– متابعات : أكد مسؤول أميركي لصحيفة نيويورك تايمز أن الولاياتالمتحدة الأميركية تهدف من وراء موافقتها على منح الرئيس اليمني/ علي عبدالله صالح تأشيرة دخول إلى أراضيها لغرض العلاج هو – حسب المسؤول- الهدف الرئيسي من ذلك إزالته بدنياً من اليمن لكي لا يكون لديه وسيلة للتدخل في العملية السياسية هناك وحصوله على العلاج الطبي قد تكون وسيلة منطقية. وأكد المسؤول في حديثه لنيويورك تايمز بأن واشنطن لن تسمح لصالح بإحضار حاشية كبيرة معه أو استغلال زيارته لأغراض سياسية. وأضاف أنه لا توجد مزيداً من العقبات أمام صالح لدخول أميركا وأن بإمكانه الوصول إلى مستشفى نيويورك بحلول نهاية هذا الأسبوع لتلقي العلاج. وأوضحت الصحيفة في سياق خبرها أن أميركا تمنح الرئيس اليمني السماح بالدخول إلى أراضيها بعد نقاشات حادة نتيجة تخوف بعض المسؤولين من تعرض الإدارة الأميركية لانتقادات حادة، بأنها توفر ملاذاً آمناً لرئيس عربي متهم بالمسؤولية عن موت مئات المتظاهرين المناهضين لحكمه ولبقائه في السلطة. وأضافت الصحيفة بأن الإدارة الأميركية تدرك حجم المخاطر من منحها الإذن بدخول صالح إلى أراضيها لزيارة طبية وأنها تدرك إمكانية سعيه لاستخدام زيارته الطبية كوسيلة لدعم موقفه السياسي، وهي بذلك تؤكد بأنها لن تلبي ولع صالح في إبقاء شعبه في فوضى. وأوضحت الصحيفة بأن الرئيس اليمني هو أول رئيس عربي يطلب منحه إقامة طويلة في أميركا منذ اندلاع الانتفاضات السياسية التي هزت المنطقة منذ عام تقريباً. كما نقلت الصحيفة عن المسؤول في الإدارة الأميركية قلق الإدارة الأميركية من الغضب الذي قد يصيب الكثير من اليمنيين التواقين لرؤية صالح تحت طائلة المحاكمة على عمليات قتل المتظاهرين بأيدي قوات أمنية، وأن ذلك يعيد إلى الذاكرة قرار الرئيس كارتر في عام 1979م الذي أمر بالسماح لشاه إيران المريض/ محمد رضى بدخول أميركا للعلاج حينذاك، حيث أدى هذا القرار إلى إثارة غضب الثوريين على الشاه، ما دفعهم إلى اقتحام السفارة الأميركية واحتجاز "52″ رهنياً أميركياً. وأشارت نيوز تايمز إلى أن "برينان" والسفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين هما صاحبا قرار الموافقة الذي يرفع بالنهاية للرئيس أوباما للموافقة عليه، بعد أن أصبح – حسب الصحيفة- مقتنعاً بمزاعم الرئيس صالح بعدم وجود رغبة لديه بالعودة إلى السلطة رغم وجود مسؤولين في الإدارة الأميركية لا يثقون بكلامه. من جانبه أكد مصدر دبلوماسي يمني ل"أخبار اليوم" أن نائب الرئيس والمستشار السياسي الدكتور/ عبدالكريم الإرياني قد لعبا دوراً بارزاً في إقناع الإدارة الأميركية بأهمية وضرورة منح الرئيس صالح تأشيرة دخول لغرض العلاج وأن ذلك يمثل دعماً لإنجاح العملية السياسية والانتخابات الرئاسية المبكرة دون وجود الرئيس صالح في اليمن، الذي يعتقد الجميع أن وجوده سيمثل عائقاً. وأوضح الدبلوماسي اليمني أن مسألة مغادرة الرئيس إلى الولاياتالمتحدة ودول أوروبية أخرى باتت اليوم مسألة صعبة، خاصة أن عدداً من الدول الأوروبية ألمحت إلى صعوبة إمكانية منح الرئيس صالح تأشيرة لدخول أراضيها، وأن ذلك الحرج قد بدأ واضحاً على عدد من الدول العربية والخليجية، بالرغم من موافقة دول الخليج منح تأشيرات دخول لأكثر من 150 فرداً من أفراد عائلة الرئيس للإقامة في أراضيها. وأرجأ الدبلوماسي اليمني تحرج تلك الدول من الموافقة السريعة بمنح الرئيس صالح تأشيرة دخول وإقامة إلى انتابها حالة من القلق أن الرئيس لن يلتزم بالقواعد المصاحبة لمنحه تأشيرة الدخول والإقامة والتي من أبرزها عدم ممارسته أي أنشطة سياسية من على أراضيها. من جانبها أكدت نيويورك تايمز – في ذات الخبر المشار إليه سابقاً- أن مستشار الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب جون برينان، اتصل مساء الأحد الماضي بنائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحثه على ضرورة تحلي الحكومة بضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين وأن برينان شدد بقوة على حاجة قوات الأمن اليمنية لإظهار أقصى درجات ضبط النفس. ونقلت الصحيفة أن نائب الرئيس أبلغ برينان أن الحكومة ستجري تحقيقاً شفافاً في سقوط قتلى وجرحى من المتظاهرين. ووصفت صحيفة نيويورك تايمز تصريحات الرئيس صالح أنه سيغادر البلاد ليس للعلاج، ولكن للابتعاد عن الأنظار والكاميرات وتهدئة الأجواء للحكومة كي تجري الانتخابات الرئاسية، بأن هذا التصريح للاستهلاك المحلي اليمني. ونقلت الصحيفة عن مسؤول يمني أن المؤتمر الصحفي للرئيس كان في مجمله للاستهلاك المحلي فعلاً، خاصة إضافة صالح بأنه يأمل في العودة للعمل كشخصية معارضة.