تشهد الهيئة العليا للأدوية حاليا حالة تدهوراً شديداً جراء استشراء الفساد في مفاصل عملها، حسب ما كشفته عدد من البلاغات التي ترصد واقع قضايا الفساد في الهيئة وتطالب بإحالة مديرها إلى التحقيق. وكشفت عدد من الوثائق والمذكرات -حصلت "اليمن اليوم" على نسخة منها – عن عدد كبير من المخالفات في جانب تسجيل مستوردي الأدوية مخالفة للمواصفات والمعايير المعتمدة بلغ عددهم أكثر من 600 مستورد معظمهم وهميون إلى جانب عدد كبير من الشركات غير المطابقة للمعايير الدوائية ومعايير التصنيع الدوائي الجيد، والإفراج عن أدوية ومحاليل ومستلزمات طبية ليست مسجلة لدى الهيئة وغير مطابقة للمواصفات . وذكرت الوثائق العديد من صور الفساد الإداري والمالي التي تسببت بإغراق السوق المحلية بالكثير من المحاليل الدوائية والمطهرات والمحاليل المخبرية غير المطابقة للمواصفات والمعايير الدوائية في ظل غياب دور الرقابة والتفتيش في الهيئة وإسناد مهمة التفتيش إلى أشخاص غير مؤهلين . وأوضحت مصادر في الهيئة للصحيفة أن قراراً وزارياً بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في الفساد المتأصل في الهيئة العليا للأدوية في يناير الماضي لم يعمل به سوى ساعتين فقط، وتم إيقاف اللجنة عن التحقيق في الوقت الذي تسعى وزارة الصحة إلى ترقية مدير عام الهيئة إلى درجة وكيل في الوزارة بدلا من التحقيق معه في تلك المخالفات التي أغرقت السوق الدوائية باليمن بالأدوية والمحاليل المخالفة للمواصفات والمعايير الدولية في تصنيع الأدوية .