توقعت دراسة، لرئيس سابق للاستخبارات البريطانية "MI6" نهاية دراماتيكية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة ب"داعش"، مشيرًا إلى أنها قد تكون من خلال انتفاضة واسعة تندلع في المناطق الواقعة تحت حكمه. وأعد المدير السابق ل"MI6" ريتشارد باريت - والذي يترأس وحدة مراقبة القاعدة وطالبان في الأممالمتحدة - دراسة حلل فيها المسؤول الأداء الاستراتيجي ل "داعش"، واصفًا إياه حتى الآن ب"الجيد"، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر أمام التنظيم هو مواجهة المعارضة في داخل مناطقه، ومواجهات المتطلبات اليومية والإدارية للمناطق الواقعة تحت سيطرته. وقالت صحيفة "أوبزيرفر": إن التقرير يعتبر من أكثر الدراسات تفصيلًا حول أداء "داعش"، ويقوم بدراسة أصوله ومصادر التمويل وأعداد المقاتلين الأجانب، وكذلك طموحاته على المدى البعيد. ورأى التقرير أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون عاملًا مهمًّا في الانقسام داخل تنظيم الدولة، رغم أن هذا الأخير استخدمها لنشر أيديولوجيته وصوره في كل أنحاء العالم. ويرى باريت أن المنظمات الدولية لاحظت في الآونة الأخيرة "بطئًا" في تدفق عدد المقاتلين الأجانب، الذين ينضمون ل "داعش"؛ لأن البعض ممن قاتل مع التنظيم عاد إلى بلاده، وتحدث عن تجربته السيئة في سورياوالعراق "حقيقة عودة الكثيرين إلى بلادهم، والذين بدأوا يتحدثون عن سوء الأوضاع، تقدم رواية مضادة لرواية (داعش)، ما ساعد في تقليل عدد المتطوعين". وأصدرت التقرير مجموعة صوفان في نيويورك، وسيكون دليلا للحكومات والوكالات الأمنية، لفهم طبيعة التنظيم وطريقة عمله. ويستخدم تقرير باريت الرقم، ويشير إلى أن نصف العدد جاء من تونس والمغرب والسعودية والأردن وتركيا. ويشير التقرير إلى أن خسارة "داعش" للمتطوعين الأجانب سيضعفه لدرجة تسهل فيها هزيمته "لو هجره المتطوعون الأجانب فلن يكون تنظيم الدولة قادرًا على الحفاظ على الزخم الحالي، وبالتالي يمكن لأعدائه استهدافه بسهولة". ويبلغ عدد المقاتلين البريطانيين الذين انضموا ل "داعش" وبقية الجماعات المقاتلة في سوريا حوالي 500، ولا يصنفون ضمن المتطوعين ، إلا أن التقرير يتحدث عن مقاتلين أجانب قاموا بعمليات من مصر والأردن والدنمارك والمغرب وروسيا وباكستان والشيشان والسعودية وطاجيكستان وتونس وتركيا وأوزبكستان. وفي تقرير الأممالمتحدة، أشار معدوه إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن باريت يرى أن هذه الوسائل قد تسهم في تفتيت التنظيم، من خلال نشر النقد الداخلي له بين أفراده وبسرعة كبيرة. ويجد باريت أن التنظيم لا يتسامح مع المعارضة أو وجهة النظر المعارضة لرأيه، ولهذا أقام شبكة من العملاء والمخبرين، وجهازًا أمنيًّا قويًّا يدار من المركز؛ حتى يتأكد من عدم وجود تحد لسلطته. ويفيد التقرير أن الميزانية التي يحتاجها "داعش" لإدارة المناطق هي نفس أو أكثر من الميزانية، التي خصصتها الحكومة العراقية لإدارة المناطق قبل وقوعها بيد التنظيم.