يختتم المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ اليوم زيارته لبلادنا بجلسة صباحية مع الوفد الوطني المفوض من قبل المجلس السياسي الأعلى. وعقدت مساء أمس جلسة مطولة استكمل خلالها الوفد الوطني طرح ملاحظاته الجوهرية على خارطة الطريق المطروحة للحل بما يضمن نجاعتها والعودة إلى الانتقال السلمي. وقال مصدر سياسي ل"اليمن اليوم" إن الوقف الشامل للأعمال القتالية جواً وبراً وبحراً ورفع الحصار والملف الرئاسي أو السلطة التنفيذية بشقيها الرئاسة والحكومة، وكذا تزمين وتراتبية الحل تصدرت ملاحظات وفدنا الوطني، فضلاً عن إجراءات تشكيل اللجان العسكرية والأمنية التي ستشرف على بقية الخطوات. وباستفاضة تطرقت جلسة أمس إلى البنود الجوهرية التي لم ترد في الخطة، وكذا البنود الغامضة والقابلة للتفسير وبالشكل الذي يجعلها قنابل مؤقتة لنسف الحلول. وتعد قضية التعويضات وإعادة الإعمار وشرعية مجلس النواب في أولوية النقاش. وأضاف المصدر بأنه من المقرر استكمال النقاش في جلسة ختامية صباح اليوم يغادر على إثرها المبعوث الأممي حاملاً معه ملاحظات بلادنا اللازمة لنجاح خارطة الطريق. وكان المبعوث وصل الخميس إلى العاصمة صنعاء في سياق مناقشته لخطة السلام المطروحة، وقال في بيان له الجمعة "لا بد من مناقشة كل تفاصيل الخطة مع الأطراف كي نكون على يقين بأننا توصلنا إلى اتفاق شامل لليمن"، لافتاً في السياق إلى أن خارطة السلام تشمل سلسلة من الخطوات الأمنية والسياسية المثالية والتي من شأنها ستساعد في العودة إلى الانتقال السلمي. ولفت إلى أنه سيقابل دبلوماسيي الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لمناقشة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة والأزمة الاقتصادية التي تواجهها بلادنا. وسيلتقي المبعوث الأممي مع الطرف الآخر والدول الراعية للتسوية في بلادنا قبل أن يعود لاحقاً إلى العاصمة صنعاء. وكان الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق، رئيس المؤتمر الشعبي العام قال: "إن ما تضمنته مبادرة جون كيري وزير خارجية الولاياتالمتحدة وتوافقت عليها الدول الأربع وبقية دول الخليج سواءً في جدة أو لندن، وخارطة الطريق التي تتبناها الأممالمتحدة عن طريق مبعوثها إسماعيل ولد الشيخ، تشكّل في مجملها قاعدة جيدة للمفاوضات". وشدد على ضرورة أن تستكمل كافة الجوانب المرتبطة بوقف العدوان، وإيقاف العمليات العسكرية التي تقودها السعودية، ووقف تمويل المرتزقة والجماعات الإرهابية في مختلف المناطق اليمنية. وقال الزعيم علي عبدالله صالح: "إننا في الوقت الذي نجدّد فيه استعدادنا للتعامل الإيجابي مع كل المبادرات الهادفة إلى حقن الدم اليمني والحفاظ على سلامة ووحدة وأمن واستقرار اليمن وتحقيق السلام الشامل والكامل في اليمن والمنطقة، نؤكد أنه إذا لم يتوقف العدوان ويتراجع عن غيّه وغطرسته، فإن شعبنا اليمني اليوم أكثر قدرة وأشد صلابة وفي أعلى درجات الجاهزية أكثر من أي وقت مضى -عسكرياً وشعبياً- سيواصل تصدّيه الحازم للعدوان في كل الظروف والأحوال، منطلقاً من مبدأ "سلام يشرّف أو الاستمرار في النزال والقتال حتى النصر وليس غير النصر".