الفساد آفة عامة، وخطرها يمس الجميع، والموقف منها لا يحتمل المداهنة.. لأسباب معروفة ظل الحزب الاشتراكي صامتا عن كل أشكال الفساد والإقصاء الثوريين، وتكلم فقط حين صار حديث "الفساد الجديد" يمسه، وعلى أية حال هذا أفضل من استمرار الصمت. الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني يتحدث عن خطط جهنمية لمثلث الفساد الجديد، ويقول إن الفساد القديم كان يمارس فساده بأدب وحشمة، أما الفساد الجديد فيمارسه بقلة أدب وبلا حشمة! ورغم إيماننا أن ممارسة الفساد لا تقترن أبدا بأي أدب أو حشمة، فإننا نكبر فيه اعترافه أن الفساد الجديد قد جاء محمولا على خطط جهنمية.. ولكن لماذا اكتفى أمين عام الحزب الاشتراكي بالمطالبة بإجراء تحقيق شفاف حول التوظيف الذي تم حتى اليوم في الوزارات والهيئات العامة؟ المسألة ببساطة هي أن الوزير الاشتراكي واعد باذيب، وزير النقل، يتعرض لحملة تشهير إصلاحية تتعلق بالتوظيف.. مع ذلك ينبغي على مختلف القوى المعادية للفساد أن تعضد مقترح أمين عام الحزب الاشتراكي، بإجراء تحقيق حول التوظيف الذي تم حتى اليوم، والمطالبة بالتحقيق في قضايا الفساد الأخرى، وما أكثرها! رئيس حكومة الوفاق وبعض وزرائه، استغلوا وظائفهم لتحقيق مصالح حزبية وفئوية وعائلية، وهذا هو الفساد بعينه.. الفساد ازداد وتغلغل في أجهزة الحكومة، وقانون حزب الإصلاح المتمثل بالإقصاء يستهدف الجميع، والتوظيف والتعيينات تتم حسب القرابة والحزبية والمحسوبية. رئيس الحكومة منح جمعيات وجامعات دينية غير حكومية مئات الملايين من أموال الحكومة، والحكومة وظفت 200 ألف شخص في الجيش والأمن والجهاز المدني دون حاجة، بل لدواع حزبية وقبلية، وزير الكهرباء يعين متعلمين وأميين حسب الهوى الحزبي، ووزارته أبرمت عقود شراء طاقة كهربائية مع شركات يمتلكها أقارب وزراء، ومعظم العقود أبرمت في بيوت مسئولين، وبعيدا عن الضوء، ووزير المالية يحول مليارات الريالات من خزانة الدولة إلى حساب جمعية تابعة لحزب الإصلاح، ويعين مديري مالية مقربين، ويتسبب في هرج ومرج، ووزير التربية منهمك في تعيين مديري عموم ورؤساء أقسام من حزبه، ويقصي الآخرين، ويتسبب في فوضى شبه يومية، جراء الانقسام الاجتماعي الذي تنتجه تلك القرارات. هذه عينة صغيرة من الفساد متعدد الأشكال والبيئات، والذي اتسعت دائرته، وزاد حجمه وضرره، وقد تكلم كثيرون عن هذا الأمر، فكان الرد أن هؤلاء من بقايا النظام الذين يسعون لتشويه سمعة حكومة الوفاق النزيهة النظيفة الشفافة!