أبدأ مقالي اليوم هذا بأفضل الكلام وأحسن الكلام ، والذي يفترض ألا يعترض عليه أحد ولا يفسره بطريقته أحد آخر ، فنحن في اليمن عموما وفي حضرموت خصوصا نرفض الإرهاب بكل صوره والتي في محصلته النهائية قتل النفس التي حرم رب العالمين ، قد نختلف في أمور سياسيه وفكرية ولكن في النفس البشرية وحقها في الحياة يجب ألا نختلف مهما كانت مسافات الاختلاف . قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم و في سورة النساء الآية 93: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن حيث قال : ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يخذله، التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )) .
الأحد الماضي تم ارتكاب جريمة بشعة في المكلا ، حيث حصل هجوم إرهابي استهدف مقر الشرطة العسكرية في جول مسحه ، وللأسف الشديد ذهب ضحية ذلك الهجوم الإرهابي أكثر من ثلاثون ضحية بين قتيل وجريح ، قطعا هو عمل إرهابي ومنفذوه مهما وأي كانت أهدافهم ونواياهم وأيدلوجيتهم هم إرهابيون أشرار قتله بمعنى الكلمات التي ذكرت بعضا منها آنفا التي سطرها القرآن الكريم وأحاديث الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم .
ولا أظن أن هناك عاقل وراشد وذي بصيرة ومؤمن بل ومسلم يرضى بعمل مثل ذلك أو يفرح بنتائج عمل إرهابي كهذا أينما حصل ليس في بلاد الإسلام فقط بل في كل بلاد العالم ، والحقيقة أن من يفرح بحدوث عمل كهذا ويسره حدوث عمل كهذا أي كان توجهه الفكري فان خللا في عقله لايشفيه هنا ألا مشيئة رب العالمين له بالهداية ، ليس من المؤلم هنا فقط أن هناك من يحمل هذا التفكير وهذا العقل المريض من الناس لدرجة الحقد الأسود والكره المظلم الذي تحمله عقولهم وأفكارهم على فئة من البشر ، ولكن من الصاعق لعقولنا ككتاب وكمثقفين وإعلاميين أن نرى ونلمس ونقرأ ونحلل ونستنتج تأييد إعلاميين يتناولون خبر حصول تلك العملية الإرهابية حيث نقرأ في صفحاتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي مايشير إلى ذلك دون أن يكلفوا أنفسهم رفض تلك التعليقات .
أنها مصيبة كبرى وخلل في فكر هؤلاء أن يفتحوا صفحاتهم الإعلامية للتعبير لعقليات مريضه من عامة الناس تؤيد قتل البشر وتطالب بمزيد من القتل وهم صامتون دون أي تعليق وكأنهم هنا مؤيدون للقتل والإرهاب . لا أدري كيف سيكون موقفهم لو كان أحد الضحايا من القتلى له علاقة نسب أو قرابة منهم . !
الكارثة الكبرى في مجتمعنا أن من يدعون و ( يزعمون ) أنهم إعلاميون لايحركون ساكنا أبدآ في هذا الحدث الإرهابي في رفض تلك التعليقات من أفراد يسيئون للإعلاميين ان كانوا يحترمون أنفسهم ، ان الأعلام أمانه وكلماته يجب أن تكون بنائه وليس هدامة للمجتمع ، ان الأعلام في جميع أنحاء العالم يرفض القتل والتحريض ، ويرفض نشر الكره والحقد والإرهاب بكل أشكاله .
ان ما أزعجني ماقرأته في صفحة الفيسبوك لأحد الإعلاميين في المكلا عندما نشر خبرا للحادث الإرهابي المذكور وتعليقات بعض قرائه عليه بالفرح بالقتل بل والمطالبة بالمزيد ودون أن يكلف نفسه برفض كل ذلك لأنه على أقل تقدير يخالف شريعتنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا الحضرمية اليمنية وكان من الأجدى ومن المفروض أن يرفض تلك التعليقات وينصح ويرشد ويوجه القراء على أنه وان اختلفنا في الفكر ألا أننا نتفق على نبذ العنف وشجب كل أشكاله من تحريض وتأييد للإرهاب والقتل ، وأعترف للأسف الشديد أن هناك في المجتمع أنفس بشريه شيطانيه تحتاج منا أن نذكرها بالحق والساكت هنا عن الحق شيطان أخرس .