رمزي العساسي – أسامة بن فائض – أمجد صبيح – عبدالرحمن النقيب تبادل أمس تيارا البيض وباعوم في الحراك الجنوبي، الرسائل بفعاليتين لمناسبة واحدة يسمونها ذكرى (اجتياح الجنوب).. حيث يحاول كل منهما إبراز علو كعبه في أوساط الحراك. ففي المكلا عاصمة محافظة حضرموت احتشد عشرات الآلاف، قادمين من مختلف محافظات الجنوب، للمشاركة في مهرجان جماهيري كبير دعا إليه رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي حسن أحمد باعوم، في حين شهدت معظم عواصم محافظات الجنوب وأبرز مدنها عصياناً مدنياً شبه شامل استمر من ساعات الصباح الأولى حتى الظهر، دعا إليه الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض. والبيض وباعوم يتزعمان أكبر مكونات الحراك الجنوبي (المجلس الأعلى للحراك والمكونات الملتحقة به مثل الحركة الشبابية والطلابية والنقابات العمالية) غير أنهما يمضيان بمجلس الحراك في خطين متوازيين، فرضتهما ربما الارتباطات الإقليمية، وقد لا يلتقيان في أية محطة قادمة، حتى وإن رفعا معاً شعار التحرير والاستقلال.
المكلا.. مهرجان وعصيان في ساحة (كورنيش المكلا) التي نصبت فيها منصة على مرتفع ساتر للمدينة من مياه بحر العرب، رفع المشاركون أعلام دولة الجنوب السابقة، مرددين شعاراتهم المعروفة والمطالبة بالانفصال، أو ما يسمونه ب(فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية). وعند الساعة الرابعة والنصف هتف الجميع وتعالت الأصوات بحضور راعي المهرجان رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم، محمولاً على كرسي متحرك، تم إيصاله بصعوبة إلى المنصة وسط التدافع لمصافحته، وكان باعوم عائداً لتوه من الهند بعد رحلة علاجية استغرقت ثلاثة أسابيع. وشكر باعوم في كلمة مقتضبة له المشاركين في المهرجان من مختلف محافظات ومدن الجنوب، معتبراً مشاركتهم بهذا الحجم رسالة واضحة للعالم بأن يوم 7/7 كان احتلالاً للأرض والإنسان، وأن ذلك لا بد أن يتغير، أو كما قال. بعد ذلك جاء الدور على رئيس هيئة الاستقلال، العميد ناصر النوبة، الذي وصفه مقدم المهرجان ب(مؤسس الحراك)، وقال النوبة في كلمته المقتضبة إن ( 7/7 يوم مشئوم للجنوب)، شاكراً كل من حضر المهرجان. وتخلل المهرجان العديد من القصائد تفاعل معها الحضور بحماسة، كما شهدت الساحة رقصات شعبية فلكلورية حضرمية لاقت استحسان المشاركين. وعلى الرغم من احتضان المكلا لأنصار باعوم، لقيت دعوة البيض للعصيان المدني استجابة في المكلا، وإن لم تكن بالشكل الذي كان عليه العصيان في عدن وشبوة ولحج. وقال مصدر في مجلس حراك حضرموت ل"اليمن اليوم" إن العصيان المدني في المكلا تضمن إغلاق معظم القطاعات العامة والقطاع الخاص، استجابة للعصيان، مشيراً إلى أن رايات سوداء رفعت إلى جانب أعلام دولة الجنوب السابقة، تعبيراً عن مدى الشؤم الذي يرونه في يوم 7 يوليو 94م. وبحسب المصدر فقد شلت الحركة في معظم مدن ومديريات حضرموت، وتم إغلاق الخطوط الجوية والبحرية، وكذا البرية الدولية، التي تربط اليمن من جهة حضرموت بسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، وذلك لمدة ثلاث ساعات. وأشار المصدر إلى أن رئيس مجلس الحراك بحضرموت أحمد بامعلم، من تيار (البيض)، تفقد حال العصيان في مدينة المكلا، ولفت المصدر إلى أن مديرية تريم كان لها تجاوب ملفت لدعوات العصيان.