التصريحات الأخيرة لعضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثيين محمد البخيتي حول مصر لفتت الانظار حول تقارب بين الحوثيين ومصر والرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي أرسل قبل أيام وفدا برئاسة الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا للقاء مسؤولين مصريين للتنسيق بشأن المرحلة الجديدة قبل تمكن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من مغادرة العاصمة اليمنيةصنعاء وهو ما غيّر المعادلة السياسية كليا. البخيتي أكد، في مقابلة مع صحيفة «الشروق» المصرية، أن هناك لقاء تم بين ممثلين للجماعة مع السفارة المصرية في اليمن منذ أسبوعين، وأسفر اللقاء عن تفاهمات كبيرة. ومضى البخيتي يقول، عندما سئل حول الملاحة في باب المندب، بأنها لم ولن تتأثر «لأننا حريصون على تأمينه لكونه ممرا دوليا وحيويا لكل دول المنطقة بما فيها اليمن ومصر، وأي إخلال بأمنه سيؤثر سلبا على الجميع. كما نحرص على توطيد العلاقات اليمنية المصرية، وليس هناك أي نوايا لغلق ممر باب المندب خصوصا أن هناك ما يجمعنا بمصر وهو مواجهة الإرهاب المتمثل في القاعدة وداعش» كما قال. ولا يعرف حتى الآن ما الذي جرى خلال هذه المباحثات أو اللقاءات سواء بين صالح والحوثيين من جهة او التفاهمات الروسية الايرانية من جهة والمصرية من جهة أخرى في التعامل مع الشأن اليمني. ولا يمكن غض النظر عن تعزيز النشاط الدبلوماسي بين مصر واليمن خلال الأيام القليلة الماضية فالرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي أوفد أمين عام حزبه إلى مصر أرسل وفدا آخر قبل أيام إلى روسيا برئاسة نائب رئيس الدائرة السياسية مجيب الآنسي متزامنا مع وفد من جماعة الحوثي كان في روسيا في الوقت نفسه، وضم حسين العزي رئيس المكتب السياسي لجماعة أنصار الله، ومحمد النعيمي القيادي في حزب الحق. . مثل هذا النشاط الدبلوماسي بين اليمنوروسيا جاء مصحوبا بنشاط دبلوماسي آخر بين إيرانواليمن فلم تنقطع الزيارات السياسية من قبل وفود حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه الحوثيين نحو طهران. الرسائل الدبلوماسية والتطمينية بين مصر والحوثيين وصالح أخذت أشكالا عدة بعد قيام الحوثيين بوضع الرئيس اليمني تحت الإقامة الجبرية إذ قال محمد علي الحوثي «رئيس اللجنة الثورية العليا» التابعة للحوثيين بعد صدور ما سمي بالإعلان الدستوري لصحيفة «المصري اليوم» انه يتطلع إلى أن يتفهم الشعب المصري، وفخامة الرئيس (عبد الفتاح السيسي)، أننا لسنا أعداء لأي شخص»، داعيا إلى شراكة مع مصر. وذلك هو الحال بالنسبة للرئيس السابق علي عبد الله صالح لمصر الذي أرسل رسائل تطمين حول باب المندب عبر صحيفة «المصري اليوم» عندما سألته عن العلاقات اليمنية المصرية في ظل سيطرة الحوثيين حيث قال إن «علاقة مصر واليمن علاقة أزلية وجيدة ولا يمكن أن يكون هناك فيها أي شائبة أو شيء يضر بها». وأضاف صالح أن «باب المندب منفذ بحري دولي لا يمكن المساس به من أي قوى سياسية في اليمن أو من أي قوى دولية»، في رسالة ضمنية تطمئن مصر بأن الحوثيين أصدقاء. ويبدو أن اللقاءات الأخيرة بين مسؤولين مصريين والحوثيين وصالح والتفاهمات مع روسياوإيران وجدت قبولا مصريا في ظل ما يوصف ببرود في العلاقة بين السعودية ومصر بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في المملكة السعوية. ويتزامن هذا مع دعوة العميد يحيى محمد عبدالله صالح، مصر للعب دور قوي في الساحة اليمنية، وقال في ندوة نظمها ملتقى الرقي والتقدم، الذي يتزعمه يحيى، بالقاهرة إن اليمنيين «يثقون بالقيادة المصرية ويعتبرونها الأكثر وطنية، لدورها التاريخي في دعم النضال اليمني للتحرر من الاستعمار والاستبداد». يحيى صالح، وهو نجل شقيق الرئيس السابق علي صالح، ورئيس أركان حرب قوات الأمن المركزي سابقا، اعرب عن أمنياته بلعب الرئيس السيسي، دورا كبيرا في إنهاء الأزمة الحالية، والحفاظ على الدولة اليمنية الموحدة. ويرى كثيرون في صنعاء أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيستخدم الملف اليمني كورقة ضغط على المملكة خاصة وأن مواقف مصر السياسية الأخيرة كانت توافقية وليس فيها ما يؤشر إلى اتباع الموقف الخليجي الحاسم في اليمن. فالبيان الذي أصدرته الخارجية المصرية قبل يومين لم يشر صراحة إلى دعم الرئيس هادي واستخدمت فيه لغة توافقية وهو ما يشير الى أن موقف مصر في الأزمة اليمنية سيكون متأرجحا في اتجاهات عدة، وأن علاقتها، كما قال السيسي في آخر حوار له، لن تكون ضمن سياسة المحاور، وقد تكون هذه إجابة على خيارات السيسي المستقبلية.