أثارت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي مخاوف بشأن طريقة تعامل وزارة التعليم مع مزاعم بوجود تطرف في مدارس بمدينة برمنغهام بوسط انجلترا. وطلبت ماي من وزير التعليم مايكل غوف الرد على الادعاءات بأن وزارته كانت على علم بمزاعم التطرف منذ عام 2010، وكذلك في مجلس مدينة برمنغهام قبل ذلك بعامين.
لكن وزير التعليم أعرب عن اعتقاده بأن وزارة الداخلية لا تقوم بما يكفي إزاء مشكلة التطرف، حسبما نقل عنه أحد التقارير.
لكن ماي وغوف أكدا أنهما يتعاونان في هذه القضية.
"مشكلة شخص آخر" وقالت ماي في خطاب مكتوب "إن المزاعم المرتبطة بمدارس في برمنغهام تثير تساؤلات خطيرة بشأن الإدارة المدرسية وإجراءات الرقابة."
وأضافت "هل صحيح أن مجلس مدينة برمنغهام تلقى تحذيرات بشأن هذه المزاعم في 2008؟ هل صحيح أن وزارة التعليم تلقت تحذير في 2010؟ وإن كان هذا صحيحا، لماذا لم يتحرك أي شخص؟"
وأعرب غوف عن اعتقاده أن متشددين إسلاميين يخططون للسيطرة على مدارس في برمنغهام، حسبما نقلت عنه صحيفة التايمز.
ويعتقد غوف أن ثمة إحجام عن معالجة القضية في وزارات الحكومة، وخاصة وزارة الداخلية.
لكن مصدرا في وزارة الداخلية قال لبي بي سي إن غوف "يحاول أن يجعل الأمر وكأنه مشكلة شخص آخر"، في إشارة إلى إلقاء اللوم في المسؤولية عن ذلك لأطراف أخرى.
وأشار مقربون من وزير التعليم إلى أن غوف يعتقد أن وزارة الداخلية تحجم منذ عقود عن مواجهة التطرف إلا إذا تطور ذلك إلى أفعال إرهابية، وأنه لا ينتقد ماي بشكل محدد.
وقال مصدر في وزارة الداخلية في تصريح شديد اللهجة لبي بي سي إن "وزارة التعليم هي المسؤولة عن المدارس، وليس وزارة الداخلية".
وأوضح المراسل السياسي لبي بي سي كريس ميسون إن الخلافات العلنية داخل الحكومة الائتلافية في بريطانيا تحدث كل يوم.
لكنه أشار إلى أن هذا الخلاف مختلفا كون طرفاه وزيرين من الجناح المحافظ.
قال مقربون من وزير التعليم مايكل غوف إنه لا ينتقد ماي بصورة شخصية وإنما أداء وزارة الداخلية عبر عقود
لكن الوزيرين أكدا على أنهما يعملان بشكل مشترك في التعامل مع هذه القضية.
وقال الوزيران في بيان لهما إن "وزارة التعليم ووزارة الداخلية تتعاملان بجدية شديدة مع المشاكل في مدارس برمنغهام".
وأضاف البيان أن "مايكل غوف وتيريزا ماي يعملان سويا من أجل معرفة حقيقة ما حدث في برمنغهام، واتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة الأمر".
نتائج التقارير ونشرت ثلاث مدارس خضعت للتفتيش في أعقاب هذه المزاعم التي عرفت باسم "حصان طروادة" نتائج تقارير مؤسسة الإشراف التربوي "أوفستد" الخاصة بها.
وتقيم هذه المدارس في بريطانيا "بالممتازة" أو "الجيدة"، وطالبت إحداها المديرين بإعداد الطلاب ل "بريطانيا متعددة الثقافات".
وجاء التحقيق بشأن 21 مدرسة في برمنغهام بعد مزاعم بوجود خطة للسيطرة "إسلاميا" على عدد من المدارس.
وعلى الرغم من وجود خطط لنشر نتائج جميع التحقيقات دفعة واحدة إلا أن تقارير متكررة استبقت ذلك وأشارت إلى أن أربع أو خمس مدارس كانت دون المستوى.
كما بدأت بعض المدارس والتي جاءت نتائجها إيجابية بنشر تقاريرها بصورة منفصلة.