رغم أن التقارير الاستخباراتية والصحفية التي تتحدث عن دعم إيراني قوي للانقلابيين الحوثيين، ما مكَنَهُم من التمدد والسيطرة على العاصمة صنعاء، فإن الحوثيين ينفون تلقي الدعم من طهران، وذلك وفق ما ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، الأميركية . وبينما يؤكد الحوثيون على أنهم ليسوا مخالبَ لإيران في المنطقة، فهم لا يخفون تبجيلَهم لإيران وحزب الله في لبنان عبر وسائلهم الإعلامية، التي يرى مراقبون أنها تبتهج بتمدد النفوذ الإيراني في عواصمَ عربية، من صنعاء إلى بيروت ومن دمشق إلى بغداد. عضو المجلس السياسي في جماعة أنصار الله الحوثية، محمد البُخيتي، قال إن جماعته لم تحتج لمساعدة من إيران وحزب الله للاستيلاء على صنعاء، وأضاف أن لديهم أسلحة، وأن المقاتلين الحوثيين أفضل من مقاتلي حزب الله وإيران، وتابع أن ما يجمع الحوثيين بإيران وحزب الله هي الرغبة في مواجهة الخطط الأميركية للمنطقة، حسب تعبيره، كما جاء في الصحيفة. لكن البُخيتي أوضح أن الحوثيين يفضلون الإبقاء على علاقات دبلوماسية مع الولاياتالمتحدة، رغم اعتراضهم على السياسية الأميركة في الشرق الأوسط، لاسيما الدعم الأميركي لإسرائيل. كما اتهم البُخيتي الولاياتالمتحدة بعدم الجدية في مواجهة تنظيم القاعدة، وأضاف أن الضربات الجوية الأميركية في اليمن تحولت إلى أداة في تستخدمها القاعدة لتجنيد أتباع لها، بينما وصف البُخيتي مواجهة الحوثيين للتنظيم بمعركة وجود. غير أن مراقبين للشأن اليمني اعتبروا أن تمدد الحوثيين واستيلاءهم على العاصمة صنعاء تسبب بأفضل حملة تجنيد للقاعدة في اليمن منذ سنوات، لاسيما بين شباب القبائل. وبحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز فإن انتقادَ استيلاء الانقلابيين الحوثيين على السلطة جاء أيضاً من منشق عنهم بعد الانقلاب، حيث اعتبر على البُخيتي شقيق محمد البُخيتي أن الحوثيين تمددوا فوق طاقتهم، واعتبرهم مقاتلين يفتقرون للفطنة السياسية.