حصدت عملية إرهابية جديدة في عدن أمس أرواح 3 شباب وجرح آخرون ومصرع منفذ العملية، فيما كشفت طريقة التنفيذ عن مأساة حقيقية. وقال مصدر أمني وآخر من الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" إن 5 مسلحين على متن حافلة صغيرة ألقوا شاباً عشرينياً يرتدي حزاماً ناسفاً وسط فرزة الخساف بمنطقة صبرة مديرية كريتر المكتظة بالركاب، مشيرا إلى أن الشاب صاح في الناس "اهربوا،، فخَّخوني" قبل أن ينفجر.. ما أسفر عن استشهاد 3 شباب وجرح 4 آخرين إلى جانب مصرع منفذ العملية الذي تناثرت أشلاؤه. وأضاف المصدر أن معدل الضحايا كان سيكون مرتفعا لولا صراخ الشاب الذي مكّن الكثير من الفرار قبل الانفجار بلحظات، مؤكدا أن عملية التفجير تمت عن بعد. صفحات في تويتر ينشط فيها عناصر موالون لتنظيم "داعش" أفادوا بأن أحدهم استهدف من وصفوهم ب"جنود الطاغوت". من جهتهم تساءل مغردون من أبناء المحافظات الجنوبية على مواقع التواصل الاجتماعية عما إذا كانت الجهة التي خططت لعملية اغتيال طالت ضابطا متقاعدا في جهاز الأمن السياسي أمس الأول الجمعة بحي عبدالعزيز بالشيخ عثمان قد تخلصت من الشاب الذي نفذها عقب ساعات فقط من تنفيذ العملية. وطرح المغردون عدداً من التساؤلات بخصوص واقعة التفجير الانتحارية التي وقعت بكريتر أمس وأودت بحياة شاب في العشرينيات من عمره . ونقل موقع (عدن الغد) عن شهود عيان أن مجهولين قدموا على متن سيارة ورموا شاباً في العشرينات من عمره قبل أن ينفجر . وأضاف الموقع المحسوب على الحراك الجنوبي والفار هادي أن الشاب كان يصيح بشدة قبل أن ينفجر محذرا من انفجاره . وقارن "مغردون" على مواقع التواصل الاجتماعية بين الملابس التي كان يرتديها الشاب الذي نفذ عملية الاغتيال التي طالت العقيد علي مقبل يوم الجمعة وبين ملابس الشاب الذي تم رميه من السيارة قبل أن ينفجر في كريتر أمس السبت. وقالوا إن العملية ربما توضح بأن الجهة التي نفذت الاغتيال تخلصت لاحقاً من الشاب نفسه لكن كل ذلك يظل فرضيات قابلة للتصديق أو التكذيب . وتظهر صور استعرضها نشطاء محليون على مواقع التواصل الاجتماعية أن السروال الجينز الذي ارتداه مرتكب عملية الاغتيال بحي عبدالعزيز والذي راح ضحيتها العقيد علي مقبل عوض سعيد العولقي، تشبه إلى حد كبير الملابس التي كان يرتديها الشاب الذي لقي حتفه بتفجير كريتر . وتعد هذه الحادثة الرابعة خلال يومين إذ سبقها عمليتا اغتيال في المنصورة استهدفت ضابطين برتبة عقيد.. وتعد كريتر ثالث معقل لتنظيم "داعش" بعد المنصورة والتواهي وسبق للتنظيم وأن أعلنها قبل نحو شهر مركزا جديدا لإماراته مما دفع بسلطة الحراك إلى إعلان حملة أمنية بقيادة شلال شائع انتهت بإبرام السعودية اتفاقا بين الطرفين، غير أن إعلان سلطة الحراك، الخميس، عن مداهمة منزل قائد التنظيم في المديرية أثار كما يبدو ردود فعل لدى التنظيم. إغلاق كلية العلوم الإدارية وفي مديرية البريقة، اقتحم عناصر تنظيم داعش، أمس، مبنى كلية العلوم الإدارية في منطقة الشعب مجددا وباشروا بضرب أعضاء هيئة التدريس وطرد الطلبة. وقالت ذات المصادر إن عناصر التنظيم الإرهابي معززين بأطقم ومدرعة تابعة لتحالف الاحتلال فرضوا حراسة على مباني الأقسام في الكلية وأغلقوا بوابة الكلية بالسلاسل وأقفال الحديد، كما هددوا باستهداف الطلبة في حال عادوا للدراسة. وبرر التنظيم –أحد فصائل عملاء الاحتلال- الاعتداء على المدرسين؛ بتشجيعهم الطلاب والطالبات على الاختلاط. وكان التنظيم أغلق في أكتوبر من العام الماضي كلية العلوم لذات الأسباب. كمين لقيادات إماراتية إلى ذلك كشفت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" عن تعرض قافلة عسكرية لقوات الاحتلال، منتصف ليل الجمعة – فجر السبت، لكمين في المنصورة. وقالت المصادر إن مسلحين مجهولين نصبوا كمينا في مدينة إنماء وباشروا بإطلاق النار من أسلحة متوسطة على قافلة عسكرية كانت قادمة من مطار عدن وفي طريقها إلى معسكر قوات الاحتلال في البريقة. وقدمت القافلة على متن طائرة نقل عسكرية وبرفقة عدد من كبار القادة العسكريين الإماراتيين. ودارت الاشتباكات لنحو ساعة قبل أن تتمكن القافلة من الفرار. اتهامات متبادلة الحوادث الأخيرة، صعدت حرب كلامية بين الفصائل المسلحة للحراك الجنوبي ومليشيات "الإخوان" إذ اعتبر، علي الأحمدي،الناطق الرسمي باسم ما يعرف ب"مجلس المقاومة" –أسسه القيادي في حزب الإصلاح، نائف البكري- تنفيذ القاعدة وداعش العمليات الأخيرة "يؤكد على غياب مؤسسات الدولة الأمنية في عدن" في إشارة منه إلى شرطة المحافظة بقيادة شلال شائع – القيادي في الحراك الجنوبي. وقال الأحمدي في منشور على صفحته بالفيسبوك " تبجح عناصر التنظيم من خلال الاستعراض والتصوير الاحترافي دليل على وجود مشكلة أمنية". وأضاف "تحدثنا أكثر من مرة عن انعدام الأجهزة الأمنية ولن يتم معالجة المشكلة الأمنية إلا بوجودها وأن تكون تابعة لجهة واحدة ممثلة بالدولة و"إشراف مسئولين ذوي اختصاص". الناطق باسم ما تسمى "المقاومة الجنوبية" التابعة للحراك الجنوبي، علي شائف الحريري، اتهم من جهته وبصورة مبطنة حزب الإصلاح بالوقوف وراء الهجمات الإرهابية في عدن، مشيرا في تصريح صحفي إلى أن "أحزابا يمنية تستخدم مظلة الشرعية لمحاولة زعزعة أمن واستقرار عدن". كما اعتبر الهجمات الأخيرة بأنها تسعى لعرقلة "جهود السلطة المحلية في إعادة تطبيع الحياة" حد قوله. التراشق بين الإخوان والحراك يأتي في ظل أزمة تعيشها حكومة الفار عقب مغادرة محافظ عدن المحسوب على الحراك، عيدروس الزبيدي، للمدينة وسط أنباء تتحدث عن توجه لاستبداله بقائد المليشيات السلفية الموالية للأمارات، هاني بن بريك. الحراك يصعد بيان صادر عن مسلحين يطلقون على أنفسهم "ضباط وجنود جنوبيون مسرحين" - يتبعون الحراك الجنوبي – طالبوا بالعودة إلى ما أسموها "الأعمال العسكرية والأمنية"، متوعدين بالتصعيد في حال تجاهلت حكومة الفار مطالبهم. وأشار الضباط والجنود في وقفة احتجاجية في ساحة العروض بأنهم لن يتخلوا عما وصفوها ب"الإرادة الشعبية" في إشارة منهم إلى الانفصال". كما شهدت عدن، أمس، تظاهرات نسائية هتفت برحيل "حكومة الفار والاحتلال من عدن" لأول مرة منذ سقوط عدن بيد قوات الاحتلال. رحيل مبكر وغادر وزير التربية في حكومة بن دغر، عبد الله لملس،أمس، عدن، بينما يعد ناشطون في المدينة لتظاهرة أمام قصر المعاشيق – مقر إقامة بن دغر ووزرائه. ودعت مكونات شبابية وقيادات مدنية في عدن،أمس، إلى جعل يوم الاثنين المقبل "يوم غضب عارم وانتفاضة ضد حكومة بن دغر ووزرائه. وحدد الناشطون ساحة فن سيتي في منطقة صيرة مكان الانطلاق للاحتجاجات المتوقع وصولها إلى قصر المعاشيق. وتحمل التظاهرة، وفقا لبيان الناشطين، مطالبة الحكومة بتوفير الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية والرواتب أو الرحيل. كما أشار البيان إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد "تصعيد" يبدأ بالعصيان المدني في جميع مديريات المحافظة. وكانت الاحتجاجات في مدينة عدن تواصلت،أمس، في عدة مديريات للمطالبة بخدمات.