخرون جراء غارات جوية استهدفت بشكل مباشر مستشفى عبس الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود التابعة للأمم المتحدة، متوقعا ارتفاع حصيلة الضحايا مع استمرار فرق الإنقاذ بانتشال الضحايا من تحت الإنقاذ "وخطورة بعض المصابين"، مشيراً أن "استمرار تحليق طيران العدوان على علو منخفض حال دون وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ". وأضاف أن القصف دمر مركز الطوارئ، لافتاً أن المعلومات الأولية تفيد بتواجد نحو (7) من طاقم المنظمة الأجانب كانوا داخل إدارة المستشفى المستهدف، بينما نقلت قناة المسيرة عن أحد وكلاء المحافظة قوله أن طبية إسبانية "استشهدت في الغارة". ويعد مستشفى عبس المستشفى الوحيد في المديرية ويكتظ بالمرضى من مختلف مناطق المديرية، ما فاقم الخسائر البشرية جراء القصف. وأكدت منظمة أطباء بلا حدود تعرض المستشفى لغارة جوية، مكتفية في تغريدة على صفحتها في تويتر بالإشارة إلى أن حصيلة الضحايا لا تزال غير معروفة. وكان ناطق العدوان السعودي أحمد عسيري، اتهم منظمة أطباء بلا حدود بما وصفه ب"لعب دور إضافي غير مجالها الطبي". وقال عسيري في تعليقه على سؤال لمذيعة قناة البي بي سي عربية حول إعلان المنظمة مقتل (10) أطفال ونحو 30 مصابا جراء غارة سعودية على مدرسة ابتدائية في صعدة " إن على المنظمة أن يكون دورها استباقي وليس ردود أفعال". ودان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، غارة جوية استهدفت مدرسة السبت، في صعدة ما أدى إلى استشهاد 5 أطفال وجرح 19 آخرين. بان كي مون الذي كان قد رضخ للضغوط السعودية وأعلن رفع (التحالف السعودي) من القائمة السوداء لقتلة الأطفال دعا، أمس، إلى "التحقيق العاجل في هذا الحادث المأسوي"، مطالبا ب"اتخاذ كل ما يلزم لتجنب انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان في المستقبل ولحماية المدنيين والمنشآت المدنية". وقالت منظمة العفو الدولية، في بيان نشرته على موقعها الالكتروني باللغة الانجليزية مساء أمس إن قصف قوات التحالف، التي تقودها المملكة العربية السعودية، مستشفى مدعوم من منظمة أطباء بلا حدود (MSF) في اليمن، هو هجوم وحشي بائس، من شأنه أن يرقى إلى جريمة حرب. وأضافت، أن مستشفى عبس الريفي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود منذ يوليو 2015 وتم علاج 4611 مريضاً منذ ذلك الحين. من جانبها قالت ماغدالينا المغربي، نائب مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "قصف هذا المستشفى الذي راح ضحيته أرواح المدنيين، بما في ذلك العاملون في المجال الطبي الذين يكرسون جهودهم لمساعدة المرضى والجرحى تحت أكثر الظروف تحدياً، عمل مؤسف". وأضافت ماغدالينا: "الاستهداف المتعمد للمرافق الطبية يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي التي من شأنها أن ترقى إلى جريمة حرب". وتابعت: "الغارة الجوية التي تعرضت له المستشفى اليوم –أمس- يبدو أنه أحدث سلسلة من الهجمات غير القانونية التي تستهدف المستشفيات، ويسلط الضوء على نمط مقلق في تجاهل الحياة المدنية". ودعت ماغدالينا المغربي، إلى تحقيق شامل ومستقل في ملابسات هذا الهجوم. وسجلت محافظة صعدة اليومين الماضين استشهاد نحو (20) مدنياً معظمهم أطفال وإصابة آخرين بجرائم مماثلة. وفي سياق غاراته الهستيرية على المحافظات الحدودية، شن العدوان غارتين على منزل ومزرعة في منطقة بني الحسن بمديرية عبس وأخرى على مزرعة الحظا بمنطقة الجر،كما طالت الغارات مطاعم الخيمة في حرض ومزرعة وعمارة جميل فرج مدير أمن عبس الواقعة في مديرية عبس. وقالت مصادر عسكرية إن الغارات طالت أيضا مزارع مواطنين بين ميدي وحرض، وغارة على منطقة الندلة بمديرية كشر. وأشارت المصادر إلى تنفيذ مروحيات الأباتشي قصفا صاروخيا مكثفا على منازل المواطنين بالقرب من وادي عبد الله المقابل لمنفذ الطوال في جيزان وقرية الخدور إضافة إلى قصف على مثلث عاهم. وفي محافظة صعدة، أفادت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" بشن طائرات العدوان سلسلة غارات، (23) غارة منها استهدفت منازل في باقم ووادي الثعبان المحاذي للربوعة في عسير، بينما طالت ثلاث منها استهدفت شبكتي الاتصالات في حيدان وساقين كما تعرض منزل في مديرية ساقين لغارتين وثالثة طالت منطقة الخميس في ذات المديرية.. وتعرضت مديرية شداء لقصف صاروخي، وفقا لذات المصادر.