أوصىفريق القضية الجنوبية في المؤتمر الأكاديمي الداعم للحوار الوطني في لقاء موسع عقدأمس بصنعاء بضرورة رفع المظالم التي سادت المحافظات الجنوبية والشرقية طيلةالسنوات السابقة وإزالة كافة الآثار المترتبة على حرب صيف 1994، مؤكداً ضرورة تبنيمشروع اقتصادي تنموي يساعد على النهوض بمستوى معيشة الفرد في تلك المحافظات، يقومعلى أساس تبنى سياسيات إنفاق حكومية تعطي الأولوية لإصلاح الاختلال والقصور فيالخدمات العامة كالصحة والتعليم والكهرباء والمياه وغيرها، إلى جانب التركيز علىامتصاص البطالة بين الشباب وتعويضهم بفرص الابتعاث خلال السنوات الخمس القادمة،وتبني حزمة من السياسات النقدية والاقتصادية بهدف تقليص الفجوة في توزيع الثروة. ودعاالفريق في رؤيته التحليلية للقضية الجنوبية- حصلت الصحيفة على نسخة منها- إلىضرورة تبني نظام سياسي ديمقراطي حامل لمشروع وطني يقوم على التعددية الحزبية،ويتشكل من أقاليم متعددة تفسح المجال للمشاركة في السلطة والثروة، وتطلق طاقاتالمجتمعات المحلية لإدارة شؤونها التنفيذية. وكانتالجامعات اليمنية بقيادة جامعة الملكة أروى قد انتخبت في ال18 من مايو الماضيفريق القضية الجنوبية من أعضاء الفريق السياسي في المؤتمر الأكاديمي.. وحاز أحمدالصوفي على رئاسة الفريق، في حين انتُخب سامح سيف نائباً له ومحمد الحضرمي مقرراًللفريق وعضوية (5) آخرين يمثلون كافة تيارات العمل السياسي ومنظمات المجتمعالمدني. وقالأحمد الصوفي ل"اليمن اليوم" إن الفريق نفذ عدة لقاءات آخرها في جامعةالملكة أروى قبل أن يخرج بهذه الرؤية، مشيراً إلى أن الفريق وضع نصب عينيه أن يصممتعريف القضية الجنوبية والمعالجات على أساس احتياجات من وصفهم بأبطال المشهدالسياسي تحاشياً لتكرار التاريخ، على أن تكون مخرجات الحوار قادرة على انتشالالجنوب من الوضع الذي هو فيه. وأشارالصوفي إلى أن الفريق اتبع نظاماً صارماً في الحمية الفكرية والسياسية بحيث يتحاشىتأثيرات الأحزاب في "موفمبيك وانهمكنا في مستقبل اليمن من خلال معالجة قضيةالجنوب على اعتبار أنه يمثل عمقنا السياسي والجغرافي.. إلخ".. وأضاف بأنالفريق تمسك طيلة اجتماعاته السابقة بفكرة دعم الحوار الوطني بشكل نزيه يهدف إلىتأسيس وطن مستقر قادر على معالجة أوضاعه، "والأهم ألّا نتحول إلى جزء منالمشكلة"، موضحاً بأنه تبين بأن البحث في القضية الجنوبية يحتاج إلى علمومعرفة بتاريخ اليمن وحكم الدول، وكذا بما يعمل على تحاشي تكرار التاريخ والقوةوالمركزية والاستقواء بالخارج مستقبلاً. وكانالفريق قد اعترف في رؤيته بأن القضية الجنوبية تشكل اليوم تحدياً لبيئة الدولةاليمنية الحديثة، معرفين القضية على أنها "قضية شعب عانى من المظالموالسياسات الخاطئة التي لا تزال تُمارس تجاه المحافظات الجنوبية والشرقية بما فيهامن نخب سياسية وعسكرية واجتماعية تعرضت للإقصاء والتهميش منذ حرب 1994"..واعتبر الفريق استبعاد تلك النخب كان لأسباب سياسية، وأن مطالبها المتمثلةبالمشاركة في السلطة والثروة مشروعة، مشدداً على ضرورة تلافي اختلال التوازنالسياسي والاقتصادي والجغرافي والديمغرافي الحاصل بين الشمال والجنوب. واستعرضتفرق العمل المنبثقة عن المؤتمر الأكاديمي لدعم الحوار الوطني رؤى المحور السياسيوالتي شملت محور شكل الدولة والنظام السياسي والحقوق والحريات وأسس بناء الجيشوالأمن وقضية صعدة والقضية الجنوبية، وكذا الرؤية القانونية للعدالة الانتقاليةوآلية الدستور الجديد. وطالبتالرؤى توجيه اعتذار رسمي لأبناء صعدة وحرف سفيان وإعادة إعمار ما دمرته تلك الحروبوإحداث تغيير إيجابي بين السلطة والقوى الأخرى.