هل بالضرورة أن تبقى أمانة العاصمة في موقف المتفرِّج على ما تسببه الأمطار والسيول من أضرار.. رغم أن الأضرار ليست من السيول وإنما من انعدام مجاري التصريف لهذه السيول التي تحتقن بها الشوارع وتغصُّ بها الحفر والحواري. موقف السيارات التابع لمطار صنعاء بدا كما لو أنه بحيرة، وقد كاد الماءُ يغطي السيارات الواقفة هناك، ومَنْ يرَ الصورة التي نُشرت أمس في الصفحة الأخيرة من هذه الصحيفة سيعتقد أنهافوتشوب لشدَّة حقيقتها. أعتقد لو أن المهندس الذي قام بتصميم موقف سيارات المطار كان في دولة أخرى وجاء المطر ليفضح عمله لتمَّ تطبيق حد الحرابة عليه لأنه مفسد، لكن كلَّ المهندسين والمقاولين في بلادنا في مأمنٍ من طائلة القانون، لأنهم يشترون المناقصات ويدفعون نسبة لمن يجعلها ترسو عليهم.. وبفضل هذه النسبة تبدو شوارع أمانة العاصمة كأنها تعرضت لقصف صاروخي.. ورغم كلِّ ما يحدث في سوريا والعراق وفلسطين إلَّا أنك لا تجد في شوارعهم حفرة واحدة، بعكس شوارعنا التي لا تسلم حتى الجولات من وجود حفرة فيها، وهناك حفر طافحة بالمجاري كما في جولة النصر- سعوان.. هذا الجولة التي تتوسَّطها حفرة مميَّزة، إلى حد أن السيارة التي تسقط في هذه الحفرة تكون عاجزة عن الخروج منها. ربما أن أمين العاصمة بحاجة إلى التذكير بالمقولة التي تقول: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها".. لكنه لا يشعر بهذه الحفر لأنه يمشي على سيارة فاخرة، لا تجعله يشعر بأي مطب أو حفرة. ألا يكفي التعثُّر الذي تمتلئ به حياتنا وتعاملاتنا واقتصادنا حتى تمتلئ شوارعنا بالحفر والعثرات، وكأنها ترسم لنا الواقع بحذافيره!! نحن بحاجة إلى ردم الحفر من داخلنا.. وحين تفعل ذلك سنقوم بردم الحفر التي أصبحت علامة جودة في شوارع العاصمة، كدليل على انعدام إحساس الجهات المختصة التي ترى كلَّ هذا وتكتفي بالتزام الصمت.