د. فضل الصباحي في جريمة إنسانية عظمى ومروِّعة بحق المدنيين الآمنين في صالة العزاء في مدينة صنعاءاليمنية التي استهدفتها الطائرات السعودية بأربع غارات حولت مجلس العزاء تلك المنشأة المدنية الأكبر في مدينة صنعاء التي تحتوي على آلاف الأشخاص تحولت إلى محرقة تمزقت بداخلها أجساد اليمنيين وتفحمت بشكل مرعب راح ضحية تلك الغارة السعودية أكثر من 700 بين شهيد وجريح. مقال اليوم أتحدث فيه عن الشخصية الأبرز التي كانت محل إجماع اليمنيين بمختلف توجهاتهم ولكن القدر أراد لَهُ أن يُغادر الحياة وهو في تلك الصالة يقدم واجب العزاء لآل الرويشان، إنه اللواء عبد القادر هلال: الشخصية الأبرز المنادية للسلام في اليمن والذي لم يكن تابعاً لعلي محسن الأحمر ولا لعلي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق الذي دعمهُ كثيراً، ولم يكن تابعاً للحوثي الذي اتهمه الإخوان بذلك مراراً؛ كان الرجل مدعوماً من الجميع في فترات متغيرة.. كان متمرداً على الجميع منحازاً إلى الوطن عندما تطلب الأمر منهُ ذلك رغم معرفته بأن هذا طريق صعب.. يحتاج إلى شعب واعي يؤمن بالسلام والتعايش مع الجميع. وقف بعيداً عن الذين يريدون الخراب والدمار لليمن أنصار هادي الذين حاولوا معه كثيرا وقدموا لَهُ الكثير من الإغراءات والتهديدات المبطنة والمباشرة. نم قرير العين عبدالقادر هلال، ستبقى ذكراك عبيراً يعبق حُبّاً وسلاماً في زوايا المدن والقرى والمحافظات التي مررت بها وتكن لك كل الحب.. ستبقى ذكراك حاضرة في قلوب محبيك من الفقراء والمساكين الذين كنت تقدم لهم يد العون مع ابتسامة تعبر عن المحبة والتواضع والرحمة. لمن ينادون بالسلام رحل رجل السلام الذي رفض الانتماء لعلي محسن الذي عيّنه مديراً عاماً لناحية دمت وكان لَهُ دور مشهود ومعروف في عودة قادة الجبهة في المناطق الوسطى في اليمن إلى حضن الوطن في عام 1994 تم تعيينه وكيلاً لمحافظة إب في الأيام الأولى لحرب الوحدة.. أعرفهُ جيداً عندما زُرت معه جبهة القتال في الضالع وغيرها من الجبهات في حرب الوحدة كان رجلاً شجاعاً.. ورسول سلام يتواصل مع جميع الذين يعرفهم في تلك المناطق من أجل وقف القتال والعودة إلى حضن الدولة الشرعية حينها. تم تعيينه بعد ذلك محافظ محافظة إب، قدم الكثير لتلك المحافظة.. وبعدها تم تعيينه محافظ محافظة حضرموتالمدينة التي أحدث فيها تغييراً كبيراً في البنية التحتية وحولها إلى مدينة عصرية جميلة تملك كل المقومات السياحية والتجارية. تم تعيينه بعد ذلك وزير الإدارة المحلية وقدم خلال فترت عمله فيها الكثير من النجاحات وأسس أنظمة الالكترونية وغيرها من تصحيح مسار الوزارة التي قدم لها الكثير من خبراته الكبيرة المتراكمة في مجال السلطة المحلية والحكم المحلي. ترأس العديد من اللجان الخاصة بالمصالحة والتوافق بين الأطراف المتصارعة في اليمن وكان له دور كبير في التوفيق بين أطراف الصراع المختلفة. عمله في أمانة العاصمة لم يكن كما يظنه البعض سهلاً وميسراً، بل كان صعباً ومعقداً ويحتاج إلى شخص استثنائي وقيادة استثنائية مثل عبدالقادر هلال قدم الكثير لمدينة صنعاء وأهلها وتحسين صورتها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وداعاً يا صديقي سوف تشتاق إليك صلاة الفجر التي كنت تحافظ عليها.. وإلى جنة الخلد التي طالما اشتقت إليها.