قدم عضوا اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار الوطني، رضية المتوكل، وماجد المذحجي يوم أمس استقالتهما من عضوية اللجنة، وذلك في رسالة مشتركة توجها بها إلى رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي. وتضمنت الرسالة، حصلت "اليمن اليوم" على نسخة منها سرداً لطبيعة عمل اللجنة منذ إنشائها في تاريخ 14 يوليو 2012م بموجب القرار الرئاسي رقم (30) لذات العام. وأشارت الرسالة إلى بطء عمل اللجنة ابتداءً من انعقاد أول اجتماع لها في تاريخ 5 أغسطس 2012م والذي جاء متأخراً عن التاريخ المحدد لانعقاد أول اجتماع. وركزت الرسالة على النقاط العشرين التي تقدمت بها اللجنة في وقتٍ سابق إلى رئيس الجمهورية باعتبارها ضرورية ولازمة لمعالجة الجذور الأساسية للمشكلات في الجنوب وفي صعدة، ورغم تأكيد اللجنة على أولوية هذه النقاط وضرورة تنفيذها كإجراء أساسي لا بد منه قبل الحوار وإبلاغها للرئيس إلاّ أن شيئاً من ذلك لم يتم. وتطرقت الرسالة إلى الاجتماع المغلق الذي ضم أربعة من اللجنة هم: د. عبدالكريم الإرياني، د. ياسين سعيد نعمان، عبدالوهاب الآنسي، سلطان العتواني، في القصر الرئاسي وبحضور المبعوث الأممي جمال بن عمر والذي تم تفويضه بتحديد نسب وأحجام الوفود المشاركة في أعمال مؤتمر الحوار الوطني، وهو الإجراء الذي يصادر على اللجنة وظيفتها ويحرمها من حقها في تحديد المعايير الواضحة التي تحدد على ضوئها النسب حيث لم تكن اللجنة قد استكملت نقاش هذا الأمر. وتابعت الرسالة تفنيد الاعتراضات منها استئثار أربعة من أعضاء اللجنة بهذا القرار وإصرارهم على تمريره بدون نقاش، وسحب موضوع التمثيل من اللجنة وحسمه خارج إطارها، الأمر الذي يرسل إشارة واضحة عن وجود رغبة في تهميش وإقصاء الأصوات الجديدة التي كان إطار اللجنة يضمن تمثيلها وشراكتها في كافة القرارات والموضوعات. واختتمت الرسالة مخاطبة رئيس الجمهورية: إنه وبالعودة إلى موضوع التهيئة نود التشديد على أن التحضير الجيد لمؤتمر الحوار الوطني وانعقاده يستلزم حزمة من القرارات والإجراءات التي توفر بيئة آمنة وجاذبة لكل الأطراف والمكونات المدعوة للمشاركة فيه. استشعارا منا للمسؤولية وأولوية التهيئة للحوار الوطني, قدمنا إلى اللجنة الفنية مقترحاً تنفيذياً بخطوات إجرائية يمكن أن تتخذها القيادة السياسية باتجاه التهيئة خاصة فيما يخص قضيتي الجنوب وصعدة، ومرفق لكم بهذه الرسالة نسخة من المقترح. إن السير باتجاه الحوار الوطني دون التنفيذ الفعلي لخطوات بناء الثقة والتهيئة في الميدان، سينعكس بشكل سلبي للغاية على المؤتمر، وسيحوله إلى حوار شكلي لا أكثر، بما يعنيه ذلك من آثار سيئة وتعميق للانقسامات الوطنية الحالية، وهدر للفرصة الثمينة. لكل ما تقدم من أسباب وبيان، وحيث أنكم أوكلتم إلى اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني التي رفعت إليكم تقريرها النهائي، القيام بالمهام التنفيذية المباشرة الخاصة بالمؤتمر، فإننا نؤكد رفضنا السير في هذا الاتجاه قبل التهيئة الحقيقية للحوار، ونقدم لكم استقالتنا من عضوية اللجنة. رضية المتوكل ماجد المذحجي