إعلان السعودية أن بركان كان متجها إلى مكةالمكرمة وليس إلى مطار جدة - الذي وصله بسلام - هو في الحقيقة نداء استغاثة وإعلان رسمي بأن السعودية وتحالفها الطويل العريض غير قادرين على حماية المملكة العجوز، وأن منظوماتها المضادة للصواريخ تعلن استسلامها وهزيمتها بهذه الأكاذيب المكشوفة أمام القدرات العسكرية المحدودة، ولكن الإبداعية اليمنية لشعب محاصر وفقير. الحديث الكاذب عن استهداف مكةالمكرمة لا يمثل سوى فضيحة كبيرة للسعودية من ناحية ونداء استغاثة للشخص يغرق بعد أن كذب كثيرا. استغاثة فرعون بقوم موسى قبل الغرق هو ما تحاول عمله السعودية، بمحاولة استدرار مشاعر الشعوب الإسلامية الدينية، علها تبادر لحماية المقدسات، بعد أن عجزت جيوش حكوماتها عن عمل أي شيء أمام بلد محاصر وما يملكه من الأسلحة يساوي صفر بالألف مما تملكه السعودية وحدها، ما بالك بحلفائها من الدول العظمى والصغرى. السعودية بهذا التخبط وافتراء الكذب المكشوف تعبر عن ضعفها وعدم القدرة على منع الصواريخ اليمنية الباليستية ذات التطوير المحلي من الوصول إلى عمق مدنها الرئيسية كمدينة جدة العاصمة الصيفية للأسرة المالكة وثاني مدينة سعودية بعد الرياض من حيث الأهمية، بل هي مساوية لها من هذه الناحية وربما تفوق عليها الأمر. ومن هذا المقام نقول للأسرة المتحكمة بمصير شعبنا في الحجاز ونجد والقطيف، فضلا عن أبناء جيزان ونجران وعسير، بأنك أيها الأسرة المجرمة في طريقك إلى الأفول، وأن الشعوب العربية والإسلامية هم اليوم سعداء بصراخك المرعوب، بل أنهم يسمعون صراخك واستغاثاتك وهم يقهقهون فرحا وتشفيا، فما بالك أن يستجيبوا لهذه الاستغاثات المهزومة ولكن الكاذبة. وإذا كان هنالك من سيستجيب لهذه الاستغاثات والصراخ المرعوب دفاعا عن المقدسات السعودية وأمراء خادم الحرمين الشريفين، فلن يكون سوى مسلمي داعش والقاعدة من ناحية وصليبيي أمريكا وبريطانيا من ناحية أخرى، أما بقية المسلمين والنصارى وبقية شعوب العالم فلن يكون رد فعلهم سوى رفع القبعة إجلالا لشعب اليمن وأبطاله الميامين وليس أي شي آخر. النصر لليمن، والرحمة والخلود لشهدائها، والشفاء والعافية والخير والبركة لجرحاها ومعاقيها وفقرائها المحاصرين والمجوعين عمدا في تهامة وفي كل الأرض اليمنية الجريحة.