مع كل صيف ماطر ينكشف مستور جهات حكومية ومحلية، ويضحك الفساد حتى يظهر ضرس الجنون. يكفي أن يهطل المطر الخفيف ليتزعزع حال الشوارع.. تشقق في طبقة الإسفلت.. وتحدب سرعان ما يتحول إلى حفر خازنة للأوحال ومصائد للسيارات تنتعش بها خزائن باعة قطع الغيار. الكثير من طبقات الإسفلت التي تنخلع مع أبسط الأمطار هي حديثة الإنشاء، ولكن ماذا نقول أكثر من أن وراء هذا الحال المقزز مقاولاً غشاشاً بل وحرامي.. ومهندساً باع ضميره من أول عرض.. ومسؤولاً أخذ حقه فلم يسأل عن تواطؤ مهندسيه وخراب ذمة المقاول.. إنها صورة لفساد على طبقة الإسفلت. لاحظوا هنا أن الحديث ليس عن مسلسل الحفر والردم المنظم بإرادة مؤسسية فاشلة، وإنما أتحدث عن شوارع تخلصت من عمليات الحفر والردم سيئة السمعة، لكنها لم تتخلص من فساد الضمائر عند مقاول ومهندس ومسؤول رقابة ورأي عام معجون بالسياسة ومكايدات الأحزاب. هل هناك من يذكر هذه الحقيقة المُرّة؟! في هذه الحالة ليس أمامه إلا التنقل في شوارع هذا الصيف وتواريخ سفلتتها وحينها سيعرف كيف أنه هو الآخر واقع تحت فساد اسمه النوم في العسل بينما الناس يعانون من شوارع الحفر والوحل..!!!