بالأمس كنت في المستشفى مع ابنتي ندى.. وأجرت لها الطبيبة عملية تفتيت حصوة في الكلى.. طلبت مني الطبيبة أن أخرج من الغرفة كي لا تضرّني الإشعاعات.. قلت لها دعيني أتفرج.. كنت أرى الحصوة في شاشة الكمبيوتر وهي تتفتّت حتى تحوَّلت إلى تراب. تساءلت: هل سيدخل مخترع هذا الجهاز النار!! بحكم أن "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً". وتساءلت أيضاً: ماذا قدَّم المسلمون للبشرية!! فكلُّ ما قدَّمه المسلمون على مدى 1434 سنة إلى الآن لا يساوي- بالتأكيد- ما قدَّمه مخترع جهاز تفتيت الحصوات.. ولم يخترعوا شيئاً بحجم إبرة التخدير "البنج"،التي تعد أعظم الاختراعات الطبية.. فالأمم تُقاس حضاراتها بحجم ما قدَّمته من إنجازات للبشرية كافة.. خرجت من المستشفى وأنا أدعو من قلبي: اللهم أحفظ اليهود والنصارى يا أرحم الراحمين. ماذا لو أن الله استجاب لدعواتنا بتدمير اليهود والنصارى وأرانا فيهم يوماً أسودَ، وأحصاهم عددا وزلزل الأرض من تحت أقدامهم، وجعل "نساءهم وبناتهم" غنيمة للإسلام والمسلمين!! تلك الدعوات التي نختتم بها صلواتنا وخُطبنا، وكأنه لا بد أن نختم عباداتنا بالحقد على الآخر، أياً كان هذا الآخر!! وحين نتحدث عن العلوم والاختراعات التي خدمت البشرية يأتي من يقول إنهم أخذوا علومهم من علماء العرب، وكأن هؤلاء ليس لهم حضارة، رغم أن علوم الطب مزدهرة عندهم من أيام أبوقراط ومن قبله.. حتى وإن كان لدينا علماء في الطب ووضعوا نظريات، فإنها قديمة ولم تعد صالحة لهذا العصر، فما جدوى النظريات أمام الاختراعات التي تواكب العصر وتقدِّم كلَّ جديد.. حتى وإن أخذوا علومهم من العرب- وهذا محال- فهناك فرق بين من نظَّر وبقيت نظرياته حبيسة المخطوطات، وبين من اخترع وجسَّد هذه النظريات كحقيقة ملموسة تستفيد منها البشرية. والحديث الشريف يقول: "خير الناس أنفعهم للناس".