وسط ساحة إعتصام احتجاجية بمدينة كريتر يحضرها العشرات من المحتجين المطالبين برحيل الرئيس صالح يقف رجل ملتح في العقد الرابع من عمره وهو يمسك بميكرفون صغير ويردد شعارات معادية لأمريكا والغرب مبشراً بعودة دولة الخلافة الإسلامية في المدينة التي وصفت لسنوات طويلة بأنها الأكثر ليبرالية في مدن الجزيرة العربية. يتحدث الرجل مطولاً عن ظلم الأنظمة العربية وعمالتها لأمريكا والغرب وكيف ان الحل يكمن في إيجاد دولة يحكمها الإسلاميون يصمت قليلاً ويهتف بشدة بهتافات إسلامية غالبا ماتسمع في مقاطع الفيديو التي تبث لنشطاء الحركات الإسلامية .
تسببت الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها عدن مؤخراً والمنادية برحيل صالح في بروز واضح لتيار أصولي إسلامي في إحدى مديريات المدينة وهو صيرة أو مايعرف لدى كثيرون ب"كريتر" .
بحسب كثيرين حاولت هذه التيارات الأصولية بداية الأمر الاستحواذ والسيطرة على حركة الاحتجاج وتحييدها إلى صالحها عبر تحويل ساحة اعتصام سابقة أقيمت وسط كريتر إلى مكانا خاصا بها والتحكم بنبرة الاحتجاجات ، إلا ان هذه المحاولات بأت بالفشل .
في أطراف كريتر الشرقية يقيم الأصوليين الإسلاميين اعتصاما مفتوحا يحضره العشرات من أنصارهم بعد طردهم من وسط المدينة ، وغالبا مايكتفي المعتصمون هناك بسماع خطاب وانشودات دينية تبشر بقيام دولة إسلامية تهاجم أمريكا والغرب عامة .
الأسبوع الماضي كان رجل الدين الأصولي البارز والمطلوب لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية بتهم دعم جماعات إرهابية عبد المجيد الزنداني يقف وسط ساحة اعتصام احتجاجي بصنعاء مبشراً بإقتراب ما اسماها دولة الخلافة الإسلامية وهي ذات الدولة التي يتحدث عنها زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
يسود عدن اليوم حالة من التخوف من محاولة الأصوليين الإسلاميين السيطرة على حركة الاحتجاجات في المدينة منذ عدة أيام كان الأهالي يصحون فجراً على كتابات خطت على الكثير من جدران الأحياء تنادي لأجل الأصولية الإسلامية .
يقول محمد طالب وهو ناشط في حركة الاحتجاج الشبابية بالمنصورة :" لقد حاول الإسلاميون السيطرة على مخيم الاحتجاج في المنصورة وجلبوا لنا أشرطة إنشادية تحث على العنف والجهاد ضد امريكاء.
يضيف قائلا:" أفهمناهم ان احتجاجاتنا ديمقراطية حرة ثورية وليست دينية وطردناهم شرد طرده من المنصورة لذا لجئوا لاحقا إلى إقامة مخيم لايحضره إلا العشرات من أنصارهم بكريتر.
بحسب إفادة احد الشهود بكريتر قبل أيام اعتدى ملتحون بالضرب بعد احتدام نقاش على شاب في ال 25 من عمره حضر إلى ساحة الاعتصام الأصولية وتحدث إلى القائمين عليه مطالبا حزب الإصلاحي الأصولي الذي ينتمي إليه هؤلاء بالاعتذار لأهالي عدن عن الفتوى الشهيرة التي صدرت عن قيادات هذا الحزب في العام 1994 وأبيح فيها دماء أهالي عدن.
في العام 1994 أصدرت عدد من القيادات البارزة لحزب الإصلاح الذي تحاول عدد من قياداته اليوم تزعم الإحتجاجت فتوى تبيح قتل المدنيين في الجنوب ونالت هذه الفتوى من أهالي عدن وقتل بسببها الآلاف بسبب قصف القوات العسكرية الموالية لصالح يومها المدينة طوال شهر كامل.
في مواجهة محاولة الأصوليين الإسلاميين تزعم الاحتجاجات في عدن اليوم يجدد الكثير من أهالي المدينة مطالبة قيادات الحزب بالاعتذار علانية عن هذه الفتوى .
تحلم "أسماء الكثيري" وهي طالبة بالمستوى الرابع بكلية الحقوق بدولة مدنية تسودها العدالة والحرية والمساواة ولأجل ذلك قالت أنها شاركت في عدد من الاعتصامات التي تقام في المدينة والمطالبة برحيل صالح.
ترى أسماء الكثيري ان حركة الاحتجاج في عدن يجب ان تكون مدنية حضارية وان تؤسس لدولة متحضرة وتبتسم وهي تتحدث عن محاولة الإسلاميين السيطرة على حركة الاحتجاجات وتقول:" لن نسمح لهم بذلك عليهم الرحيل إلى أفغانستان فهذه عدنالمدينة التي تعايشت بسلام مع كل الأديان.
ويشارك أسماء غالبية النشطاء السياسيين في عدن من بينهم محاضرون بالجامعة وناشطون حقوقيين وشخصيات اجتماعية ويؤكدون ان نضالهم الهدف منه التأسيس لدولة مدنية لا لدولة طالبانية.