تجرى الترتيبات حالياً لإعداد مؤتمر "عسكري – أمني" برعاية أمريكية بخصوص حماية الحدود اليمنية/الإقليمية. وقالت مصادر دبلوماسية في واشنطن إن من المقرر أن تشارك اليمن والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودول أخرى بهذا المؤتمر الهام. وفي السياق ذاته، تجري وزارة الدفاع الأمريكية مشاورات مع الكونجرس الأمريكي لتخصيص المساعدات العسكرية للعام المالي الجاري، عبر برنامج 1206 (مكافحة الإرهاب). بالإضافة إلى ذلك، يقوم فريق عمل متخصص بدارسة مشروع مقترح المساعدات العسكرية لليمن للسنة المالية القادمة 2014م. من جهة أخرى أصدر مكتب المحاسبة الحكومية الأمريكية مساء الأربعاء تقريراً تقييمياً للمساعدات الأمريكية لليمن أعده السيد تشارلز مايكل جونسون الابن، ويقع التقرير في 48 صفحة ونشر تحت عنوان "الإجراءات الضرورية لتحسين عملية الرقابة على المساعدات الغذائية الطارئة وتقييم المساعدات الأمنية في إطار مساعدات الولاياتالمتحدة للجمهورية اليمنية"، ذكر التقرير الحكومي أن وزارتي الدفاع والداخلية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية خصصت أكثر من مليار دولار لليمن خلال الفترة 2007-2013 بهدف دعم جهود اليمن في محاربة تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية ومعالجة التحديات الوطنية/القومية. الغذاء مقابل السلام حقق أهدافه وأشار التقرير إلى أن فرع القاعدة اليمني يعتبر أحد أبرز التحديات الخطيرة للأمن القومي الأمريكي، موضحاً أن اليمن يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية ويكافح الشعب اليمني من أجل إنجاح المرحلة الانتقالية السياسية "المعقدة للغاية" في أعقاب الاضطرابات الشعبية للعام 2011م. واستعرض التقرير برامج المساعدات الأمريكية لليمن بحسب أهميتها وحجمها وأبرزها برنامج الغذاء مقابل السلام الذي تموله الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الذي يقوم بإرسال المعونات الغذائية العاجلة، وبرنامج 1206العسكري لتسليح وتجهيز وتدريب قوات الجيش اليمنية وكذا برنامج 1207العسكري لدعم قوات الأمن (وزارة الداخلية – قوات الأمن الخاصة/المركزي). وكشف مكتب المحاسبة الحكومي أن مجلس الشيوخ طلب من الهيئة الرقابية العليا إعداد التقرير المضمون أدناه، لتقييم برامج المساعدات التنموية والعسكرية ورفع المقترحات والتوصيات. وقال معد التقرير إنه التقى بمسؤولين يمنيين وأمريكيين في صنعاءوواشنطن بالإضافة إلى المتعاقدين والشركات ذات الصلة، كما اطلع المذكور على الوثائق الحكومية الرسمية. وأوصى التقرير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتحسين وتطوير تقاريرها الرسمية على مسار برنامجها في اليمن خاصة برنامج الغذاء مقابل السلام. كما أوصى التقرير وزارة الدفاع بجمع وتحليل البيانات والإحصائيات لتقييم مساعدات 1206و1207 في اليمن خاصة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية بالبلاد والتي من شأنها إعاقة إرسال فرق التقييم الميدانية. وأكد التقرير أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الدفاع اعتمدتا بشكل فوري توصيات مكتب المحاسبة الحكومي. وكشف التقرير أن نتائج الأهداف السياسية الاستراتيجية الأمريكية لليمن، كانت مختلطة (سلبية وإيجابية). حيث دشنت وزارتا الدفاع والخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية برامج المساعدات المدنية والعسكرية والأمنية بهدف تعزيز وإنجاح الاستراتيجية الأمريكية في اليمن. وذكر التقرير "على الرغم من إحراز بعض التقدم الملموس منذ اشتعال الاضطرابات الشعبية في عام 2011م، تظل التحديات والعوائق هائلة أمام تحقيق الأهداف المرجوة". (أهداف السياسة الأمريكية: إنجاح المرحلة الانتقالية الديمقراطية وتعزيز الأمن والاستقرار ودعم برامج الإصلاحات الحكومية والسياسية والاقتصادية بهدف تحسين قدرة الدولة للاستجابة لتطلعات الشعب اليمني). ويشير التقرير: "على سبيل المثال، تأخر موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل على الرغم من انتقال السلطة للرئيس الجديد بشكل سلمي ومنظم، كما تأخر تنفيذ بعض البنود الأخرى".وأشار التقرير إلى النجاحات التي حققتها قوات الأمن والجيش في استعادة المساحات الشاسعة التي فرضت القاعدة السيطرة الكاملة عليها في عام 2011م، لكن التقرير وصف الأوضاع الأمنية في اليمن ب"غير مستقرة".. وتطرقت وثائق الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي إلى أن برنامج الغذاء مقابل السلام حقق أهدافه السنوية خلال الفترة 2008م – 2011م، بل إن عدد الأسر المستفيدة من المعونات الغذائية فاق الأهداف المحددة. الدفاع الأمريكية تفشل في تقييم المساعدات انتقد التقرير الرقابي تقارير وزارة الدفاع الأمريكية نظراً لشحة المعلومات التي يرغب صانع القرار في الحصول عليها ونقص في المعلومات الخاصة بمنظومة الرقابة والمحاسبة مما يعيق قدرة الجهات المعنية في اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل برامج التمويل العسكرية (1206و1207)، على الرغم من أن وزارة الدفاع قد طورت منظومة تقييم لجدوى/فعالية المساعدات المخصصة لكنها فشلت في تقييم المساعدات الخاصة باليمن نظراً "لتردي الأوضاع الأمنية". واختتم التقرير الرقابي بالإشارة إلى الفقرة التالية: تشكل الأوضاع الأمنية والانقسامات السياسية في اليمن تحديات رئيسية لجهود الولاياتالمتحدة في توفير المساعدات المخصصة. 1) الأوضاع الأمنية والاضطرابات وانعدام الاستقرار تقوض برامج تدريب وتأهيل القوات الأمنية والعسكرية اليمنية، كما أنها تحد من آلية مراقبة ورصد برامج المساعدات المدنية وتهدد حياة المواطنين اليمنيين الذين يتعاقدون مع الجانب الأمريكي. في أكتوبر 2012م، قتلت عناصر مجهولة موظفاً يمنياً يعمل في البعثة الدبلوماسية لدى صنعاء، وتعرض العاملون في السفارة إلى التهديدات... وحياة أسرهم معرضة أيضاً للخطر. 2) نظراً لمعوقات التنسيق والتحديات أمام القيادات الحكومية اليمنية، لم تستخدم القوات اليمنية التي تتلقى التجهيزات والمعدات والتدريبات الأمريكية، لم تستخدم تلك القوات في مكافحة الإرهاب حتى فترة زمنية قريبة لتدعم بذلك استراتيجية الولاياتالمتحدة في تحسين الاستقرار الأمني باليمن. وأكد مسؤولون في البنتاجون أن الحكومة اليمنية غيرت مؤخراً عدداً من القيادات الرئيسية لتلك القوات الأمنية/العسكرية وإعادة هيكلة وزارة الداخلية بهدف معالجة التحديات المذكورة. مساعدات عسكرية كما أصدرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية تقريرها السنوي، وفيما يلي ملخص لما ذكر حول المساعدات الأمريكية اليمنية: أبرز إنجازات العام2011م: القوات الجوية اليمنية: استقبلت القوات الجوية اليمنية أربع مروحيات نقل عسكرية من الولاياتالمتحدة في إطار برنامج 1206 في ال16 من شهر يناير 2011م. استلمت القوات الجوية اليمنية المعدات الخاصة وقطع غيار الطائرات المروحية (هيلوكبتر بيل يو اتش 1 اتش اس – الجيل الثاني من هيووي) بتاريخ 3 يناير 2011م؛ أي أن تسليم هذه المساعدات تم خلال 110 أيام من توقيع عقد الشراء بتكلفة إجمالية بلغت 27 مليون دولار من بند مساعدات 1206 وتشمل حزمة المساعدات برنامجاً متكاملاً لتسليم أربع مروحيات ونقلها وتأهيلها وصيانتها وتوفير قطع الغيار وتدريب الطيارين والفنيين. برامج أخرى: توفير الدعم اللازم لمركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأدنى (نيسا) الذي نظم سلسلة من الحلقات الدراسية والندوات وورش العمل المشتركة مع الحكومة اليمنية بهدف تطوير قدرات الجانب اليمني في مجالات التخطيط ووضع الاستراتيجيات للأمن القومي ومجابهة التحديات الخارجية وتحسين كادرها من الموظفين المحترفين القادرين على صنع السياسات.