أفضت الحملة العسكرية، التي شنها الجيش اليمني على معاقل تنظيم "القاعدة"، جنوبي البلاد، إلى نتائج هامة، وتؤكد الأوساط الرسمية أن الحسم العسكري بات وشيكاً. وذكرت المعلومات الرسمية أن الحملة العسكرية التي أطلقها الجيش اليمني قبل أسبوع تقريباً، نجحت في دحر مسلحي القاعدة من أبرز معاقلهم في مديرية المحفد وأماكن أخرى عديدة. وتقول المصادر الرسمية اليمنية إن "انتصارات" متتالية تمت في الساعات الماضية على أكثر من محور، بالتزامن مع حالات فرار لعناصر "القاعدة"، فضلاً عن قيامهم ببيع عتادهم ومعدّاتهم بثمن بخس. وأوضح قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء الركن محمود الصبيحي، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أنه سقط خلال هذه المعارك العديد من عناصر الإرهاب بين قتلى وجرحى، وأضاف "لجأ من تبقى منهم إلى تفجير المجمع الحكومي بالمحفد، قبل أن يلوذوا بالفرار تلاحقهم الهزيمة والشماتة من قبل أبناء أبين وكل أبناء الوطن". وأشار إلى أن هذه العناصر التي لجأت إلى وادي ضيقة "تواجه مصيرها المحتوم على أيدي أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية، الذين قرروا وضع حد فاصل بين الإرهاب واليمن". وأوضح الصبيحي أن الفرق الهندسية تواصل إبطال مفعول الكميات الكبيرة من الألغام والعبوات الناسفة، التي زرعتها عناصر "القاعدة"، في سعي منها إلى إيقاف تقدم الوحدات باتجاه وادي ضيقة، لافتاً إلى أن هذه الحقول من الألغام والعبوات الناسفة والمتفجرات سوف تزال بأسرع وقت ممكن، مؤكداً أن العناصر المتبقية "لن تنجو من مصيرها المحتوم". إلى ذلك، قالت الأجهزة الأمنية في محافظة شبوة إن الضربات "القاصمة والموجعة"، التي تلقاها تنظيم "القاعدة"، في مديريات الصعيد وحبان وميفعة وعزان، دفعت بالعشرات من عناصره إلى الفرار باتجاه مديريات مرخة العليا والسفلى وبيحان. وقالت الأجهزة الأمنية في محافظة أبين، إن منتسبي اللواء 119 مشاة، استولوا على 7 أحزمة ناسفة و10 عبوات ناسفة و1089 طلقة بندقية آلية، بالإضافة إلى آلة طباعة وجهاز اتصال لاسلكي وأسلاك كهربائية ، بعد فرار مقاتلي "القاعدة". وأكد مصدر عسكري مسؤول أن "المقاتلين الأبطال في القوات المسلحة والأمن تمكنوا، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، من تحقيق مكاسب كبيرة وهامة على مختلف جبهات القتال"، مشيراً إلى سقوط عدد من مقاتلي "القاعدة" بين قتيل وجريح في شبوة، ومن بينهم القيادي المعروف ب"البسباس". وقال المصدر إن قوات الجيش سيطرت على مواقع جديدة في المحافظة، مؤكداً أن قيادات "القاعدة" وعناصرها في مختلف الجبهات، "أخذت تفر بشكل جماعي، بعدما وجدت نفسها عاجزة عن الوقوف أمام زحف الجيش، وضرباته الموجعة لها، فيما أخذت عناصر أخرى من التنظيم تعرض سياراتها وأمتعتها للبيع وبأسعار زهيدة جداً". ورغم التفاؤل الذي تشيعه الاوساط الرسمية بقرب معركة الحسم، فإن الحذر سيد الموقف، حيث سبق للسلطات الرسمية أن أعلنت القضاء على القاعدة عام 2012 خلال المواجهات الواسعة مع القاعدة في منطقة أبين الجنوبية، ولكن تبين أن الحسابات الرسمية لم تكن دقيقة. في غضون ذلك، تعرض أنبوب تصدير النفط في محافظة مأرب، شرقي العاصمة صنعاء، لعمل تخريبي، مساء الثلاثاء، كما تعرضت أبراج الكهرباء إلى اعتداء تخريبي، هو الثاني في أقل من 48 ساعة في المحافظة نفسها. وأوضح مصدر مسؤول في غرفة العمليات المشتركة بوزارة الكهرباء والطاقة، لوكالة الانباء اليمنية، أن المخربين نفّذوا الاعتداء بعدما تمكنت الفرق الهندسية من إصلاح الأعطال التي تسبب بها الاعتداء السابق، والذي تعرضت له خطوط نقل الطاقة في منطقة آل شبوان.