نشرت صحيفة "العرب" أن مصادر مطّلعة قالت لها إن زيارة وزير الخارجية بسلطنة عمان، يوسف بن علوي بن عبدالله، إلى الرياض جاءت في سياق مبادرة وساطة من السلطنة لحل الخلاف الخليجي مع قطر. و قالت أن هذا يأتي في ظل تمسك السعودية والإمارات والبحرين التي سحبت سفراءها من قطر مؤخرا بموقفها ما لم تراجع الأخيرة سياساتها في القضايا الخلافية. وأكدت المصادر أن الزيارة، التي لم يعلن عنها سابقا، جاءت بطلب من الدوحة وبحرص شخصي من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يعمل على منع تفاقم الخلاف مع جيرانه الخليجيين، وألا يتجاوز الأمر سحب السفراء إلى خطوات أخرى. وجاءت زيارة الوزير العماني في أعقاب اختتام اجتماعات اللجنة العُمانية القطرية المشتركة في دورتها السادسة عشرة أعمالها أمس بمسقط. وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، كان في استقبال بن علوي بمطار قاعدة الرياض الجوية، ثم استقبله إثر ذلك الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، وجرى بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وكشفت المصادر ذاتها أن الأمير سعود الفيصل ولئن رحّب بالزيارة، إلا أنه جدد التأكيد على أن المشكلة لا تحتاج إلى وساطة، وأن الأمر موكول للقيادة القطرية لتحدد ما إذا كانت تريد الاستمرار في مجلس التعاون والالتزام بالاتفاقيات المشتركة، وأن القرار بيدها دون سواها. وسبق أن طالبت السعودية ومعها الإمارات بوقف الدعم القطري لجماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها الرياض منذ أيام كجماعة إرهابية، لكن الدوحة لم تعلن موقفها بشكل واضح رغم تعهدات سابقة من الشيخ تميم. وقالت تقارير إعلامية إن السعودية طالبت كذلك بإغلاق قناة الجزيرة التلفزيونية، ومركزين للأبحاث هما مركز بروكينغز الدوحة والمركز العربي للدراسات والبحوث السياسية، وذلك في اجتماع لمجلس التعاون الخليجي عقد في الخامس من الشهر الجاري. وتحولت قناة الجزيرة إلى فضاء للتحريض على مصر وثورة الثلاثين من يونيو الماضي، وهي ثورة دعمتها دول الخليج سياسيا وماليا، تماما مثل خطب الشيخ الإخواني يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، التي أساءت إلى السعودية والإمارات ومصر. وقال مراقبون خليجيون إن قطر التي ترفض الاستجابة لمطالب جيرانها، واقعة تحت صراع أجنحة داخل الأسرة الحاكمة، بين فريق أول يمثله الحرس القديم الذي عاد إلى الواجهة، وهو من يتمسك بورقة الإخوان، وفريق ثان من حول الأمير تميم لم يستطع بعد التحكم بمقاليد الأمور. يشار إلى أن القيادة القطرية المتخوفة من قرارات ردعية خليجية سبق أن وسطت أكثر من جهة مع جيرانها، وعملت الكويت في أكثر من مرة على تطويق الخلافات كان أبرزها القمة الثلاثية في الرياض بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح؛ وأمير قطر الشيح تميم بن حمد آل ثاني. بالتوازي، عملت قطر على الاستفادة من العلاقات الجيدة التي تربط العاهل المغربي الملك محمد السادس بالقيادات الخليجية، وقد أجرى الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا وسط الأسبوع بأمير دولة قطر، الشيخ تميم، وذلك بعد يومين فقط من إجراء العاهل المغربي لاتصال هاتفي مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ورغم أن الأنباء لم تشر بشكل صريح إلى أن الاتصالات تركزت حول أزمة الدوحة مع دول الخليج، إلا أن غالبية المحللين أشاروا إلى أن الدور المغربي يتجه نحو تقريب وجهات النظر بين الطرفين. وتربط المملكة المغربية علاقات متميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهي العلاقات التي أثمرت تقديم دول الخليج لهبة لسلطات الرباط بقيمة 5 مليارات دولار، مقسمة على 5 سنوات، فضلا عن حماسها لعضوية المغرب بمجلس التعاون الخليجي. وكشف مراقبون أن القيادة القطرية تحاول استمالة المغرب إلى صفها، وأشاروا إلى قصة شراء أمير قطر الشيخ تميم قصر ولي العهد السعودي الراحل سلطان بن عبدالعزيز وإهدائه إلى العاهل المغربي ظنا منه أنه سيغير تحالفات المغرب مع السعودية والإمارات، لكن لم ينجح في ذلك. من جهة ثانية قالت المصادر السابقة إن وزير الخارجية العماني حمل كذلك رسالة من الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أدى زيارة منذ أيام إلى مسقط، وتتعلق برغبة ملحة من طهران في تحسين علاقاتها مع دول الخليج.