مساء السبت احتفلت التلفزة الإسرائيلية بخطبة محمد مرسي رئيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وأعادت إذاعة الخطبة، ويوم أمس تناولت بعض الصحف الإسرائيلية مناقب مرسي وأشادت بقطعه العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وتمتينه العلاقة مع إسرائيل، وهجومه البليغ على حزب الله اللبناني! ليس الإسرائيليون وحدهم من احتفل وأشاد بقطع مصر علاقاتها مع سوريا، فرجال دين احتفلوا وأشادوا، وتفوقوا على إسرائيل بميزة لا يمتلكها غيرهم، وهو دعم رئيس حكم المرشد بفتاوى تكفير معارضي مرسي وإباحة دمائهم، لأن من يعارض هذا الذي يمدد علاقته مع إسرائيل ويقطعها مع سوريا، هو رئيس حكومة الله، ومن يتظاهر في الشارع ضده، إنما هو يعترض على دين الله، وكتاب الله، وشرع الله، وحكم الله.. وبذلك يكون كافرا حلال الدم! والمسألة لا علاقة بحكم الله وشرع الله، بل بآلهة فرعونية جديدة، اسمها حكم المرشد، سيخرج المصريون يوم 30 من هذا الشهر للتظاهر ضدها.. فينبح رجال الدين من كل مكان، كالشيخ وجدي غنيم الذي اعتبر التظاهر ضد مرسي كفراً، والذين سيتظاهرون كفاراً يجوز قتلهم، وكالشيخ محمد عبدالمقصود الذي قال إن المتظاهرين كافرون ومنافقون، سوف يكسر الله شوكتهم.. وطابور النابحين في حفلة مرسي لقطع العلاقات مع سوريا وتمتينها مع إسرائيل طويل طويل.. العالِم، والشيخ، والداعية، وحبيب الله، وسيف الله، وحسب الله. هؤلاء هم الإخوان والسلفيون عندما يصلون إلى السلطة.. المواطنون الذين يشكون من فشلهم ويعارضون استبدادهم كفرة.. الإرهابيون أحباب، وسوريا العروبة عدوة، وإسرائيل أقرب إليهم من ذوي القربى. وليسوا سياسيين براجماتيين، بل منافقون.. في خطبة خطبها محمد مرسي عام 2010 قال لجمع من الإخوان إن علينا إرضاع أبنائنا وأحفادنا كراهية اليهود، أحفاد القردة والخنازير، مصاصي الدماء، مشعلي الحروب.. كان هذا مرسي قبل أن يصبح رئيسا لحكم الإخوان. قبل أشهر نشر واحد شقي الخطبة في موقع انترنت، فخرج المتحدث باسم البيت الأبيض يدين الخطبة التي قال إنها معادية لإسرائيل، وطالب مرسي بالتراجع عنها، ثم جاء إلى القاهرة السيناتور جون ماكين وطلب من مرسي الاعتذار، بناء على طلب منظمات يهودية قالت عليه أن يعتذر.. فبِمَ رد مرسي؟ قال: ذلك كلام قديم، ولا تحملوا كلامي في الخطب الجماهيرية محمل الجد.. موقفي هو ما أقوله لكم في مثل هذه الاجتماعات واللقاءات.. أرجو ألا تحرجوني بطلب الاعتذار، لو تراجعت واعتذرت فستنال مني المعارضة.