شدَّ انتباهي ما تناولته معظمُ الصحف المحلية حول حادثة الاعتداء من قبل أحد أعضاء مؤتمر الحوار على ضابط جهاز الأمن القومي. عضو مؤتمر الحوار هذا هو أحد أكبر أبناء مشايخ بني ضبيان، وممثلٌ عن الشباب، وضابط الأمن القومي هو أحدُ منتسبي أكبر جهاز استخباراتي في البلد. والمتابع لمجرى الأحداث بين الطرفين، وبحسب ما تناولته الصحف، يشعر بنوعٍ من الاستغراب والدهشة، ويستحضرُ المثلَ القائلَ"عِشْ عُمْراً ترى عجباً"، وتدور في الذهن ألف علامة استفهام. - إذا كانت عقلية المتحاور من الشباب بمثل هذه العجرفة ولم يقبل أن يتم استفساره من قِبَلِ شخصٍ يؤدِّي واجبَه من أجل حمايته هو وأعضاء مؤتمر الحوار، فكيف سيتم الحوار بين المئات من المتحاورين والمختلفين أيديولوجياً وسياسياً..!! وكل منهم يكيلُ للآخر التُّهم..!! - كيف استطاع عضو مؤتمر الحوار،ومرافقوه، المرور من كلِّ النقاط الأمنية وببطائق مزورة كما تناولتها الصحف!!وما الجدوى من هذه النقاط الأمنية التي تمرُّ عبرها المواكبُ المدجَّجة بالسلاح!! - ضابط الأمن القومي،الذي يمثِّلُ أكبرَ جهازٍ استخباراتيٍّ،والذي ارتسمت في مخيِّلتي الكثير من المواصفات الخاصة التي يتمتَّع بها وفقَ ما يُروَّجُ له في حصول أفراد هذا الجهاز على دوراتٍ تدريبيةٍ وتأهيليةٍ عاليةِ المستوى، فكيف لم يستطع أن يتجنَّب الصفعة وهو في حالة مشَّادة،والمفترض أن يكون في وضع الاستعداد لأيِّ ردِّ فعل!! -هل كان من المفترض على الضابط أن يشهر مسدسه وتأخذه العزة بالإثم و"القبْيَلَة" ويحاول أن يقتلَ من صفَعَه!! من جانبٍ آخر تتَّضحُ لنا جليَّةً روعةُ المواقف وقوَّتُها التي ظهرت بها سيدات الحوار: -سجَّلت علياء فيصل الشَّعبي موقفاً بطولياً في الحيلولة دون وقوع جريمة قتل بين رجلين، ولولا حيلولتها لأشعلت فتنة لن يُعرَف أولها من آخرها. -السيدة أمل الباشا،التي أرعبت أكبر مشايخ اليمن وجعلته يُقرُّ بحقِّ المرأة ومساواتها مع الرجل. -أمة العليم السوسوة وفائقة السيد وأمثالهن كُثْر، ترجمنَ بأن المرأة هي خير من يدير الحوار. مجرياتُ حوارٍ كهذا لا نجد أمامه إلَّا أن نضعَ أيدينا على خدِّنا وبصمتٍ دون أيِّ تعليق.