للشخصية اليمنية سماتٌ عامة في إطار الشخصية العربية ككل، ولها خصوصيتها المتفرِّدة، والتي "شطحت" فيها عن كافة ما تتميز به مجتمعات المنطقة، على اعتبار أن "الحكم القبلي" يُعد ميزة يمنية خالصة!! تحكُم اليمنيون ثقافة القبيلة المتجذِّرة في صميم المجتمع، ومن الجدّ حتى جدّ الجدّ، وفي ذات الإطار تُدار الأمور، وتُسيَّر الشئون والعلاقات الداخلية، والمستقبل كلُّ المستقبل مرهونٌ برضا الشيخ الميمون. مُتمسكين بالمبادئ العتيدة والأسس "المحنَّطة"، وأقوال "ولد زايد في البذرة والحبة، والبيت المرة.. وقولوا لمسعدة". نحثُ خطانا والمسير ممجدين ومولولين من الشرِّ المستطير، وكل المفاهيم "بائدة" ومنقرضة، وكلها تؤيد الهنجمة والسطو والإغارة والهمجية والتعصب وأعمالاً لا أخلاقية، فلا ثقافة تنفع ولا وعي وإرشاد يعدِّل من حدتها! وكيف العمل؟! إنها أشبه بثقافة الراعي والقطيع، القطعان تتبع الراعي"المعتوه" ولو "ينكِّعها" أسفل الوادي! وهذا النمط الاجتماعي العسير من الحكم "المستنير" المسيطر بقوة "العصا والصولجان".. وهيهات من مزحزحٍ هيهات!! جيلاً بعد جيل متبلدين، نمارس الولاء لمن فرض سيطرته على المجاميع والعشائر و.. .. إلخ، واللي يمثل القوة السياسية الرسمية في الحكم القبلي العسر! و"بعدك بعدك".. "والله لو تدخل جحر ضبّ لدخلنا بعدك"، وهنا لا تنفعك "خالف تُعرف" فربما لو "تخالف تُقتل"!! ولأن "الموت مع الجماعة أرحم" فإنك تخشى المخالفة ولو تكون على حق، وأفعالك تُدل على المرجلة!، ما تنفعك شخصيتك القوية، لأنك ما تقدر ترفض الحكم الأرعن، وإذا ما كنت "قانع خاضع" فستمارس ضدك أساليب "الضرب بعصا من حديد" و"تُقمع شأفة ثورتك"، وإذا لم "تُهجِن" طبعك العجيب، وما قدرت تُحصل على جواز تنقُّل قبلي وتأشيرة الأمن والأمان داخل الأوطان، فإنك حتماً ستشعر بالعار!، وستحمل تذكرة تنقل واغتراب حتى وأنت داخل وطنك!. وإذا لم تكن تنتمي أصلاً إلى قبيلة ذات "سمعة وصيت طنان رنان" فاعتبر حالك منتهي!! والأفضل أن تُهاجر للخارج أو ربما تغترب في الخليج العربي!! لا حياة لك في اليمن وما معك سند أو ظهر! ، وظهرك دائماً القبيلة وليس الشهادة العليا والكبيرة! ولا يهمك من يقولوا "إمَّعة"، سهل وعادي، لأنك عتوصل بانتمائك غير العادي لأعلى المراتب، ولا تنسى وسلاحك جنبك عتعيش في "سلا وراحة بال". والحامِية لنا- أعزها الله- القبيلة في إطارها فقط أنا وأنت سنسعد، وبدونها حتماً أنا وأنت مثل السمكة خارج الماء عنهلك!! ومثل "نظام مملكة الغابة السعيدة"، القوي يُحكم الضعيف، ولا جاع يأكله! والمثل يقول :"لا تِئَمِّن الذيب على الحَمْلان"، وعمر الذئب ما كانت تهمه إلا مصلحته ومصلحة بطنه!!