ظهر على تحالف اللقاء المشترك الوهن والضعف الشديدين مع بداية المرحلة الثانية من المرحلة الانتقالية حتى أضحى على فراش الموت السياسي هذا إن لم نتفق على كونه أمسى ميتاً سريرياً. هذا التحالف الذي برز في ظروف معينة لم تعد له رؤية مستقبلية أو استراتيجية واضحة يعمل وفقها ،بل إن مصالح مكوناته الستة الآنية هي المسيّرة له وأغلبها ردات أفعال على ما يجري في الساحة السياسية اليمنية. لم نعد نستغرب عندما تحدث كثير من قيادات هذا التكتل السياسي الذي ظهر عام 2003م عن أن اجتماعات مكوناته للتنسيق في ما بينها لم يعد مجديا بل تقترح تلك القيادات أن يكون التنسيق –إن كان هناك تنسيق أصلاً- على مستوى قيادة تلك المكونات وأن يُجمد التكتل في بقية محافظات الجمهورية التي برزت بين قيادات فروع تلك الاحزاب خلافات حادة وصراعات (أدى بعضها إلى تجميد عضوية بعض المكونات في هذا التكتل لأنها أصبحت "تنفرد بالقرارات") على أن يعاد استئناف نشاطاته في المحافظات مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقعة عام 2014م. قيادات أخرى ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير عندما صرحت بأن المشترك كتكتل لم يعد ذا جدوى بل على العكس أضحى مدعاة لانتكاسات كبرى تهد كيانه ،وأن من مصلحة أحزابه الستة أن تعلن ذلك على الملأ. ظهر جلياً أن المشترك أصبح بحكم المنتهي مع بدء الاستحقاق الحالي مؤتمر الحوار الوطني ،فلم تستطع تلك الأحزاب دخول الحوار الوطني بتكتل واحد،بل دخلت الحوار وكل حزب منها منفرد برؤاه عن الآخر ، أي أن التمثيل داخل المؤتمر هو تمثيل للأحزاب منفردة عن الكيان الجامع لها "اللقاء المشترك" ،وبمعنى آخر أن كل حزب لديه رؤية بمعزل عن أحزاب المشترك الأخرى ،وهذه الرؤى لا تسير في خطوط متوازية فهناك عدائية في تلك الرؤى المتصارعة حول قضايا جوهرية مثل شكل نظام الحكم القادم لاسيما مسألتي توزيع السلطات، ، وأيضاً تقسيم وإدارة الثروة القومية للبلد ،وتظل قضية مثل القضية الجنوبية نقطة صراع دائمة تحتدم بين الحزب الاشتراكي وبين الإصلاح ،ولعل تصريحات الجانبين حول هذه القضية لمدة زمنية طويلة تمتد من حرب صيف 94م وحتى اليوم تحيلنا على تكوين فكرة مفادها بأن التطرف هو السمة الأبرز في رؤيتي الحزبين لحل هذه المعضلة وستكون القضية الجنوبية أم المعارك السياسية في الحوار الوطني ..فهي المعركة الأهم بين هذين الحزبين من جانب ،وبين بقية مكونات الحوار الوطني من جانب آخر . ثالثة الأثافي هي رؤيتهم حول شكل الدولة القادمة وهي نقطة الخلاف المزمنة بين جميع مكونات المشترك الستة لاسيما بين الحزبين اللذين أشرت إليهما سابقاً ،وسبب من أسباب وفاة المشترك عملياً.،فاللامركزية كمبدأ محل خلاف ثم إن الفيدرالية كأنموذجها المطروح بقوة محل خلاف أشد نرجعه للأيديولوجية المتباينة في ما بينهما ،وسيكون عدد الأقاليم إن استطاعوا الاتفاق على الفيدرالية كأنموذج للّامركزية هو المسمار الأخير في نعش المشترك.