أكد باحث فرنسي أن السعودية تتعمد استهداف التراث اليمني من خلال قصفها المباشر والمتكرر لكل ما له صلة بالتراث والحضارة اليمنية . وقال الدكتور إيريك فاليه المحاضر في جامعة السوربون، في ندوة نظمتها المكتبة الجامعية للغات والحضارات بباريس بعنوان (التراث اليمني في خطر).. أن السعودية استهدفت العديد من المواقع التاريخية والدينية التي لا صلة لها البتة بالأهداف العسكرية مثل استهداف صنعاء القديمة وسد مأرب ومدينتي براقش وكوكبان الأثريتين ومدرسة وجامع زبيد. وعزز الخبير الفرنسي ذلك بتأكيد أحد الخبراء الفرنسيين في منظمة اليونسكو القول "إنه كلما أرسلت المنظمة للتحالف قائمة بالمواقع التاريخية والأثرية لتجنب استهدافها تفاجأ المنظمة بعد أيام قليلة بقصف معظمها وهو ما ألحق أضرارا بالغة بها". مؤكدا وجود نية سعودية لتدمير التاريخ والحضارة اليمنية القديمة التي تتميز بها اليمن عن السعودية وعدائهم لكل ما هو قديم وتاريخي بدليل هدمهم لكل ما هو قديم من معالم تاريخية ودينية خصوصا في مكة والمدينة والبناء على أنقاضها. فيما تناولت الباحثة في المركز الوطني للبحوث والدراسات الفرنسي والمديرة الفخرية للأبحاث في اللغات الأفريقية الآسيوية ماري كلود سيميوني سونل تأثير الحرب على التراث الثقافي اللامادي لا سيما اللغتان الأمهرية والسقطرية. وأشارت إلى أن الصراع في اليمن سبب رئيس لتلاشي وتناثر اللغتين ..لكونهما شفهيتين وغير مكتوبتين.. وأيضا لرحيل عدد كبير من سكان المحافظتين إلى خارج اليمن للبحث عن فرص عمل نتيجة الحصار.. فضلا عن توقف عمليه تسجيل وتوثيق هذه اللغات من قبل اليمن بالتعاون مع منظمه اليونسكو ومركز الأبحاث في اللغات الأفريقية الآسيوية في فرنسا.. نتيجة الحرب. من جهته أبرز الباحث في المركز الوطني للوثائق وجامعه السربون محمد طواف جوانب مما يتعرض له التراث الثقافي المكتوب والمحفوظ في بلادنا. لافتا إلى تعرض عدد من المباني الثقافية للتدمير منذ مارس 2015 –تاريخ بدء العدوان السعودي- حتى اليوم في عدن منها مبنى المركز الوطني للوثائق ومركز الدراسات والبحوث بجامعة عدن الذي يحتوي على عدد كبير من الوثائق تعود إلى تاريخ الاحتلال البريطاني، بالإضافة إلى المكتبة الوطنية (باذيب) والتي تعرض عدد من وثائقها للنهب والسرقة بعد تعرض المبنى للقصف. وأشار إلى حرق عدد كبير من الوثائق في المكلا عقب سيطرة القاعدة عليها منها وثائق تابعة لمبنى إذاعة المكلا وعدد من المكاتب الحكومية تعود إلى الدولة القعيطية, فضلا عن تدمير وحرق مبنى مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة في عامي 2015 و 2016 والتي تضم وثائق تاريخية وأرشيفا سمعيا وبصريا بسبب القصف الجوي والنزاع الموجود في تعز. وأضاف أن معظم مباني الجهات الحكومية وأرشيفاتها تضررت في مدن تعزوعدن وصعدة منذ بدء غارات العدوان على اليمن، بالإضافة إلى ثمانية وثلاثين جهة حكومية في مدن صنعاء وعمران والحديدة ومأرب وذمار والمحويت والبيضاء وهو ما عرض أرشيف تلك الجهات للتدمير والتلف. وشددت الندوة على أهمية تكثيف العمل في هذه الفترة الحرجة التي يتعرض لها التراث والحضارة اليمنية للخطر وتسليط الضوء على وضعه الكارثي بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه. تخلل الندوة مداخلات وعرض صور لمواقع أثرية ومراكز وثائق تاريخية تم تدميرها.