* أيقنت أن الجماعة في مؤتمر الحوار الوطني وهم يناقشون القضية الجنوبية ما يزالون عند ذات الارتباك .. ما أن يغادرون " الحيص" حتى يقعون في "البيص". * والدليل أنهم بعد كل هذا الزمن من النقاش واستعراض الرؤى والأفكار التلفزيونية والمغلقة طلعوا علينا في تقريرهم بالتأكيد أنهم ما يزالون عند منطقة الجذور وتخوم المحتوى.. ولذلك أعينوهم بالدعاء أن يفتح الله عليهم ويغادرون الجذور إلى الحلول والمحتوى إلى المبتغى . * بدوافع سياسية غادروا الموضوعية إلى العدمية .. اختلفوا حتى على الجذور وهل تمتد إلى 1967م وما قبله أم إلى 1994م وما بعده .. مع أن القضية الجنوبية والشمالية وقضايا تهامة وصعدة ومأرب تمتد إلى جذور تاريخية ومكانية كثيرة يتحمل أحياء وأموات مسئوليتها .. الأهم من البحث عنها الاتفاق على الإمساك بأول خيوط الانتقال إلى مستقبل أفضل لليمن بجهاته الاصلية والفرعية. * الإخوة الجنوبيون احتاروا .. هل يرفعوا من الأرض جذور 67 وما بعدها من مجزرة 13يناير الدامي أم يغنون "لا افتش مغطى ولا اغطي على مفتوش" ؟ .. فإذا اعترفوا بذلك فمعناه أنهم ليسوا بعيدين عن ألسنة اللوم .. وأنهم الأسبق إلى تهمة ما تركته هذه الجذور من التصدع والمعاناة .. وبالتالي لا يجوز وضع حرب صيف 94م إلا في حجمها الحقيقي .. * والذين حاولوا أن يقذفوا بالمأساة والملهاة إلى حرب 94 يجاهرون بذلك .. لكن حقائق كثيرة لم تبارح الذاكرة الشعبية تجعل أصواتهم تراوح بين الارتعاش وبين "الهمس" وهو ما يعني أنه ما يزال عندهم شيء لله .. فضلا عن كون الكذب خيبة حتى بمقاييس الحياة الفانية * ظاهريا استحوذ المؤتمر الشعبي العام الذي كان حاكماً على الجنوب والشمال وأخطأ كثيراً ولكن ..كيف يمكن للرفاق والإخوان إنكار أن ذلك لم يتم إلا بالشراكة مع الاشتراكي أولاً.. وتالياً بقوة أذرعه الإصلاح الذي رأى في الانفصال وحرب 94 فرصة لوراثة حصة الاشتراكي في كل شيء.. فيما كان الحزب الاشتراكي وما يزال حتى اللحظة خائب الموقف والرجاء معاً. * ولقد كان محمد علي أحمد ذكياً وجريئاً في المواءمة بين مخاطبة القوى السياسية الجنوبية بثنائية العصا والجزرة حيث السياسيين الجنوبيين يفهمون التلميحات الطائرة بخبرة دورات الصراع التي هرب الجميع منها إلى الوحدة. * وبين دلالة قوله إن الظلم في الشمال أكثر من الجنوب، وأن الغبن وصل إلى الجنوب متأخراً خطاب لا أعرف لماذا يعمق عندي الإحساس بذكاء ابن علي، وخيبة الحزب الاشتراكي الحائر بين فخره بتاريخه الوحدوي وخوفه من شارع الحراك وهو ما يبعث على الرثاء .. * وتكفي الإشارة إلى أن الاشتراكي صار يختزل مواقفه إما في تغريده أو منشور للدكتور ياسين على صفحته بالفيسبوك .. وهو حال فيه ما فيه من الفشل الحزبي الذي يستنفر الأسئلة البريئة والخبيثة حول أين كان وأين أصبح الحزب الاشتراكي ... من طراز جديد .