ودعا المشاركون في المهرجان الكبير الذي احتضنته ساحة العروض بخور مكسر إلى الانفصال ورفض مؤتمر الحوار الوطني المنعقد حالياً في صنعاء والتنديد بحرب صيف 94م. ورفع المشاركون الذين توافدوا من مختلف المدن والمحافظات الجنوبية، وفي مقدمتهم مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة، ومعظم قيادة المجلس الأعلى للحراك الجنوبي، والدكتور محمد حيدرة مسدوس، الرايات السوداء وأعلام دولة الجنوب السابقة وصور الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض، وقيادات جنوبية أخرى والشهداء والمعتقلين، ولافتات كثيرة عليها عبارات باللغتين العربية والإنجليزية تطالب بالانفصال أو ما يسمونه "استعادة الدولة الجنوبية". وندد المحتشدون بجرائم القتل التي طالت الجنوبيين، وكذا فتاوى التكفير التي أطلقها شيوخ حزب التجمع اليمني للإصلاح. وقال شهود عيان ل"اليمن اليوم" بأن القيادي البارز في الحراك الجنوبي شلال علي شائع، دعا اللجنة المنظمة لأخذ الحيطة والحذر من وجود من سماهم بالعناصر المندسة التي تحاول زرع الفتنة والقلاقل، كما دعا أتباعه ومناصريه إلى عدم السماح لأحد بانتزاع صور الرئيس عبد ربه منصور هادي . وشهدت ساحة الفعالية حالة هرج ومرج إثر رفض اللجنة التحضيرية والشباب السماح لقيادات الحراك بالصعود إلى المنصة لإلقاء كلمات، ومن بين القيادات العميد ناصر النوبة ،الذي كان يهم بالصعود إلى المنصة لإلقاء كلمة غير أنه استجاب لرفض اللجنة والشباب السماح لأي من قيادات الحراك بإلقاء كلمات واكتفت اللجنة التحضيرية بإلقاء كلمتين لكل من رئيس اللجنة التحضيرية الشيخ البغدادي وكلمة للهيئة الشرعية الجنوبية ألقاها الشيخ بن شعيب . وصدر عن (المليونية) التي تعد السادسة في تاريخ الحراك الجنوبي، بيان سياسي أكد فيه تسمك الحراك بالاستقلال ورفض المشاركة في الحوار. وفي حضرموت طاف الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي (تيار البيض) بقيادة أحمد بامعلم، شارع خور المكلا عصر أمس لذات المناسبة، حاملين رايات سوداء وأعلام دولة الجنوب السابقة وصور الشهيدين الجنوبيين اللذين قالوا إنهما سقطا في مثل هذا اليوم في حضرموت وهما بارجاش وبن همام. حضر التظاهرة في المكلا أمين عام المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السفير قاسم عسكر جبران، والذي حيا في كلمة مقتتضة له "نضال أبناء الجنوب الذين جسدوا أروع صور النضال السلمي من خلال المليونيات الست التي يخرج فيها الملايين في طول وعرض الجنوب" أو كما قال. د. ياسين: حرب عبثية من جانبه قال أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان، إنه لا بد من الوقوف أمام ما حصل في مثل هذا اليوم 27 أبريل 1994م، والتعامل معها بمسئولية في معرض البحث عن جذور القضية الجنوبية. واعتبر ياسين في مقال له نشره على صفحته الرسمية بالفيسبوك أن حرب 94م كانت عبثية، وأن الهدف منها كان استحضار منهج الضم والإلحاق، الذي تأسس على القاعدة الأيديولوجية التي ظلت ترى الجنوب فرعاً يجب أن يعود إلى الأصل، على حد تعبيره. محسن يعتذر وفي السياق أعلن اللواء الركن علي محسن الأحمر اعتذاره لأبناء الجنوب عن حرب 94م. وقال محسن في منشور له على صفحته في الفيسبوك "في ذكرى حرب صيف 94م نتوجه بالاعتذار والأسف لأهلنا في جنوب اليمن شخصياً" أو كما قال. الحراك يعلق وفي أول تعليق للحراك على اعتذار اللواء علي محسن، قلل نائب رئيس المجلس الأعلى للحراك الدكتور صالح يحيى سعيد، من أهميته بالصيغة التي ورد بها والوسيلة الإعلامية المستخدمة. وقال الدكتور صالح يحيى سعيد ل"اليمن اليوم": "الاعتذار في مثل هذه القضايا الكبيرة لا يكون عبر منشور في مواقع التواصل الاجتماعي.. الاعتذار عبر منشور غير رسمي لا قيمة له". وأضاف: الاعتذار يأتي عبر وسائل الإعلام الرسمية، هذا أولاً، ثانياً الاعتذار يصاحبه الإقرار بالحق الكامل لشعب الجنوب في الاستقلال، وأن مقدم الاعتذار ومن معه من القوى السياسية المتحالفة معه مستعدون أن يفاوضوا الجنوبيين من أجل استعادة دولتهم، ثالثاً الاعتذار هو إقرار بالخطيئة والمشاركة فيها بفاعلية، وبالتالي يكون الاعتذار ملزماً لصاحبه دفع كامل التعويضات، وفقاً للقانون الدولي. فريقا (الجنوبية) و (صعدة) وفي العاصمة صنعاء علق فريق القضية الجنوبية وكذلك فريق قضية صعدة في الحوار الوطني الشامل جلستيهما أمس السبت، تعبيراً عن رفض الفريقين وأدانتهما لحرب 94م والعنف في كل زمان ومكان.