ما هي دعائمنا للنهوض بواقعنا السياسي؟؟ سؤال يطرح ذاته حين نناقش أوضاعنا السياسية المحتقنة في المنطقة عموماً وفي بلادنا على وجه الخصوص، فهل التأزم يقترن مثلاً بسياسة عالمية تهدف لحصر دول معينة في دائرة الزعزعة والمعمعة والتفكك المستمر، الأمر الذي يسهل الإبقاء على حالة الاضطراب وإصابة أجزاء المنطقة بالشلل في حلّ مشاكلها،لاسيما وأن الظروف باتت غير مشجعة على الإطلاق، وإن كانت هناك محاولات عدة لإيجاد بدائل الحلول-ظاهرياً- وقيام آليات وفاق- شكلية- وتوحيد رؤى ومفاهيم- غير منفذة- على أرض الواقع!! فتغدو عملية الوصول للمخارج أشبه بالمستحيلة، وتحقيق الأهداف عملاً ميئوساً منه بل وصعب المنال! إن "الحلقة المفقودة" هي العامل الأساس في خلق صورة مشوهة للوضع السياسي برُمته، وانحلال القوى"المتناغم" وفض أواصر حلقاتها-المفترض فيها الترابط- يخدم عملياً فكرة الانحلال الكامل للبنية السياسية،الأمر الذي يقدم "على طبقٍ من ذهب" جُلّ خدماته لأعداء المنطقة، إن السعي غير الجاد"للوفاق في إطار شكلي" مع الإبقاء عملياً لحالة "اللاوفاق قيد التنفيذ!"يسهل الانهيار للبنية السياسية آجلاً أم عاجلاً، ويظل الهدف هو الإبقاء على الوضع كما هو عليه لا أكثر ولا أقل!! أم أن التدهور مقترن بسياسة الدولة ممثلة بزعامات فاشلة ذات رؤى قاصرة، تفتقد لكثير من المصداقية، ولا تبتعد كثيراً عن النظر لأبعد من موطئ أقدامها، وقد تقاس الأمور السياسية من خُرم الإبرة!! إن المتأمل للمشهد السياسي في اليمن يلتمس مرارته وصعوبة تقدم مساره الطبيعي والمتعثر إلى أبعد الحدود، ولا نكاد نخطو خطوة إلى الأمام حتى نعود عشر خطوات إلى الوراء، ولا نخرج من حفرة حتى نقع في أخرى. والمواقف لا تختلف، وإن انعكست ظاهرياً في الوقت الراهن فإن الإشكالية تبقى ذاتها، لأن الأوجه ذاتها هي الأوجه مع تغيرٍ طفيف في الأدوار. إن الأهداف العامة تختفي تحت ستار المصالح الحزبية أو ربما المحض شخصية، وتتفق جميعها مع هذا المنظور القاصر وهو خراب البلاد.. سياسة "الشللية" مازالت هي كما هي، حصرتنا دوماً في نطاق ضيق فبات موقفك السياسي مرهوناً "بضد أو مع". انهارت المبادئ السامية التي تُبنى عليها مصلحة الأمة، أصبحنا لا نركز على المصلحة الوطنية بقدر تركيزنا على مصالح شخوص معينة، وهذا بالطبع لا يخدم العملية السياسية بأي حال من الأحوال! احتضار بطيء يقودنا لإطلاق دعوة متفائلة للحياة، أن ننتقد هذا الوضع لإعادة الروح إليه، فالبحث عن المسببات من شأنه خلق خطة لمستقبل سياسي واعٍ، والإخلاص في طرح القضايا بعيداً عن أية أغراض فردية ينبغي أن يكون من أهم مخرجاتنا السياسة! ومع التغيير نخطو جنباً إلى جنب ونطالب بتغيير واقعنا السياسي الضحل، والعودة إلى مبادئنا السامية لبناء رؤى سياسية متجددة، وبكل مصداقية مع أنفسنا أولاً ومن ثم مع المصلحة السياسية للوطن عموماً، دعوة من أعماقنا المتألمة والمتأملة الخير في المستقبل، فهل سيشهد الوطن حالة سياسية طبيعية هي امتداد طبيعي لكل المقومات والمعطيات الجديدة؟! انتماءات تتسع للجميع على اختلاف رؤاهم واعتقاداتهم، وتسمو في المقام الأول والأخير عن كونها سياسة للتعاسة فقط..