أثار التسجيل الصوتي الأخير لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبي بكر البغدادي المزيد من التحليلات من قبل المراقبين والمتابعين لشأن التنظيم ، ويعد هذا التسجيل الأول للبغدادي منذ ظهوره في شريط مصور مطلع تموز/يوليو من العام الماضي بعد أيام من إعلان إقامة "الخلافة الإسلامية" وتنصيبه "خليفة" كما أنه يأتي بعد أيام من تقارير غير مؤكدة تحدثت عن إصابته خلال قصف لطائرات التحالف التي تشنها على قواعد التنظيم . غير أن أكثر النقاط التي لفتت نظر المحللين هو تركيز البغدادي في كلمته بصورة لافتة على المملكة العربية السعودية حيث وصفها في تسجيله الصوتي بأنها "رأس الأفعى ومعقل الداء" على حد قوله كما وجه في كلمته دعوة صريحة لأنصاره بشن هجمات في السعودية حيث قال " لا مكان للمشركين في جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم" وحدد لهم الأولويات فحرضهم أولا على قتل الشيعة قائلا " عليكم أولا بالرافضة" على حد قوله ثم حرض على استهداف الأسرة الحاكمة في السعودية قائلا "مزقوهم إربا ، نغصوا عليهم عيشهم وعما قريب تصلكم طلائع الدولة الإسلامية". ويجمع كثير من المحللين على أن هذه هي المرة الأولى التي يفرد فيها زعيم تنظيم الدولة الإسلامية هذا الحيز في كلمته للملكة العربية السعودية كما أنها المرة الأولى التي يدعو فيها أنصاره لمهاجمة أهداف فيها وبصورة محددة ، ويبدو أن الأجهزة المختصة في المملكة العربية السعودية على دراية منذ فترة طويلة بالخطر المحدق الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية على حدودها ،فقد حشدت المملكة أكثر من ثلاثين ألف جندي على حدودها الشمالية مع العراق تحسبا للخطر الذي يشكله التنظيم. ويقول فرانك جاردنر محرر الشؤون الأمنية بالبي بي سي والمطلع على الشأن السعودي إن تنظيم الدولة الإسلامية "يوجه أنظاره تجاه المملكة العربية السعودية ، تلك البقعة التي شهدت بداية ظهور الإسلام والتي تعد أكبر دول العالم إنتاجا وتصديرا للنفط" ويضيف جاردنر "لم يشر المتحدث في هذا المقطع إلى المملكة العربية السعودية بهذا الاسم الذي اشتق من اسم العائلة المالكة "آل سعود"، والتي لا يقبل التنظيم سلطتها في البلاد أصلا، مستخدما بدلا من ذلك كلمة "بلد الحرمين" في إشارة إلى مكة والمدينة" وفي معرض تحليله للموقف السعودي حاليا يقول جاردنر " إلا أن الكثيرين يلقون باللائمة على السلطات السعودية في ظهور التنظيم بهذه السرعة، ويتهمونها بتمويل وتصدير فكر إسلامي متشدد أصبح يمثل نقطة عبور أولى نحو فكرة الجهاد والعنف. إلا أن الحكومة السعودية ترفض بشكل قاطع إلقاء اللوم عليها في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرة إلى أن ذلك نابع من الفوضى التي أحدثتها الحرب الأهلية في سوريا والسياسيات التمييزية التي تمارس على السنة في العراق من قبل الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة"