بارك قائدالحرس الجمهوري والقوات الخاصة "سابقاً" العميد أحمد علي عبدالله صالح،قرارات رئيس الجمهورية المتعلقة بإعادة هيكلة الجيش، وبالمثل سارع قائد الفرقةالأولى مدرع إلى مباركتها غير أنه ترك مهمة نقدها ومهاجمتها للمتحدث باسم الفرقةالدكتور عبدالله الحاضري الذي اعتبرها – القرارات – في خدمة الرئيس هادي لا فيخدمة الجيش.. موقف الطرفين على الشكل الذي ظهرا به لم يكن ميولاً من دون مدلول،فالأول – قائد الحرس- يدرك ماذا تعني له الهيكلة من فتح في جانبها السياسي تماماً،كما يدرك الطرف الآخر أنها بالنسبة له بداية النهاية الحتمية ليس لبلوغه الأجلينمعاً وبما تقتضي إحالته إلى التقاعد وإنما لما يحمله من إرث مليء بالصراعات يجعلمنه شخصية طاردة إذا ما فكر بممارسة العمل السياسي مجدداً، فضلاً عن كون اسمهمرتبطاً في جانبه السلبي بأهم القضايا الشائكة: القضية الجنوبية وقضية صعدةوالعدالة الانتقالية. هيكلة الجيشعلى أسس وطنية والارتقاء به كمؤسسة عسكرية حديثة ووضع حد للفساد المستشري فيها هومشروع وطني طرحه قائد الحرس قبل غيره، وتحديداً منذ العام 2006م، ولاقى معارضةقوية من الطرف الآخر الذي وجد فيه خطراً عليه وعلى مستقبله العسكري والسياسي،ولهذا وأمام العوائق والكوابح التي شيدوها اقتصر إصلاح قائد الحرس آنذاك على ما تحتيده واستطاع في غضون سنوات قلائل أن يجعل من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة مؤسسةعسكرية وطنية يفتخر منتسبوها بالانتماء إليها وجعلت حتى الخصوم حين يتحدثون عنهايتحدثون عن قوة حديثة منظمة وضاربة، في حين ظلت بعض وحدات الجيش الأخرى على حالها إلىاليوم أقرب ما تكون جيشاً شعبياً ومصدراً للثراء غير المشروع.
فشل الحملة الإنجازاتوالنجاحات التي حققها العميد على المستوى العسكري والتي يعترف بها أعداؤه ومناوئوهقبل محبيه وأنصاره، وكذا اقتران اسمه العملي بالحداثة والنظام والقانون ومكافحةفساد القوى التقليدية وتقليص نفوذها، جعل تلك القوى ممثلة بحزب التجمع اليمنيللإصلاح بتحالفاته القبلية والعسكرية والدينية تركز حملاتها الإعلامية التشهيريةخلال الأزمة صوب هذا القائد وقوات الحرس الجمهوري بشكل عام. وبإمكانالمراقب العودة إلى الخطاب الإعلامي والسياسي لتلك القوى خلال الأزمة سيجد أن 90 %هي باتجاه الحرس والعميد كمحاولة لتشويه الصورة الإيجابية المرسومة في قلوب غالبيةالشعب اليمني والتي تجعل من العميد أحمد علي الأوفر حظاً في المشهد السياسيالمستقبلي مقارنة بمناوئيه وخصومه. ورغم محاولاتتلك القوى الزج بالحرس في أتون الصراع والاصطدام مع الشباب المعتصمين أثناء الأزمةلتلطيخ صورة الحرس وقائده إلا أنه استطاع تجنيب قواته، ولم تسجل حالة اصطدام واحدةمع الشباب، ولولا الدفاع عن النفس والمكتسبات الوطنية لما انطلقت قذيفة واحدة منمعسكرات الحرس ضد مليشيات الإصلاح وحلفائه في أرحب ونهم.
تحالفات جديدة التسويةالسياسية التي وصلت إليها الأزمة وتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخابات رئاسية مبكرةأسقطت في أحد جوانبها سلاح التوريث من أيدي خصوم ومناوئي العميد أحمد علي، وباتالآن نجل رئيس سابق عليه واجبات وله كافة الحقوق المكفولة دستورياً كغيره من أبناءاليمن الراغبين في شغل مواقع سياسية حالياً أو في المستقبل القريب. يساعده في ذلكامتلاكه كل مقومات تعزيز الحضور الفاعل في الساحة السياسية، بدءاً بسجله المشرفوقابليته لأن يكون محوراً أساسياً لتحالفات جديدة تضم قوى الحداثة من ليبراليينويساريين ومستقلين من الشمال إلى الجنوب. وتتعاظم حظوظهأكثر إذا ما نظرنا إلى الطرف الآخر الذي يمثل بؤرة توتر دائمة في اليمن بسجل حافلبالإقصاء والإلغاء ومحاربة كل القوى في البلاد وبما يشكل بالمفهوم السياسي رصيداًوطنياً سالباً جداً، فهو مذهبي التوجه مثير للنعرات الطائفية. ختاماً..شخصية العميد أحمد علي عبدالله صالح أثارت ولا تزال جدل الكثيرين في داخل الوطنوخارجه يمنيين وغير يمنيين، حتى أنه يصعب اليوم الحديث عن الواقع والمستقبلالسياسي المنظور في اليمن دون التطرق إلى ذكره. وتذهب آراءالمحليين إلى القول بأن تعزيز حضور أحمد علي عبدالله، القوي والمؤثر سياسياً فيالمرحلة القادمة أصبح ضرورة وطنية ينبغي النظر إليها بعين الاعتبار.