في زمن الانكسارات العسكرية والسياسية العربية نحن اليوم رياضيا بحاجة مآسة الى إن نفرح ونحن نترقب وعيوننا شوقا الى ذلك النصر الكروي للمنتخب الجزائري وهو المنتخب العربي الوحيد في مونديال البرازيل 2014م الذي اسعدنا برباعية من الأهداف الرائعة والتي تعد انجاز محقق لم نصل اليها سياسيا ولا كرويا من سابق في أي محفل عالمي , اليوم هل سيكررها المنتخب الجزائري كما عملها في المباراة الأخيرة ؟!! وفي الحقيقة نحن في إمس الحاجة الى شيء يخرجنا من جو الاقتتال في أغالب الأقطار العربية التي تجتاحها موجات الفوضى والتوترات والحروب التي تحمل شبح الطائفية والعرقية . المنتخب العربي الجزائري يخوض مباراته اليوم ضد روسيا الاتحادية وهو يتسلح بحب ملايين العرب والمسلمين بل والافارقة والأسيويين وكل مؤيدي منتخبات العالم الثالث. ويخوض معركته دون ان نحتاج الى ان نتسأل عن انتمائه الطائفي أو مدى انتمائه الى جماعات تكفيرية كما يحصل في كثير من النزاعات على الخارطة العربية والإسلامية بل اننا نتحدث عن مدى امكانياته البدنية . كإعلاميين عرب ومتابعين ونشطاء سياسيين ما كان لنا أن نكتب عن الرياضة التي هجرناها واتجهنا صوب تتبع المنازعات هنا وهناك ومدى تأثيرها على قضية كلٌ منا - باعتبار كل عربي لديه قضية - لولا حاجتنا الى شيء يستفز مشاعرنا القومية حتى ولو من الجانب الكروي . كيف لا ونحن نتابع في المحفل الرياضي العالمي (مونديال البرازيل) نجومنا العربية المهاجرة التي لمعت بجنسياتها المكتسبة ونضطر كثيرا الى تشجيع منتخباتها التي تنتمي اليها سوى كانت أوروبية أو أمريكية لاتينية حتى وان لم نحبها تكريما لهذا النجم الرياضي العربي وتفانيها .. ورياضيا. لم نلتفت ماذا كان مسلم أو غير مسلم أو كان سني أو شيعي ؟!! بقدر سعادتنا بوجودنا في هذا المحفل العالمي ولو حتى بهذا التمثيل الفردي للعنصر العربي بعد ان فشلنا رياضيا في بلداننا العربية كما هو حالنا سياسيا واقتصاديا .. جميعنا بحاجة الى ان نفرح ونعيش بعيدا عن تصريحات السياسيين المقززة والتي غالبا ما تنفث سموم الطائفية المقيتة فعيشوا ياشباب العرب رياضيا ولو لساعات محددة ولستم مضطرين ان تسألوا كريم بن زيما ما اذا كان سني أو شيعي ؟!! وهو بالطبع رياضي عربي أعاد لأخوته الرياضيين العرب الثقة بإن الخلل ليس في الرياضة العربية بل في السياسيين القائمين عليها .
نتمنى النصر للمنتخب العربي الجزائري ومزيدا من التفوق للرياضيين العرب في منتخباتهم ولانامت أعين .. .. أعذروني فقد ..
