قال السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فايرستاين إن الأداء الاقتصادي للحكومة محبط، ولم تتخذ خطوات عملية في المجال الاقتصادي، مشيراً إلى أن الحكومة بحاجة إلى اتخاذ خطوات جادة تساعد الاقتصاد على استعادة عافيته وتشجيع النمو الاقتصادي، وأضاف: يجب أن يكون لدى الحكومة أسلوب أكثر تشجيعاً للقطاع الخاص وذلك للسماح لمزيد من الاستثمار داخل البلاد. واعتبر السفير الأمريكي ظاهرة البطالة في اليمن من أكبر أسباب القلق لديهم وللحكومة اليمنية، وتفاقمها سيجعلها أكثر خطورة، كون الأعداد الهائلة من العاطلين عن العمل يعتبر سبباً في استفحال ظاهرة التطرف والإرهاب، ولذا فإن للسياسات الاقتصادية دور مهم في مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار داخل البلاد، مشيراً إلى أن الحاجة ملحة إلى سياسات حكومية لمعالجة قضية البطالة، عن طريق سياسات تشجع التنمية الاقتصادية وتعمل على توفير فرص العمل. وقال جيرالد فايرستاين في حديث له نشرته مجلة "الاستثمار" إن اليمن يمتلك فرصاً استثمارية وتنموية مواتية، وهناك اهتمام من قبل قطاع الأعمال الأمريكي بالاستثمار في اليمن في المجالات المختلفة وتحديداً في مجال توليد الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أن قدوم المستثمرين يرتبط بخطوات حكومية جادة لمواصلة الإصلاح الاقتصادي وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمارات، وتحديد مشاريع محددة لتمكين المستثمرين اليمنيين والأمريكيين من العمل جنباً إلى جنب في هذه المشاريع المحددة، ولتحقيق ذلك نحتاج من الحكومة اليمنية أن تتخذ خطوات قوية في مجال الإصلاح الاقتصادي حتى تصبح بيئة الاستثمار مناسبة ليس فقط للمستثمرين الأجانب، بل وحتى للمستثمرين اليمنيين. واستطرد جيرالد فايرستاين بالقول إن قطاع الأعمال الأمريكي يثق أكثر بما يقوله القطاع الخاص اليمني أكثر من الحكومة، وذلك ما وجدناه عند زيارة رجال أعمال يمنيين إلى أمريكا في أكتوبر الفائت، إذ أن ما يقوله أفراد القطاع الخاص يحمل ثقلاً في تحسين صورة اليمن سواء لدى القطاع الخاص الأجنبي أو بشكل عام على مستوى العالم، وزاد فايرستاين: ناقشنا خلال زيارة رجال الأعمال اليمنيين إلى أمريكا إمكانية الاستثمار في ثلاثة قطاعات، الطاقة المتجددة والمياه والزراعة. وأشار فايرستاين إلى أن ست شركات أمريكية عبرت عن رغبتها وجاهزيتها للاستثمار في تطوير قطاع الكهرباء في اليمن، ولكن المشكلة عدم مقدرة الحكومة اليمنية للوصول إلى اتفاقات في هذا المجال مع المستثمرين المحتملين. وكشف جيرالد فايرستاين أن وزارة الكهرباء أعاقت إنجاز مشروع محطة كهرباء معبر التي ستستخدم الغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية، ولم تقم بالدور المتوقع منها لإنجاز هذا المشروع، وليس هناك قدر كاف من الجهود المبذولة لتطوير قطاع الكهرباء، وأضاف: ظللنا ندعم تنفيذ مشروع محطة كهرباء معبر الذي سيستخدم الغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية عبر شركات خاصة يمنية ومثيلاتها في أمريكا، والى الآن لم نتمكن من إنجاز هذا المشروع. وقال جيرالد فايرستاين: أنا واثق أنه إذا بذلت جهود كافية لتطوير قطاع الكهرباء ستكون هناك شركات أمريكية جاهزة للقدوم إلى اليمن والاستثمار في مجال توليد الكهرباء باستخدام وسائل الطاقة المتجددة. وأوضح السفير الأمريكي أن هناك ثلاث ركائز رئيسية في علاقات الولاياتالمتحدة مع اليمن تتمثل في دعم المرحلة الانتقالية وتنفيذ المبادرة الخليجية، والتعاون في المجال الأمني، ودعم الاقتصاد من خلال المساعدات التنموية والإنسانية وتشجيع الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة اليمنية. وأشار فايرستاين إلى أن الحكومة الأمريكية قدمت لليمن العام الماضي ما قيمته 175 مليون دولار كمساعدات اقتصادية لليمن، منها ما يقارب 110 ملايين دولار في الجانب الإنساني، إضافة إلى ذلك قدمنا دعماً في قطاعات أخرى منها التعليم والصحة وفي المجال الزراعي، كما دعمنا المرحلة الانتقالية عبر عدد من البرامج الديمقراطية.