خيم التوتر مجدداً، أمس، على سماء مدينة تعز، مركز محافظة تعز، على خلفية حرب الشوارع التي اندلعت أمس الأول بين مسلحي الإصلاح المسنودين سعودياً والسلفيين المنقسم ولاؤهم بين السعودية والإمارات، فيما نظم الأهالي تظاهرات باحثين عن مؤسسات الدولة، ومطالبين بإخراج الفصائل المتناحرة، من المدينة، ومن جهة أخرى تتواصل المعارك بين الجيش واللجان الشعبية وبين المرتزقة على الشريط الساحلي الغربي للمحافظة، وأخرى واقعة بمحاذاة محافظة لحج، بالتزامن مع تكثيف طيران العدوان غاراته الهستيرية التي لم يسلم منها حتى مرتزقته. وفي التفاصيل ذكرت مصادر محلية في مدينة تعز ل"اليمن اليوم" أن مسلحين من المنتمين للواء 22 مدرع الذي يقوده العميد الإصلاحي صادق سرحان، قاموا بقطع الشارع في جولة سنان، وسط المدينة، وإحراق الإطارات، احتجاجاً على ما أسموه ب"استهداف" زملائهم من قبل أبو العباس، وقصدوا بذلك "غزوان المخلافي وشقيقه صهيب"، فيما قام آخرون من أتباع أبو العباس بقطع طريق الضباب، غرب المدينة، مطالبين بضبط من أسموهم ب"العصابات الخارجة عن القانون" في إشارة إلى مسلحي الإصلاح. المصادر ذاتها أشارت إلى انتشار كبير لعناصر ما تسمى (كتائب حسم) بأسلحتهم المختلفة ومدرعاتهم في شارع جمال والتحرير، لمنع أي مواجهات جديدة بين عناصر كتائب أبو العباس السلفية ومليشيات حزب الإصلاح، موضحة بأن أبو العباس هو الآخر عزز من وجود عناصره في المناطق الواقعة تحت سيطرته بما في ذلك المواقع التي استولى عليها مؤخراً ومنها مباني المحافظة والأمن السياسي وإدارة الأمن والبحث الجنائي وقلعة القاهرة. إلى ذلك نظم عشرات المواطنين من أهالي مدينة تعز، أمس، مسيرة ووقفة احتجاجية بالقرب من سوق ديلوكس بشارع جمال، تنديداً بعمليات الاقتتال بين الفصائل المسلحة الموالية للسعودية والإمارات، والتي نتج عنها استشهاد 3 وجرح 3 مدنيين صادف مرورهم لحظة الاشتباكات. ورفع المتظاهرون من الرجال والنساء لافتات تطالب بالقصاص للقتلى المدنيين الذين سقطوا، أمس، برصاص مسلحي كتائب أبو العباس "السلفية" وعناصر الإصلاح بقيادة غزوان المخلافي، وتضمنت اللافتات شعارات منها "بائع الوطن قتل بائع الموز". كما ردد المتظاهرون هتافات منها "نشتي جيش وطني نشتي دولة.. مش عصابة بالجولة". ووصل أمس أبو العباس إلى مدينة مأرب، حيث التقى بالقيادي الإخواني حمود المخلافي الذي يتواجد في مأرب منذ يناير الماضي. وتأتي هذه الزيارة في محاولة لحل الخلافات بين الطرفين. تطورات المعارك وفي تطورات المعارك في الساحل الغربي لتعز، أفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ومحلية متطابقة بأن الجيش واللجان الشعبية تصدوا، أمس، لمحاولة تقدم مدرعات للمرتزقة شمال مدينة المخا. وأشارت المصادر إلى أن مدرعات المرتزقة حاولت التوغل في بعض المناطق الواقعة شمال المدينة، مسنودة بغطاء جوي من مروحيات الأباتشي، إلا أنهم فوجئوا بالأبطال يتصدون لهم بقوة وتم تدمير مدرعة واحتراقها مع طاقمها بصاروخ موجه، الأمر الذي دفع بقية المدرعات إلى الفرار والعودة من حيث جاءت. فرار المرتزقة من نيران الجيش واللجان الشعبية، لم يرق لسادتهم في حلف العدوان، حيث تم استهداف مدرعتهم بغارة جوية في أطراف المدينة، موقعة فيهم 7 قتلى. وحصلت "اليمن اليوم" على أسماء قتلى المرتزقة جراء ضربة الطيران المساند لهم وهم: (العقيد مهدي محمد طالب القطيبي، صالح شايف المريخيم القطيبي، أحمد علي جبران القطيبي، نصر عبادي عوض، وجميعهم من منطقة ردفان بمحافظة لحج) بالإضافة إلى (ناصر سعيد محمد حيدرة، مازن أحمد حسن، عمر حمود قاسم، من أبناء محافظة الضالع). واتهم ناشطون، موالون للإمارات، في مواقع التواصل الاجتماعي، السعودية وحزب الإصلاح بالوقوف وراء هذه الضربة بغرض تصفية من أسموهم ب" المقاومة الجنوبية"، فيما وصف آخرون الغارة ب"الخاطئة". إلى ذلك قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري ميداني في جبهات "ذوباب" جنوبالمخا إن الجيش واللجان الشعبية، استهدفوا، أمس، بصليات من صواريخ الكاتيوشا تعزيزات عسكرية للمرتزقة في منطقة الحريقية، 5كم جنوب مدينة ذوباب، مشيرا إلى أن التعزيزات عبارة عن مدرعات وأطقم عسكرية يستقلها مرتزقة محليون وأجانب، قدموا من باب المندب، في طريقهم بمحاذاة البحر إلى المخا. وأوضح المصدر أن القصف الصاروخي أصاب أهدافه بدقة محققا إصابات مباشرة في الآليات والمرتزقة، وهو ما دفع بطيران العدوان إلى شن عدة غارات على جبال العمري مستخدماً في بعضها قنابل عنقودية، بخلاف سلسلة الغارات التي استهدفت مناطق متفرقة في مديرية المخا ومقبنة والوازعية. واعترفت مواقع إخبارية تابعة للعدوان -من بينها "عدن الغد"- بأن قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، المشكلة من حلف العدوان، دفعت أمس بقوة عسكرية قوامها 40 مدرعة وتضم مئات الجنود بقيادة المرتزق حمدي شكري، صوب المخا، إلا أن الموقع ذاته لم يتحدث عن استهدافها من قبل الجيش واللجان والحيلولة دون وصولها إلى المخا. وأمس الأول نفذ الجيش واللجان عمليات نوعية ضد المرتزقة في الأطراف الشرقية لمدينة المخا وتمكنوا من تدمير آليتين وطقم عسكري، بالتزامن مع استهداف تجمعات لآلياتهم وعناصرهم شرق منطقة الجديد، شمال مدينة ذوباب موقعين فيهم قتلى وجرحى. جرائم المرتزقة بحق أبناء المخا من جهة أخرى جدد مصدر في السلطة المحلية بمديرية المخا، مناشدة الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بالضغط على حلف العدوان ومرتزقته وإيقاف جرائم الحرب التي يرتكبونها بحق المدنيين في مدينة المخا. وأوضح المصدر في تصريح ل"اليمن اليوم" أن مرتزقة العدوان نفذوا عمليات مداهمة للمنازل وشنوا حملة اعتقالات واسعة بحق الأهالي، بدون أية أسباب، مشيراً إلى أن المرتزقة قاموا خلال الأربعة الأيام الماضية باعتقال أكثر من 50 مواطناً من أهالي المخا، بينهم أشخاص مسنون واحتجازهم في سجن استحدثوه في معسكر الدفاع، شرق المدينة، فيما تم نقل بعضهم إلى مدينة عدن وزعموا أنهم قيادات من أنصار الله. ولفت المصدر إلى أن عدداً من الجرحى المدنيين الذين سقطوا جراء الغارات الجوية التي استهدفت المدينة خلال الأيام الماضية، قام المرتزقة بنقلهم إلى عدنالمحتلة بحجة العلاج، وحين وصلوا اتهموهم بأنهم تم أسرهم وهم يقاتلون في صفوف الجيش واللجان الشعبية. وطبقاً للمصدر المحلي فإن عشرات المنازل تم اقتحامها من قبل المرتزقة ونهب محتوياتها بخلاف تدمير المنازل التي يجدون شعار أنصار الله عليها، محذراً من استمرار جرائم الحرب بحق المدنيين من قبل المرتزقة، الذين مهدوا لذلك بقطع الاتصالات الهوائية والأرضية عن المدينة بتاريخ 9 فبراير الجاري. وكان عناصر من تنظيم داعش الذي يقاتلون في صفوف المرتزقة قد قاموا، أمس الأول، بتفجير ضريح الإمام الشاذلي عبر زرع عبوتين ناسفتين داخل الضريح الواقع ضمن جامع الشاذلي التاريخي بمدينة المخا، وقاموا بتفجيره، ما تسبب بتضرر الجامع الذي يتجاوز عمره "600" سنة، فيما قامت عناصر أخرى من ذات الفصيل بنبش ضريح الإمام حاتم العلوم، الواقع في وسط المدينة، وعبثوا بمحتويات الضريح، وقاموا بإحراقه. تطورات الجبهات الأخرى وفي تطورات الجبهات الأخرى بذات المحافظة والشريط الإداري مع محافظة لحج، لقي 5 من مرتزقة العدوان مصرعهم بعمليات قنص استهدفتهم في وادي صالة، شرق مدينة تعز، فيما تم قنص 4 آخرين أثناء تواجدهم في إحدى التباب المحاذية لموقع الدفاع الجوي، غرب المدينة. وتجددت المعارك بقوة بين الجيش واللجان وبين المرتزقة في المناطق الواقعة ما بين مديرية الوازعية بمحافظة تعز ومديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج. وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش واللجان صدوا، مساء أمس الأول، هجوماً للمرتزقة من مرتفعات المضاربة صوب مديرية الوازعية واندلعت معارك عنيفة بين الطرفين في محيط جبل الكارة الاستراتيجي المحاذي لعزلة الأحيوق التابعة لمديرية الوازعية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من المرتزقة وإجبار من تبقى منهم على الفرار، فيما استشهد أحد أفراد الجيش واللجان الشعبية وأصيب 5 آخرون. كما اندلعت معارك عنيفة، مساء أمس الأول، شمال وشرق جبال كهبوب الاستراتيجية بمديرية المضاربة ورأس العارة، إثر محاولات تقدم لمجاميع من المرتزقة صوب الجبال الاستراتيجية التي تبعد عن باب المندب من جهة الشمال الشرقي بمسافة 30كم، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل. وتواصلت المعارك والقصف المدفعي بين الطرفين ولليوم الثاني على التوالي في منطقة المفاليس بأطراف مديرية حيفان المحاذية لطور الباحة التابعة لمحافظة لحج. وكان الأبطال قد تصدوا أمس الأول لزحف المرتزقة في منطقة المفاليس وتمكنوا من تدمير دبابة لهم ومصرع طاقمها. وشهدت جبهة "كرش-الشريجة" بمديرية القبيطة محافظة لحج، اشتباكات متقطعة وقصف مدفعي متبادل بين الجيش واللجان الشعبية وبين المرتزقة، وذلك إثر محاولة تسلل للمرتزقة صوب موقع "باصهيب" غرب كرش، وتم التصدي لهم وإفشال تسللهم، وتكبيدهم المزيد من القتلى والجرحى.