سيطرت القوات الحكومية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمدعومة برا وجوا من التحالف العربي، أمس الاثنين، على معظم أجزاء سد مأرب التاريخي ومواقع استراتيجية قريبة في إنجاز عسكري مهم يمهد لدحر المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من محافظة مأرب في شرق البلاد والتقدم صوب العاصمة صنعاء. وقالت مصادر عسكرية ومحلية في مأرب ل«الاتحاد»، إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية سيطرت أمس وبإسناد جوي من مقاتلات ومروحيات التحالف العربي على أجزاء من سد مأرب التاريخي على بعد 25 كيلومترا غرب مدينة مأرب عاصمة المحافظة الغنية بالنفط. وذكرت المصادر أن القوات الحكومية سيطرت على ثلاثة مواقع كانت خاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين في منطقة «مربط الدم» القريبة من المنصة الرئيسية للسد التاريخي والاستراتيجي، موضحة أن تقدم القوات الموالية للحكومة اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية جاء تحت غطاء جوي من مروحيات الأباتشي التابعة للتحالف وبعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين خلفت 20 قتيلا على الأقل بينهم 13 من متمردي الحوثي وصالح وسبعة من المقاومة والجيش الوطني. وأكدت استمرار المواجهات مساء أمس في ظل إصرار القوات الحكومية والتحالف على تحرير كافة أجزاء السد التاريخي، حيث وصلت تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية ضمت قرابة 400 جندي بقيادة العميد زياد ذياب نمران، وهو ضابط في الجيش الوطني من أبناء محافظة مأرب. وتزامن ذلك مع سيطرة القوات الحكومية والمقاومة والتحالف العربي على أجزاء من جبل «البلق» وتبة «المصارية» القريبة المطلين على بلدة «صرواح» (غرب) أهم معاقل المتمردين الحوثيين وصالح في محافظة مأرب التي تشهد معارك عنيفة منذ أبريل الماضي. وقالت مصادر متعددة في المقاومة الشعبية ل«الاتحاد» إن قوات من الجيش والمقاومة مسنودة بغطاء جوي من التحالف سيطرت على أجزاء واسعة من جبل «البلق» وتبة «المصارية» بعد ساعات من المواجهات خلفت ثلاثة قتلى من القوات الموالية والعشرات من الميليشيات المتمردة. وأشارت إلى استمرار المعارك (حتى مساء الاثنين) لاستكمال السيطرة على جبل «البلق» وتبة «المصارية» فيما تقوم مروحيات الأباتشي بتمشيط المنطقة حيث دمرت مقاتلات التحالف، فجر الأحد، مستودعات أسلحة وذخائر ومستودعات وقود تابعة للمتمردين. والاستيلاء على هذه المواقع الاستراتيجية سيمكن قوات هادي والتحالف من قطع إمدادات الحوثيين القادمة من «صرواح»، وتضييق الخناق على ما تبقى من جيوبهم في منطقة «الجفينة». وقال القيادي في المقاومة، صالح لنجف:«ما هي إلا أيام قليلة ونحرر ما تبقى من المواقع التي لا تزال في قبضة الحوثيين وقوات صالح وهي تمثل حوالي 10 بالمئة أما بقية المواقع فهي تحت سيطرتنا»، مؤكدا مقتل العشرات من متمردي الحوثي وصالح خلال المواجهات أمس في الجبهة الغربية. وذكر أن الاشتباكات مستمرة «تحت غطاء جوي من مروحيات الأباتشي وطيران التحالف وقصف مدفعي واسع من قبل قوات التحالف». وفي وقت لاحق مساء الأحد، أفاد مصدر في المقاومة الشعبية بمأرب ب«انهيار كامل وفرار جماعي لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جبل البلق وسقوط كامل مواقع المتمردين» هناك، مضيفا أن سد مأرب بات في قبضة الجيش الوطني والمقاومة. وقتل القيادي الحوثي، أبومالك الخولاني، وخمسة من مرافقيه في غارة جوية للتحالف، الليلة قبل الماضية، في بلدة «حريب» جنوبمأرب. وشن طيران التحالف، أمس، أكثر من 30 غارة على مواقع الحوثيين وقوات صالح في محافظة مأرب البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ أكثر من عام. وقتل 15 من ميليشيات الحوثي وصالح في قصف عنيف على مناطق متفرقة في مديرية «بيحان» في محافظة شبوة المجاورة (جنوب شرق). وقال شهود عيان إن القصف استهدف تجمعات للمتمردين في «مفرق الحمى» و«السليم» و«مبلقة» و«الساق» و«نجد مرقد»، وأسفر عن تدمير عدد من الآليات العسكرية للجماعة الحوثية.