منع عشرات من المحتجين رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة من إلقاء كلمة له يوم أمس في افتتاح المؤتمر الوطني الأول لحقوق الإنسان، مما اضطره إلى مغادرة القاعة بعد أن هاجمهم بعدة ألفاظ نابية.وكان قد نظم المحتجون وقفة احتجاجية أمام فندق موفنبيك المنعقد فيه المؤتمر صباح الأمس وهم يحملون صورا لشهداء وجرحى في الثورة الشبابية الشعبية، وكذا لافتات تطالب بحقوق أبناء الجعاشن الذين لم تحسم قضيتهم حتى الآن، لكن عند بدء انعقاد المؤتمر وفي أثناء حفل التدشين , توجه المحتجون إلى قاعة الاحتفال وهم يرفعون أيديهم بعلامة النصر، وما أن ألقى ياسر الرعيني، أحد شباب الإصلاح، كلمة رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشباب حتى تعالت هتافات المحتجين رفضا من قبلهم لتمثيل الرعيني عنهم وبدأوا بالهتافات وتعالت الأصوات محدثين ضجيجا وتشويشا على الكلمة الملقاة، وحين صعد رئيس الوزراء باسندوة لإلقاء كلمة الافتتاح تعالت الهتافات بعبارة (لا حصانة لا حوار ثورتنا ثورة أحرار وسنواصل المشوار).مما جعل باسندوة يخاطبهم في استهزاء قائلا (الزعيم عرف أنكم هنا، علي عبدالله صالح عرف أنكم هنا)، متهما إياهم بالعمالة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، فارتفعت أصوات المحتجين ورفعوا لافتات عليها صور الشهداء ومطالبهم الحقوقية فلم يستطع باسندوة بدء كلمته فقام بتوجيه تهم للمحتجين بالعمالة والخيانة لجهات في الداخل والخارج، طالبا منهم أن يصمتوا قائلا (اسكتوا أنتم عملاء أنتم بعتم الثورة وبعتم الوطن وخربتم البلاد واستلمتم الفلوس على ذلك)، وإثر تلك الكلمات عمت الفوضى في القاعة وهتف الشباب بأعلى أصواتهم (الشعب يريد إسقاط النظام) وتم الاشتباك بالأيادي بين الحاضرين مما اضطر باسندوة وبعض الوزراء وممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية إلى مغادرة الفندق على الفور، فيما صعد المحتجون إلى منصة الحفل وأعلنوا أنهم أفشلوا افتتاح المؤتمر بسبب تمييزه في انتقاء القضايا الحقوقية وتجاهله للقضية الجنوبية والمعتقلين في ذمة الأحداث الأخيرة والمخفيين قسريا وضحايا الاغتيالات الأخيرة، مطالبين باسندوة بالكشف عن مصير المئات من المعتقلين من المحتجين الشباب ورفعوا صورا لهم وسيطروا على قاعة المؤتمر ومنعوا جميع المسئولين من التحدث أمام المؤتمر. وأكد بعض المحتجين أنه تم إقصاؤهم من المشاركة في المؤتمر بدون إيضاح الأسباب وتم اختيار شخصيات وفق أجندات سياسية مما جعلهم يعلنون من على منصة الحفل أن وزارة حقوق الإنسان هي وزارة (الإخوان)، كما تم منعهم من إلقاء بيان خاص بهم.وقد عمت الفوضى أولى جلسات المؤتمر والذي جعل الجلسات تتأخر في انعقادها لأكثر من ساعة، فيما طالت الفوضى أيضا الفندق الذي قامت حراسته بتفتيش المغادرين للمؤتمر، معلنين اختفاء أكثر من 25 سماعة أذن خاصة بالترجمة تكلفة القطعة الواحدة تصل إلى أكثر من 600 دولار.وسيختتم المؤتمر أعماله اليوم الاثنين ويتوقع الخروج بعدة توصيات من اثنتي عشرة ورشة عمل تطرقت إلى ورشة خاصة بالنوع الاجتماعي والحقوق السياسية للمرأة الصحة الإنجابية والأمومة الآمنة، وورشة عمل حول الإطار القانوني للجوء في اليمن وورشة عمل خاصة بمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى ورشة عمل خاصة بمكافحة الاتجار بالبشر وكذا ورشة عمل خاصة بالإعلام الحقوقي وورشة خاصة بتحديث الهيكل التنظيمي والتعريف بالوحدات الجديدة لوزارة حقوق الإنسان، وورشة لمشاركة الفئات المهمشة والأقليات في الحياة العامة وورشة بالمجتمع المدني (الواقع والآفاق) ورشة عمل خاصة بالمسئولية الاجتماعية.