أطلقت القوة البحرية والدفاع الساحلي اليمنية أمس تحذيرا شديد اللهجة إلى السفن والزوارق والبوارج الحربية التابعة لتحالف العدوان السعودي الإماراتي من مغبة استخدام الممر الدولي جنوبيالبحر الأحمر لقصف أهداف مدنية في المدن اليمنية. وجاء في بيان صادر عن القوات البحرية والدفاع الساحلي إن "بوارج العدوان تستخدم الممرات الدولية لقصف أهداف مدنية مما يشكل خطرا كبيرا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر". وأكدت جهوزيتها للرد "على أي قصف من بوارج تحالف العدوان تحت أي ظرف". كما حذر البيان الذي بثته مساء أمس وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، "السفن التجارية من المرور في الممر الدولي دون تشغيل جهاز التعارف الدولي حفاظا على سلامتها"، مؤكدة ضرورة أن تعمل السفن المارة في المياه الدولية على "تشغيل جهاز التعارف الدولي عند المرور في هذه المنطقة "حفاظا على سلامتها". وكانت البوارج الحربية التابعة لتحالف العدوان السعودي المتمركزة في المياه الدولية جنوبيالبحر الأحمر شنت خلال الأيام الماضية قصفا عشوائيا استهدف العديد من المدن اليمنية ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المدنيين وتدمير منازل ومرافق حيوية ولاسيما في المديريات الساحلية بمحافظة تعز. وتواصلت، أمس، محارق الغزاة ومرتزقتهم في جبهات الشريط الساحلي الغربي لمحافظة تعز، لليوم السادس عشر على التوالي، بالتزامن مع تكبدهم خسائر جديدة في مركز المحافظة وجبهات الشريط الإداري مع محافظة لحج، وكعادته في كل خسارة يمنى بها العدوان يدفع بطائراته إلى ارتكاب مجازر بحق المدنيين وخصوصاً في مدريتي ذوباب والمخا التي لا تفارق مروحيات الأباتشي سماءها. وفي هذا الصدد، أفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ميدانية، أن معارك عنيفة خاضتها وحدات متخصصة من الجيش واللجان الشعبية مسنودة بمتطوعي القبائل منذ الساعات الأولى للفجر وحتى الصباح، مع جحافل مرتزقة العدوان السعودي، في منطقة الجديد، شمال مثلث العمري، بمديرية ذوباب، حيث يستميت المرتزقة للأسبوع الثالث على التوالي في تحقيق أي تقدم بمساحة لا تتجاوز بضعة كيلومترات تفصل بين مثلث العمري الذي يبعد عن مثلث مدينة ذوباب بمسافة 4.5، وبين قرية الجديدة القريبة من مثلث العمري. وأوضحت المصادر أن الجيش واللجان نفذوا عمليات نوعية أسفرت عن تدمير 3 آليات مدرعة إحداها نوع الأسطورة ذات الإطارات الستة، بالإضافة إلى إعطاب آلية كبيرة مهمتها سحب الآليات المدمرة من مواقع العدو. ورغم كثافة الغارات الجوية والقصف الصاروخي من البوارج الحربية أسفرت المعارك التي استمرت نحو 5 ساعات متواصلة عن مصرع 15 مرتزقاً بينهم قيادات ميدانية وإصابة 18 آخرين، مقابل 5 شهداء و12 جريحا من الجيش واللجان الشعبية. وتقدم قتلى المرتزقة قائد سرية الدبابات فيما يعرف ب"لواء الحزم" ويدعى علي الحوثري و7 من أفراده. وفي السياق حاول عناصر من المرتزقة التسلسل أفراداً من منطقة الجديد في رمال ذوباب صوب مواقع الجيش واللجان الشعبية، غير أن قناصة الأبطال كانت لهم بالمرصاد وحصدت أرواح أربعة هم "عبدالله مشبح الحسني، محمد صالح حيدرة قاهر، محمد سالم علي الزامكي، عبدالناصر علي سعيد السعيبي"، وإصابة 8 آخرين هم "وضاح حسن أحمد، عبدالله يوسف، عبدالسلام محمد عبدربه، محمد عبدالرب محمد صالح، عمر الخصر عمر علوي، لطفي أحمد عفيف العمودي، عبدالله صالح الرشيدي، عبدالإله محمد الضمجي" وجميعهم من "لواء الحزم" الذي شكله العدوان. ومساء أمس "السبت" أوضح مصدر عسكري أن قائد عمليات الأباتشي في القوات الإماراتية المعادية ويدعى هادي الراشدي، أصيب مع عدد من قيادات المرتزقة وتدمير آلية تابعة لهم، خلال محاولة زحف فاشلة صوب جبال العمري. وحاول طيران العدوان السعودي التمهيد لزحوفات مرتزقته بنحو 35 غارة خلال الفترة من الساعة التاسعة مساء أمس الأول وحتى ظهر أمس، استهدف خلالها مناطق الجديد والكدحة وجبال ومعسكر العمري بمديرية ذوباب، الأمر الذي دفع بعدد من الأسر في الكدحة والجديد والخضراء للنزوح صوب المخا وموزع. جبهة كهبوب وفي جبهة كهبوب، الواقعة شمال شرق باب المندب وجنوب شرق مدينة ذوباب، وتتبع إدارياً مديرية المضاربة ورأس العارة محافظة لحج، أفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية بأن حلف العدوان استحدث معسكراً لمرتزقته شرق مدارس كهبوب ونصب فيها مدافع ودبابات استعداداً لمعاودة الزحف صوب جبال كهبوب الاستراتيجية. وأشارت المصادر إلى أن أطقم عسكرية وناقلات جند تجر خلفها مدافع متحركة شوهدت وهي تتوجه مساء الجمعة من مقر عمليات العدوان في معسكر الحجف بمنطقة رأس العارة صوب الموقع المستحدث على بعد 3كم شرق جبال كهبوب، مؤكدة في الوقت نفسه جهوزية الجيش واللجان في صد أي زحوفات باتجاه الجبال الاستراتيجية، وأن تحركات المرتزقة مرصودة. وكان حلف العدوان قد أعلن بتاريخ 7 يناير الجاري البدء بعمليات عسكرية واسعة في كهبوب وذوباب تحتى مسمى "الرمح الذهبي" للسيطرة على هذه المناطق الاستراتيجية المحيطة بالمضيق الاستراتيجي "باب المندب"، إلا أنهم تلقوا –ويتلقون- خسائر في الأرواح والعتاد لم تكن في حسبانهم. وتطل جبال كهبوب على باب المندب من الشمال الشرقي، وعلى مدينة ذوباب "مركز المديرية" من الجنوب الشرقي، وهي عبارة عن سلسلة جبلية شاهقة تقع بأكملها تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية الذين يسيطرون أيضاً على سلسلة جبال العمري، شمال مدينة ذوباب، ويبعد مثلث ذوباب عن أول قمة جبلية للعمري بمسافة 7 كم وعن عمق الجبال بمسافة 10كم. وبسيطرة الجيش واللجان على هذه المرتفعات الاستراتيجية يكون حلف العدوان قد فشل في تحقيق أي إنجاز يعتد به مقارنة مع فداحة خسائره في الأرواح والعتاد وبذخ الغارات الجوية وصواريخ البوارج الحربية. جبهة كرش وإلى جبهة كرش بمديرية القبيطة الواقعة في النطاق الجغرافي لمحافظة لحج، حيث تواصلت، أمس، المعارك على أشدها في المواقع الشمالية والغربية لمدينة كرش. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن حلف العدوان عزز مساء أمس الأول مرتزقته في كرش بآليات عسكرية وذخيرة متنوعة، محاولاً الدفع بهم من جديد للتقدم صوب مواقع الجيش واللجان وتعويض الخسائر التي منوا بها، أمس الأول. وأوضح المصدر أن المرتزقة نفذوا زحفاً كبيراً صوب جبلي "القمعة الحمراء" و"باصهيب" غرب المدينة، بالتزامن مع زحف مماثل صوب الحويمي التي تتوسط المسافة الواصلة ما بين مدينتي كرش والشريجة، مشيراً إلى أن المرتزقة حاولوا السيطرة مجدداً على الجبلين "القمعة الحمراء وباصهيب" ودارت معارك استخدمت فيها المدفعية والدبابات بكثافة، وانتهت بصد هجوم المرتزقة وتكبيدهم المزيد من القتلى والجرحى. وكان سقط عدد من المرتزقة قتلى وجرحى بكمين محكم نفذه الجيش واللجان، أمس الأول، من خلال استدراجهم إلى جبلي "القمعة الحمراء وباصهيب" وإطباق الخناق عليهم، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار. جبهات مدينة تعز وفي مدينة تعز "مركز محافظة تعز" جدد مسلحو الإصلاح والقاعدة والسلفيين، والفصائل الأخرى الموالية للعدوان السعودي، في ساعات متأخرة من مساء أمس الأول، محاولاتهم للتسلل إلى مواقع الجيش واللجان ومتطوعي القبائل في الأحياء الواقعة غرب معسكر التشريفات، شرق المدينة، مع محاولات مماثلة في كلابة وشارع الأربعين، بذات المدينة، إلا أن نيران الجيش واللجان أجبرتهم على التراجع والعودة إلى مواقعهم. واستهدفت مدفعية الأبطال مساء أمس الأول، تجمعاً لمرتزقة العدوان في منطقة ثعبات، جنوبالمدينة، وأسفر القصف عن مصرع 4 من المرتزقة بينهم القائد الميداني محفوظ ثابت، وجرح آخرون. الغارات الجوية وإلى جانب سلسلة الغارات الجوية التي شنها طيران العدوان السعودي، على مديرية ذوباب، واصل ذات الطيران وفي مقدمته "مروحيات الأباتشي" استهداف المواطنين المدنيين في مديرية المخا، المحاذية لذوباب من جهة الشمال. مصدر أمني، أفاد "اليمن اليوم" بأن طيران العدوان السعودي استهدف المديرية بعدة غارات تشاركت فيها ال"F16" مع الأباتشي، متسببة باستشهاد 8 مواطنين بينهم امرأة وإصابة آخرين باستهداف محطة "زخيم" وسيارة مزارعين في منطقة الغرافي، ومنزل أحد المواطنين بذات المديرية. وأكد المصدر أن أهالي المديرية محاصرون في منازلهم بسبب مروحيات الأباتشي التي تستهدف كل كائن متحرك على الأرض. كما استشهد مواطن ونفقت عدد من مواشيه بغارة جوية استهدفت منزله في منطقة مغيبر بمديرية موزع، شمال المخا. تصفية 4 بعمليات منفصلة وفي جديد الصراعات والتصفيات الحاصلة بين الفصائل المسلحة الموالية للعدوان السعودي والتي تشهدها الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم بمدينة تعز، مركز المحافظة، أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال 4 من المرتزقة بعمليات متفرقة خلال ساعات قليلة، مساء أمس الأول. وذكرت مصادر محلية أن مجندين اثنين في صفوف العدوان أحدهما يدعى عبدالعزيز محمد مدهش والآخر حمدي فؤاد وهما يتبعان ما يسمى (اللواء 17 مشاة)، قتلا، برصاص مسلحين يستقلان دراجة نارية أثناء مرورهما في حي الضبوعة وسط مدينة تعز . وسبق هذه العملية بساعات قليلة، تصفية جندي يدعى (محمود التركي) أثناء تواجده في سوق ديلوكس المخصص لبيع القات، بشارع جمال، من قبل مسلحين على متن دراجة نارية أطلقوا عليه النار وأخذوا سلاحه ولاذوا بالفرار. ومساء الخميس لقي مرتزق آخر يدعى "عارف حميد محمد ناجي" مصرعه بذات الطريقة، أثناء تواجده في نقطة جولة المرور، بمدينة تعز. ونتيجة لتلك الاغتيالات قام عدد من مسلحي المرتزقة الذين تم تصنيفهم ضمن ما يسمى اللواء 17 مشاة، بالاحتجاج وإطلاق النار في الهواء وقطع مدخل المدينة من خط الضباب. يأتي هذا فيما لا يزال التوتر يسود الأحياء الواقعة تحت سيطرة مسلحي العملاء منذ حرب الشوارع التي اندلعت بين كتائب أبو العباس السلفية وآخرين موالين لحزب الإصلاح ويقودهم غزوان المخلافي بحماية من خاله العميد صادق سرحان بتاريخ 12 يناير الجاري والتي سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين. وبتاريخ 5 يناير تعرض القائد الميداني في جبهة ثعبات مزهر الأديمي لمحاولة اغتيال قبل المغرب من قبل ملثمين يستقلون دراجة نارية في حي الجمهوري وسط المدينة أصيب على إثرها مرافقه الشخصي، تلى ذلك بتاريخ 11 يناير الجاري تصفية المرافق الشخصي لقائد لواء العاصفة وهيب الهوري ويدعى كمال المغلس بنيران مجهولين في شارع جمال. وزادت في الآونة الأخيرة التصفيات والاغتيالات بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي في مدينة تعز، بشكل ينذر باندلاع حرب أهلية قادمة بين تلك الفصائل.
