* إذا كان حديث الأقاليم الخمسة زائد عدن صحيحاً وتقف وراءه تسريبات عالية المستوى وبأصابع دولية.. فما هي أهمِّية وضع شكل الدولة ضمن أولويات الحوار؟ وإذا كان هذا الكلام محض خيال صحفي شرِّير فلماذا لا يتمّ نفيه؟ * وأن تكون ضمن (25) مليون يمني لن يتمكَّنوا من دخول قاعات مؤتمر الحوار الوطني.. فإن من حقّك أن تقول رأيك في مشاريع الفيدرالية.. وفكّ الارتباط.. والأقاليم. ورغم ما شهدته البلاد من الأحداث أجد نفسي غير متحرِّر من ترسانة الشعارات والأناشيد التي غرقنا فيها خلال عقود من الزمن.. وها نحن نستيقظ من الحلم مذعورين. * والآن.. مطلوب منَّا كمواطنين أن «نفرمت» عقولنا وضمائرنا وندوس على الذاكرة والأحلام.. ولكن ماذا بعد هذا الإنكار بأن الوحدة اليمنية كانت نقطة الإشراق في ليل العرب؟ وما هو رأي كل هذه القيادات السياسية والعسكرية والمجتمعية التي أعلنت مراراً أنها كانت صاحبة الإنجاز.. متجاهلةً حقيقة أن مَنْ يصنعون إنجازاً لا يدَّخرون جهداً أو تضحيةً من أجل الدفاع عن الإنجاز. * يخوِّفون الناس بالعودة من الوحدة إلى الانفصال.. ويمنُّونهم بجنَّة الأقاليم.. ولا أرى في الأقاليم إلاَّ الخيار الأسوأ من التشطير.. وكأن إخماد أيّ مشاعر للكراهية التشطيرية ستخمد بتفكيك اليمن إلى أقاليم. * إذا صحّ هذا التفكيك فليس أقلّ من التذكير بأننا ما نزال في حاجة إلى الدولة المركزية القوية.. فإذا بنا نسير نحو إضعاف المركز والأطراف على السواء. * لقد وحَّد الجنوب سلطناته بثورة ما نزال نحتفل بها.. ووحَّد الشمال دويلاته الإمامية بعقد من الثورات والانقلابات.. وعندما تتجلَّى اليمن بتوحيد الشطرين هربنا من فشلنا وفسادنا من الباب الضيّق إلى شرانق تفرض التفكير بأن التاريخ سيسجِّل أسماء مَنْ وحَّدوا اليمن وَمَن الذين يتهافتون على تمزيقه. * وبين "خوّفوهم بالانفصال يقبلون بالفيدرالية" تظهر القطيع التي حسبها الشعب نخباً وهي تضع أحجار أساس جديدة لن تعصم البلاد من المزيد من الفساد والمزيد من أوجاع النعرات الطائفية والمذهبية.. فهل هؤلاء قادرون على تحمُّل تداعيات الجمع بين الفشل وبين معالجة العبث بالمزيد من العبث؟ * كنَّا نفاخر بوحدة ذوبان الاثنين في الواحد.. فصرنا نتداعى لتأسيس صراع الأقاليم مع الأقاليم.. والاحتواء للتشطير بالتمزيق. * إن اليمنيين لا يكرهون أن يكونوا نسخة من الفيدرالية الأمريكية أو صورة من اتحاد دولة الإمارات العربية لولا أنهم لا يستطيعون إغفال المسافة التي أفضت لأن يكون في صحراء الإمارات أشخاص مثل محمَّد بن راشد.. فيما لا تزال الصحراء والجبل عندنا تحتضن قاطع الكهرباء ومفجِّر أنبوب النفط بمباركة المصفِّق المتواطئ والمهدِّد صباح مساء بإعلان القائمة السوداء.