القاهرة ومن بيت احمد صالح العيسي كان اللقاء الجنوبي الذي حضره أكثر من 20 قيادي من قيادات الصف الأول الجنوبي . لقد كانت وما زالت القضية الجنوبية هي محور أهتمام قيادات الجنوب وتعددت الرؤى والتصورات لحل هذه القضية عبر النضال السلمي الذي دشنته قوى الحراك السلمي الذي خاض نضالا مريرا عبر مراحل متعددة منذ مابعد حرب صيف 94 التي قوضت أساسات الوحدة وانتجت نظاما مركزيا سيطر على مكنونات الدولة واختزل القرار السياسي .
القوى السياسية الجنوبية كانت ومازالت في خضم نضالها والحركة السياسية الجنوبية متعددة الأطياف تختلف في فرعيات وتتحد في الأصول والأصل المتفق عليه هو الوصول إلى حل دائم للقضية الجنوبية يرتضية الشعب الجنوبي .
لقاء القاهرة الذي احتضنه بيت الشيخ احمد صالح العيسي كان لقاء مهم من حيث التوقيت ومن حيث الأهمية فالتوقيت كان غاية في الأهمية حيث أنه يأتي بعد مخاض عسير للشرعية الدستورية التي ظلت وعلى مدى ثمان سنوات في فراغ دستوري وعدم القدرة على إحراز أي تقدم في المسار السياسي والاقتصادي والعسكري وأيضا جاء لقاء القاهرة عقب مشاورات الرياض التي أفرزت واقعاً سياسياً جديد وعملية سياسية جديدة تمحورت في تشكيل مجلس قيادة رئاسي وبمشاركة فاعلة للمجلس الإنتقالي .
وبمناصفة في التشكيل وهذا يعتبر تقدم كبير للقضية الجنوبية ووضعها في الواجهة كقضية محورية يجب وضع أسس الحل لها بالتعاون مع القوى السياسية الجنوبية والتواصل مع القوى السياسية الشمالية التي وصلت إلى إستخلاصات بأن الحل لابد وأن ينطلق عبر التوافقات والحوار الجاد الذي يؤسس لحل مستدام يرأب الصدع وينهي جذور الأزمة وهذا لن يكون إلا بعد استعادة الجمهورية و استعادة الدولة ومؤسساتها وهزيمة الانقلاب عسكريا او من خلال الحل السلمي برعاية عربية ودولية .
اجتمعت قيادات الجنوب في القاهرة في منزل العيسي وقد كان لقاء حافلا ضم شخصيات بارزة ومن العيار الثقيل وهم أصحاب الرؤى والتصورات السياسية وممن حملوا هم القضية الجنوبية وعلى رأسهم الدكتور محمد حيدرة مسدوس واللواء عيدروس الزبيدي الأخ محمد علي أحمد والسفير محمد مارم والمستشار علي منصر ومحمد علي الشدادي وسليمان ناصر محمد عن نفسه و ممثلا للرئيس علي ناصر وسليمان ناصر مسعود وصالح عبيد احمد وصالح شائف حسين ومطهر مسعد مصلح وعبدالكريم صالح شائف والعميد ثابت عبد المحلق العسكري بسفارتنا بالقاهرة والمستشار حيدرة القاضي والعميد محمد شاهر ود/ محمد العبادي وعبيد احمد ومانع الشاعري وجغمان احمد الجنيدي وعلي بن سالم الحارثي واحمد يفوز الصبيحي ..
كل هذه الشخصيات إجتمعت بدعوة كريمة ورصينة من العيسي الذي أخذ على عاتقه جمع القيادات السياسية والشخصيات الإعتبارية الجنوبية لوضع برنامج عمل جنوبي ينطلق بالقضية الجنوبية إلى آفاق الحل من خلال التوافقات الجنوبية للمكونات السياسية التي شكلت الحركة السياسية للقضية الجنوبية
لقد بدأت القوى السياسية الجنوبية تدرك أهمية التوافق والعمل المشترك وأهمية توحيد الرؤى والتصورات والوصول الى توافق عام يضع خارطة طريق وورقة عمل تحمل رؤية واحدة لكل الطيف الجنوبي وعدم إتاحة الفرصة للقوى السياسية المناوئة التي تريد تعميق الخلاف الجنوبي واللعب على المتناقضات .
لقد مرت القضية الجنوبية بالعديد من المنعطفات والكثير من الأزمات وظلت باقية وصامدة بفضل من الله ثم برجال حملوا رأيتها ووضعوا لها الإستراتيجية التي أوصلتها إلى المحافل الدولية.
وعلى القيادات الجنوبية اليوم أن تدرك أن الإختلاف في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا يعتبر كارثيا إذ أن أي خلاف جنوبي سينعكس سلبا على القضية برمتنا والشواهد التاريخية تؤكد ذلك ولذلك يجب تفويت هذه الفرصة على كل المتربصين بالقضية الجنوبية والذين يحاولون وأدها من خلال اللعب على المتناقضات وتعميق الشرح بين الجنوبيين لإيصالهم إلى مرحلة عدم القدرة لحمل راية القضية والفشل في تحقيق طموحات الشعب الجنوبي .
شكرا للعيسي لتبنيه الدعوة وشكرا للقيادات الجنوبية التي لبت الدعوة والتي باجتماعها ازالت العديد من ترسبات الماضي وفتحت آفاق واسعة للعمل السياسي المشترك الذي يؤسس لتكامل جنوبي وردم الهوة بين المكونات السياسية الجنوبية ونأمل أن تتواصل هذه اللقاءات حتى نصل الى تشكيل فريق جنوبي موحد يتحدث باسم القضية الجنوبية ويحقق طموحات أبنائها .
