لايوجد عناء سنوي أزلي قدر عناء سكان المناطق الممطرة عندنا فبقدر مانستبشر خيراً لزخات المطر التي لطالما ننتظرها ولكن نتائجها وخيمة تتعبنا ليس بسبب منها معاذ الله بل نتيجة للتعامل السيء واللااستفادة من المطر فمن المفترض أن تتهيأ المدن وخاصة العاصمة إنشائياً وفنياً من طرق وجسور استعداداً لهذه الأمطار بحيث لاتحتقن ولاتشكل بحيرات ومستنقعات تتكدس فيها أعداد السيارات المتعطلة كما ترحم حالة الباعة وحالة الناس الذين يحتقنون وتتقطع بهم السبل والحال نفسه في المدن اليمنية الأخرى. مناظر لاتعبر عن التحضر وتقديم خدمات لائقة. حُفر بأحجام مختلفة كأنها فجوات القمر. وإذا بها حفر ونتوءات مقعرة ومحدبة وللإنسان في إهماله توسع هذه الفجوات وخطورتها على العبارات والمشاة إذ يستمر ويتطور لفساد وفوضى وكلها تعرقل وتعيق التطور ويصبح المطر كارثة سنوية!!! لا أدري إن وقعت سيارة أحد المسئولين في إحداها؟ وهل تكون برداً وسلاماً أم تتضرر ويتقبلها بروح رياضية؟ ترى هل مسئولونا مرتاحون من هذا الوضع؟ وهل هم يهيئون لاستقبال الزوار المحليين والخارجيين؟ ترى هل قارن مسئولونا حال طرقاتنا من سفلتة سطحية وردم سيء ونظافة نادرة إن لم تكن معدومة بدول أخرى زاروها؟ هل استفادوا من تجارب الآخرين؟! ترى هل حالة الحفر والنتوءات لم تكلف خاطر المسئولين ليشغلوا الأيدي العاطلة في ردم الحفر؟ ترى هل تناسوا أن كل فاتورة كهرباء وماء فيها ضرائب ورسوم إلزامية وإجبارية الدفع بمعنى أنك لاتستطيع فصلها عن الفاتورة ومرغم على دفعها وهي رسوم نظافة خدمات “رسوم محلية” وبالتالي يفترض أن تغطي احتياجات النفقات التشغيلية العاجلة لإصلاح أوضاع الشوارع وفي الأصل أن وجود نواب للشعب على مستوى المناطق فإن واجبهم التواصل مع الجهة التنفيذية المعنية في المجلس المحلي في مناطقهم وسرعة الترميم للحفر، كما أن الوزارات المركزية بحكم تواجدها في العاصمة يفترض بها التواصل وتمكين السلطة المحلية ومعرفة سبب الإحجام عن ذلك لا أن يتوالى هذا الحال السيء وينطبع علينا بل ونتعايش معه مكرهين وترى الشوارع تشهد سباقاً للسيارات يمنة ويسرة كما ترى الناس يمارسون مكرهين كمشاة سباق المطبات و«طفش» السيارات للواقفين دون ترشيد لهم بتهدئة السرعة حتى لايؤذوا المشاة، إننا نحتاج لأداء جيد في تقديم الخدمة ومحاسبة التقصير في هذه الخدمة والتي لها انعكاسات سلبية على الحياة الاقتصادية والمعيشية وكذلك السياحية والثقافية وأيضاً الصحية وهي قضية حساسة جداً، تخيلوا سيارة إسعاف تقل مصاباً ولاتستطيع السير بسرعة وتتعرض للمطبات ترى ماهي عواقب ذلك أو في حالة موكب لوفود ولو كانت وفوداً محلية من المحافظات ماهي انعكاسات ذلك عليهم؟ لاينبغي التعايش مع تردي الخدمات بلا مبالاة ولاينبغي إهمال ذلك لمصلحة المواطن الذي لطالما تردد عليه المرشحون لطلب صوته لتمثيل مصالحه في السلطة المحلية إذن أين ذلك الالتزام وما مدى فاعلية هذه العملية الانتخابية ومايسمى بتمثيل الشعب؟. من السهل الاختفاء والهروب ومن الصعب العودة والأصعب التعقب والمتابعة والتقييم وبالتالي فقدان المصداقية لهذا المرشح وهذا المجلس وهذا الأداء. قبل كل موسم للأمطار لابد من الاستعداد وتغيير الصورة النمطية الحالية إلى صورة صادقة تحترم احتياج المواطن وتنميته.