توالت، أمس، خسائر مرتزقة العدوان السعودي، في جبهات القتال بمحافظة تعز وجبهة "كهبوب" الواقعة في النطاق الجغرافي والإداري لمحافظة لحج، فيما تصاعدت التناحرات ودعوات التخوين، بين فصائل مرتزقة وعملاء العدوان السعودي، ووصلت حد اغتيال زوجة أحد القادة السلفيين وسط مدينة تعز. البداية من المعارك المشتعلة والتي تشهدها الجبهات الشرقية لمدينة تعز، مركز المحافظة، منذ 5 أيام متتالية، حيث أفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ومحلية متطابقة، بأن المعارك بلغت أشدها مساء أمس الأول، في الأحياء الواقعة غرب معسكر التشريفات القريب من القصر الجمهوري، حيث يستميت المرتزقة للوصول إلى أسوار المعسكر وتحقيق أي تقدم في الأحياء المحيطة به من جهة الغرب. وأشارت المصادر إلى أن المعارك استمرت بوتيرة عالية حتى صباح، أمس، استخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة الرشاشة وقذائف الدبابات والمدفعية والهاون بكثافة، وتكللت، بفشل جديد للمرتزقة وتكبيدهم المزيد من القتلى والجرحى. وأكدت ذات المصادر أن الجيش واللجان استهدفوا بالمدفعية تجمعاً للمرتزقة من كتائب أبوالعباس وكتائب حسم السلفية وعناصر القاعدة، في أطراف حي الجحملية وتمكنوا من تدمير وإحراق آلية عسكرية ومصرع جميع طاقمها، فيما تم استهداف تجمعات وتحصينات أخرى للموالين للعدوان بالقرب من وادي صالة وإيقاع قتلى وجرحى بين صفوفهم. وبالتزامن مع ذلك لقي 3 من المرتزقة مصرعهم بالقرب من تبة الوكيل في حي كلابة، شرق المدينة. وكان الجيش واللجان قد تصدوا، أمس الأول، لثلاثة زحوفات نفذها مرتزقة العدوان السعودي باتجاه معسكر التشريفات ومحيط تبة المكلكل، مكبدين إياهم المزيد من القتلى والجرحى. وبينما ساد هدوء نسبي نهار أمس، محيط موقع الدفاع الجوي، إلا أن المرتزقة في ما يسمى " لواء الصعاليك" جددوا، مع حلول الظلام، محاولاتهم التسلل نحو الأطراف الشرقية لهذا الموقع الاستراتيجي، غير أن الجيش واللجان ومتطوعي القبائل كانوا لهم بالمرصاد، وتم التصدي لهم بقوة وإجبارهم على الفرار والعودة من حيث جاءوا بعد أن سقط بين صفوفهم قتيلان وثلاثة جرحى. وأمس الأول لقي 3 من مرتزقة العدوان مصرعهم وأصيب 5 آخرون بعمليات قنص استهدفتهم في محيط تبة الدفاع الجوي. الجبهات الأخرى بتعز في غضون ذلك صد الجيش واللجان الشعبية ومتطوعي القبائل، فجر أمس، محاولة زحف لمرتزقة العدوان باتجاه جبل الضعيف، شمال شرق مديرية الوازعية، وتكبيدهم خسائر جديدة في الأرواح والآليات. وفي مديرية مقبنة قصف الجيش واللجان بالمدفعية مواقع المرتزقة في التبة الحمراء محققين إصابات مباشرة في صفوفهم. كما استهدف الجيش واللجان المدفعية وقذائف الهاون تجمعات لمرتزقة ومجندي العدوان جنوب قرية الحريقية الواقعة جنوب مدينة ذوباب. جبهة كهبوب وتجددت المواجهات في مناطق التماس بين محافظتي لحجوتعز، عقب محاولات فاشلة للمرتزقة لاختراق مواقع الجيش واللجان في مديرية المضاربة ورأس العارة. وطبقاً لمصدر عسكري ميداني، نفذ المرتزقة هجوماً من الجهة الشرقية لسلسلة جبال كهبوب، وتم التصدي لهم من قبل الأبطال وإجبارهم على التراجع، دون معرفة حجم الخسائر التي تكبدها المرتزقة. من جهته نفذ طيران العدوان السعودي، أمس، غارتين استهدفتا معسكر خالد بن الوليد في مفرق المخا. صراع الفصائل من جهة أخرى تتواصل التصفيات بين فصائل مرتزقة وعملاء العدوان السعودي في مدينة تعز –مركز المحافظة- ووصلت حد إقدام أحد المسلحين على اغتيال زوجة أحد القيادات السلفية وسط المدينة وأمام مرأى ومسمع المارة من المواطنين. وذكرت مصادر محلية ل" اليمن اليوم" أن مسلحاً على متن دراجة نارية أطلق النار من مسدس على المواطنة "أمة الرحمن الأصبحي" أثناء مرورها عصر أمس الأول في شارع 26 سبتمبر، ما أدى إلى وفاتها على الفور، فيما لاذ المسلح بالفرار، مشيرة إلى أن المسلح كان يصيح متهماً القتيلة بأنها "ساحرة". والمجني عليها "أمة الرحمن اأصبحي" هي زوجة عمار كواتي القيادي في كتائب أبوالعباس السلفية ، الذي تم اغتياله بتاريخ 30 أغسطس الماضي من قبل مسلحين مجهولين يستقلون سيارة نوع هايلوكس أثناء خروجه من منزله في حي باب موسى، معقل السلفيين، بمدينة تعز القديمة. كما أن عمار كواتي هو شقيق نشوان كواتي، صهر قائد كتائب أبو العباس "عادل فارع". وزادت في الآونة الأخيرة اعتداءات مسلحي الفصائل على النساء في الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم بمدينة تعز، حيث تم منتصف ديسمبر الجاري، اختطاف المواطنة "تغريد محمد الجوي، من منزلها واقتيادها إلى سجن العملاء في بير باشا، وذلك بعد فترة قصيرة من تصفية زوجها القيادي في ما يسمى ب"المقاومة" مرسل العباسي، من قبل مسلحين من ذات الفصائل. وسبق أن نشرت "اليمن اليوم" في تقارير سابقة حوادث مماثلة لفتيات تعرضن للاختطاف من الشارع العام واقتيادهن إلى سجون الفصائل بتهم مختلفة. انقطاع الاتصالات والانترنت إلى ذلك تسبب قائد ميداني من الفصائل التي شكلها حزب الإصلاح، في انقطاع الاتصالات وخدمة الانترنت عن مناطق واسعة وسط مدينة تعز، بعد قيامه بالاعتداء على موظفي سنترال الاتصالات وتهديدهم بالتصفية. وقال طه الأديمي، أحد موظفي مكتب الاتصالات فرع تعز، إن الخدمة انقطعت في سنترال الشماسي بسبب قيام قائد المربع الأمني في حي الموشكي، ويدعى محمد حمود، باقتحام السنترال بالقوة هو وأفراده وتوصيل الكهرباء من المولد الخاص بالسنترال، بعد الاعتداء على الحارس، لافتاً إلى أن المولد الكبير معطل، والمولد الذي لا يزال بالخدمة بالكاد يكفي لتشغيل السنترال . وأوضح أن هذا الاعتداء تكرر في أوقات سابقة ومن نفس الشخص وتم الإبلاغ عنه في مذكرات سابقة لإدارة الأمن دون أن يتم أي تجاوب، ولكنه تمادى هذه المرة وقام بصدم الحارس وابنه بالطقم الذي يقوده. قائد السلفيين يتوعد "المصورين" وفي سياق آخر اتهم قائد "كتائب أبو العباس" المصورين بالخيانة متوعداً محاسبتهم، وذلك بسبب التقاط صورة له أثناء لقاء تشاوري للسلفيين مع آخرين من الموالين للعدوان بقيادة عارف جامل، المعين من قبل الفار هادي وكيلا للمحافظة. وأصدر المركز الإعلامي للسلفيين بياناً قال فيه إن "أبو العباس" طلب من المصورين عدم التقاط أي صورة له في اللقاء التشاوري، وهناك من توقف عن التصوير، إلا أن آخرين قاموا بنشر صوره، واصفاً هذا الأمر ب"الخيانة"وأن أبو العباس لن يسامح من قام بالتصوير. ومنذ بداية الأحداث في تعز مطلع ابريل 2015م وأبو العباس يتجنب أي ظهور إعلامي مصور، بحجة أن الصور حرام. وتداول ناشطون من حزب الإصلاح، أمس الأول، صورة أبو العباس بكثافة في مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين ذلك الظهور بأنه تنازل من قبل قائد السلفيين وتراجع عن فتاواه بتحريم الصور.