*موقع ذي أميركان كونسيرفيتف- ترجمة: فارس سعيد كما كان متوقعاً، فإن إدارة ترامب لن تقوم بأي خطوة، فيما يخص القيود المتأخرة التي فرضتها الإدارة السابقة على مبيعات الأسلحة للسعوديين. فقد وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على استئناف مبيعات الأسلحة التي واجهت الكثير من الانتقادات، والتي ربطت المملكة العربية السعودية بقتل العديد من المدنيين في اليمن، وهذه إشارة إلى أن الدعم المحتمل الذي ستقدمه الولاياتالمتحدة من شأنه أن يقدم دفعه منشطة للتدخل السعودي في حربه الدائرة على جارته اليمن. الاقتراح المقدم من وزارة الخارجية كان معاكساً تماماً للقرار الذي اتخذته إدارة أوباما في وقت متأخر لوقف بيع الذخائر دقيقة التوجيه إلى الرياض، التي تقود تحالفا معظمه عربي ويقوم بشن ضربات جوية في اليمن. كان دعم الولاياتالمتحدة للحرب التي تقودها السعودية على اليمن، وصمة عار على مدى العامين الماضيين، ولكن هذا القرار الأخير يظهر أن الإدارة الجديدة سوف تفاقم الأخطاء السابقة التي ارتكبها أوباما والتي مكَّنت السعوديين وتسببت في إشعال تلك الحرب. كانت الولاياتالمتحدة متواطئة بشدة في جرائم الحرب التي ارتكبها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن والتي تسببت بدورها في خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، لكن وبفضل ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون سيصبح الوضع وتواطؤ الولاياتالمتحدة أسوأ من قبل بكثير. الملايين من المدنيين اليمنيين سيستمرون في المعاناة كما أن العديد من الآلاف سيموتون، وكل ذلك من أجل أن تتمكن حكومتنا من استرضاء الدول المستبدة والعميلة لنا. علاوة على كل ذلك، فإن الجزء المثير للاشمئزاز حقاً هو أن ترامب كان بإمكانه وبسهولة سحب دعم الولاياتالمتحدة للحرب ووقف مبيعات الأسلحة إلى دول وحكومات التحالف عندما تولى منصبه، وما كان ذلك سيكلفه أي شيء من الناحية السياسية. وتماماً كما لا يهتم أحد بأن الولاياتالمتحدة تساعد وتحرض في تدمير وتجويع اليمن، فإن قلة قليلة سيهتمون إذا كان هناك أي توقف في تقديم المساعدات. الإدارة الحالية لا تؤيد السعوديين وحلفاءهم لأنها مضطرة لذلك، ولكن لأنها اختارت مساعدتهم، ولأنها صدقت مزاعم لا معنى لها وهو مكافحة إيران في المنطقة. سوى أن إدارة ترامب سوف ترمي المزيد من الأسلحة للسعوديين وحلفائهم الذين لن يقوموا بعمل أي شيء تجاه إيران، ولكنها ستواصل توريط الولاياتالمتحدة في الجرائم الوحشية التي يرتكبها التحالف بتلك الأسلحة والمساعدات الأمريكية، إضافة إلى تزويد الولاياتالمتحدة لطائرات التحالف بالوقود في الجو، فضلاً عن الدعم الاستخباراتي. *دانيال لاريسون صحفي أمريكي وناقد كبير، وكبير محرري موقع "ذي أميركان كونسيرفيتف"