أسقط مسلحون مجهولون في عدن، أمس، مروحية عسكرية تابعة لقوات الاحتلال في حادثة تعد الثانية خلال 24 ساعة، فيما أعلن تنظيم داعش -أحد فصائل الاحتلال- مسئوليته عن اغتيال ضابط تحقيقات في معسكر إماراتي، وكشفت حكومة الفار هادي عن تواجد أمني قطري منافس للتواجد الإماراتي. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن المروحية نوع "أباتشي" كانت عائدة من إحدى البوارج المرابطة في خليج عدن إلى معسكر للقوات الإماراتية في مدينة البريقة عندما تعرضت لنيران أرضية أصابت مروحتها وتسببت بسقوطها في ساحل البريقة. وشنت وحدات عسكرية إماراتية حملة تمشيط للمنطقة المحيطة بمكان سقوط الطائرة بغطاء جوي. وأفادت المصادر بأن مصير الطيار ومساعده لا يزال مجهولا مرجحة مقتلهما، لكنها أشارت أيضا إلى أن سفن صيد شوهدت تحيط بمكان سقوط الطائرة وغادرت قبل وصول قوات إماراتية لا تزال تبحث عن جثة الطيار ومساعده. وكانت القيادة العامة للقوات الإماراتية أصدرت، أمس الأول، بيان نعي بحق طيار ومساعده قتلا جراء سقوط مقاتلة من نوع أباتشي خلال "عملية روتينية في المياه الدولية بخليج عدن" وفقا لبيان النعي. يذكر أن تنظيم داعش أعلن مسئوليته في وقت سابق عن إسقاط طائرة حربية نوع "ميراج" إماراتية أثناء مشاركتها في حملة لإخراج مسلحي التنظيم من المقرات الحكومية في مديرية المنصورة. واحتدم الصراع مؤخراً بين فصائل عملاء الاحتلال، وتحديداً داعش والقاعدة وحزب الإصلاح المسنودين سعودياً من جهة والحراك الجنوبي المسنود إماراتياً من جهة أخرى، على خلفية اعتقال قوات ما تسمى "النخبة" المسنودة إماراتياً رئيس الإصلاح في المكلا محافظة حضرموت وإغلاق المقر.. ومؤسستين تابعة لذات الحزب بتهمة "الإرهاب".. وفيما لا يزال الإصلاح يضغط للإفراج عن رئيس فرعه في المكلا "غالب الدقيل" ووقف الإجراءات التي يصفها بالتعسفية والصبيانية، تعتزم سلطات عدن المحسوبة على الحراك الجنوبي إغلاق مقرات الإصلاح ومؤسساته في عدن بذات التهمة إلا أن حكومة الفار هادي لا تزال تعارض ذلك. ونشبت أمس الأول مشادات كلامية بين رئيس حكومة الفار، أحمد عبيد بن دغر ومدير أمن عدن شلال شائع بهذا الخصوص. "داعش" تتبنى "تصفية ضابط تحقيق إلى ذلك، تبنى، أمس تنظيم "داعش" -أحد فصائل عملاء الاحتلال- اغتيال ضابط يعمل في غرفة عمليات 22 مايو التي يديرها ضباط إماراتيون. وأشار ناشطو التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن العقيد، وسيم الصنعاني، كان يحقق مع المضبوطين من عناصره، مشيرين إلى أن عملية "تصفيته" تمت بقنبلة يدوية ألقيت إلى داخل سيارته بينما كانت في الشيخ عثمان. وكان الصنعاني أصيب بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى لكنه فارق الحياة بعد ساعات متأثرا بجروحه. الإعلان عن جهاز أمني ترعاه قطر من جانبه، أعلن مصدر في حكومة الفار هادي، أمس، عن ترتيبات "أخيرة" لإطلاق جهاز أمني جديد برعاية قطرية. وأشار المصدر في تصريح صحفي -تناقلته مواقع إلكترونية في عدن- أن وزير الداخلية، في حكومة الفار، حسين عرب، التقى رئيس الوزراء القطري عبدالله بن خليفة آل ثاني، مشيرا إلى أن اللقاء تطرق للترتيبات الأخيرة لإطلاق جهاز أمني داخلي تابع "لوزارة الداخلية وبدعم لوجستي قطري". كما كشف عن فرق أمنية مجهزة سيتم توزيعها على مراكز الشرطة في عدن و"المحافظات المحررة" حد وصفه، مشيرا إلى أن مسئولين أمنين اتفقوا مع آخرين تابعين للرئيس الفار على دعم تشكيلات أمنية تخضع لهم. وقال موقع "عدن الغد" المقرب من الحراك إن قطر ستلعب دوراً مهماً في إعادة بناء أجهزة الداخلية في المناطق "المحررة" -حسب وصفه- للحد من انقسامات قد تحدث مستقبلاً بين أوساط المسلمين في تلك المناطق. توصلت حكومة الفار، هادي والسلطات المحلية في عدن المحسوبة على الحراك، أمس، إلى اتفاق برعاية قوات الاحتلال يسمح لها بالبقاء في المدينة، مع رفع علم الانفصال. وقالت مصادر مطلعة ل"اليمن اليوم" إن الاتفاق يقضي برفع علم ما كان يعرف ب"جمهورية اليمن الديمقراطية" إلى جانب علم الجمهورية اليمنية في أي اجتماع يحتضنه القصر الرئاسي (المعاشيق) مقر إقامة بن دغر ووزرائه حاليا. وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق سمح لأول مرة بعقد حكومة الفار برئاسة بن دغر اجتماع لها بالسلطة المحلية في عدن بعد تصويت أعضاء الحكومة على رفع علم "الانفصال" في أي اجتماع لها واعتبرته الحكومة بمثابة "تدشين للأقاليم". وكانت حكومة بن دغر فشلت اليومين الماضيين من عقد اجتماع لها في عدن وآخر مؤتمر صحفي لمواجهة دعوات بالتظاهر ضدها في العاشر من رمضان وذلك بعد تصاعد حدة الخلافات بين سلطات عدن المحلية وحكومة بن دغر إلى مشادات كلامية طلب على إثرها مدير أمن عدن من بن دغر مغادرة المدينة. وأشارت المصادر إلى أن اتفاقا بين بن دغر ومحافظ عدن قضى أيضا بمنع التظاهر ضد الحكومة والذي كان متوقعا خلال الأيام المقبلة للتنديد بانهيار الخدمات. تمرد لفصائل مسلحة وشهدت عدن، أمس، انشقاقات كبيرة في صفوف الفصائل المسلحة عقب أيام على محاولة مليشيات ما تسمى "الحزم" التابعة لابن بريك الموالي للقاعدة اقتحام معسكر لفصيل يتبع "داعش" ويطلق على نفسه "جند الله" في المنصورة. وأعلن بهيج الحسني قائد فصيل سحب عناصره من كتائب المحضار، بينما أعلن قائد ما تسمى ب"المقاومة" في مدينة الشعب، محمد السعيدي اعتكافه في منزله احتجاجا على ما وصفوه ب"التهميش". من جانبها، بررت فصائل يقودها هاني بن بريك في بيان مشترك مع "المنطقة العسكرية الرابعة" أمس، اقتحام معسكر لفصيل مسلح في المنصورة بأنه يأتي لوقف ما وصفته ب"تجاوزات جند الله". وأرفق البيان الصحفي بعشرات الوثائق التي تتهم قيادة الجماعات المسلحة في معسكر الإنشاءات في المنصورة بنهب معدات وآليات عسكرية ومدنية إضافة إلى أعمال تقطع ونهب. واعتبر ناشطون جنوبيون البيان بمثابة اعتذار ل"داعش"، مشيرا إلى أن تبرير الهجوم على معسكر يأتي بعد يوم على رعاية قوات الاحتلال لعملية اتفاق بين فصائل سلفية محسوبة على القاعدة وأخرى على "داعش". هادي يصادق على كهرباء الإمارات وكان الرئيس الفار، عبدربه منصور هادي، وقع، أمس، على اتفاقية تخول الإماراتيين بتشغيل كهرباء عدن ل6 أشهر، بالرغم من إعلانه في أبريل الماضي من توصله إلى اتفاق مع شركة تركية – قطرية لتشغيل قطاع الكهرباء في المدينة. في سياق متصل، لا تزال أزمات الكهرباء والوقود والمياه قائمة في المدينة مع تقليص ساعات قطع التيار إلى 15 ساعة وأسعار الوقود في السوق السوداء إلى 10 آلاف للدبة البنزين سعة 20 لتراً. ?