الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير عمل الهيئات التنفيذية للمجلس الانتقالي بمحافظة أبين    إسرائيل سمحت لقوات الجولاني بدخول السويداء لمدة 48 ساعة فقط    برشلونة يقترب من ضم راشفورد    النعيمي يعزي وزير العدل وحقوق الإنسان بوفاة أخيه    رئيس الوزراء يشيد بجهود وزارة الصحة في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية    السنيني: نعوّل على روح اللاعبين والمباريات التجريبية مفتاح الجاهزية    بعد ازمة خانقة .. السماح بدخول مياه الشرب إلى مدينة تعز    سقوط جزء من السقف يُدخل الفنانة رزان مغربي غرفة العمليات    متوسط أسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 19 يوليو 2025    التخطيط الحضري الغائب يحوّل مجاري السيول في مدينة إب إلى شِراك قاتلة    ارتفاع ضحايا الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى 58 ألفا و765 شهيدا    زائر يلتهم «الموزة المليونية» في المتحف    مقارنة أسعار الصرف خلال يومين.. ارتفاع طفيف في عدن واستقرار في صنعاء    برشلونة يتخلى عن خطته للعودة إلى ملعب "كامب نو"    أمطار رعدية واضطراب البحر خلال ال 24 ساعة المقبلة    مسؤول سابق في البنتاجون: استقرار عدن أمنيًا يوجّب نقل السفارة الأميركية إليها    مؤسسة الشهيد زيد مصلح تحتفي بتخرج دفعة من كوادرها في الإخراج التلفزيوني    وفاة خمسة أشخاص بعد جرف السيول لسيارتهم في إب    مركز الملك سلمان يوقع اتفاقية تعاون مشترك لتعزيز العملية التعليمية بمحافظة لحج    صندوق النظافة بساحل حضرموت يطلق نشاطاً توعوياً بمدينة المكلا    مبادرات فتح الطرق.. أولوية إنسانية لقيادة صنعاء لتعزيز التلاحم الوطني    حديث في الخيانة    إيران تحرز 3 ميداليات برونزية في بطولة المجر الدولية للمصارعة الحرة    فرع هيئة الأراضي في ذمار يستعيد أراضٍ وعقارات للدولة بقيمة 20 مليار ريال    فيما الدولار يقترب من 3000..قادة المرتزقة يتنافسون على المولات    مقتل طفلة وإصابة شقيقها بقصف حوثي منطقة سكنية بتعز    ليفربول.. ضوء أخضر أمام رحيل دياز    إنزاجي يطلب بديل ميتروفيتش في هجوم الهلال السعودي    سعوديات يصنعن التاريخ في كأس العالم للرياضات الإلكترونية بقيادة Twisted Minds    جاه الله ؛ لا تتخفّوا بمعاناة الناس!!    أسرار القمر التي لا يعرفها كثيرون.. "المسند" يكشف دوره الخفي في استقرار الأرض    باحث أمريكي يطالب بطرد حزب الإصلاح من مجلس القيادة الرئاسي    هل فعلاً الإفطار أهم وجبة في اليوم؟    مشائخ ووجهاء مديرية برع بالحديدة يطالبون بضبط المعتدين على الطفل ضياء العامري وتقديمهم للعدالة    الإسلاموية السياسية طائفية بالضرورة بغض النظر عن مذهبها    الإسلاموية السياسية طائفية بالضرورة بغض النظر عن مذهبها    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على متهم بسرقة مركبات في خور مكسر    عدن .. سوق مفتوح للوجع والفاقة    سريع يعلن عن عملية عسكرية في يافا المحتلة والجيش الاسرائيلي يتحدث عن اعتراض صاروخ    كهنة الجمهورية وأوهام الطهر    وكالة: أحد أفراد طاقم السفينة اليونانية الغارقة يتلقى العلاج في صنعاء    اعتراف صهيوني بصعوبة تفكيك التهديد اليمني أو ردعه    احتكار الأمارات للغاز يجبر السكان في سقطرى على قطع الأشجار النادرة    غزة من تحت الركام: مقاومة تُربك الحسابات وصمتٌ يفضح العالم    في معاشيق لن تجد مصحف بل آيات من سورة المنافقون    ثقافة المقهور وذاكرة القهر: لماذا لم يتحرر اليمن الأسفل من هذه الثقافة؟    اختصروا الطريق وأعلنوا إلحادكم    أهلي جدة يقتحم أزمة الريال وفينيسيوس بعرض قياسي    تغير المناخ وأثره على انقراض النمور ذات الأسنان السيفية    انتقالي وادي حضرموت يناقش مع هيئة الاستثمار جهود تحسين بيئة الاستثمار في الوادي    إلى الإنسان عمار المعلم..    الخطر القادم من العملة المزورة    السيد القائد يدعو لخروج مليوني غدا نصرة للشعب الفلسطيني    تعز .. إرتفاع حالات الاصابة بالامراض الوبائية وتسجيل حالات وفيات    اسباب وعلاج الذبحة الصدرية    خواطر سرية.. ( الشهداء يضعون الاختبار )    الفلفل الأسود بين الفوائد الغذائية والمحاذير الدوائية    فتاوى الذكاء الاصطناعي تهدد عرش رجال الدين في مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوقت ينفد أمام إيران لاختيار مستقبلها
نشر في عدن الغد يوم 02 - 07 - 2014

يقترب بسرعة 20 يوليو (تموز)، وهو الموعد الأخير المحدد للتفاوض على عقد اتفاق شامل بشأن برنامج إيران النووي.
ولطالما كانت هذه المفاوضات تجرى حول خيارات القادة الإيرانيين، فيمكنهم الموافقة على اتخاذ الخطوات اللازمة لطمأنة العالم بأن برنامج بلادهم النووي سيكون محصورا على الاستخدامات السلمية، أو أنهم سيبددون فرصة تاريخية لإنهاء عزلة إيران الاقتصادية والدبلوماسية ومن ثم تحسين معيشة شعبهم.
تتسم الدبلوماسية والقيادة باتخاذ قرارات صعبة. واغتنام هذه الفرصة لا ينبغي أن يكون أحد تلك القرارات الصعبة.
ظل المسؤولون الإيرانيون يصرحون مرارا وتكرارا ودون غموض بأنهم ليس لديهم نية لتطوير سلاح نووي، وأن أنشطتهم النووية مصممة لتلبية الاحتياجات المدنية فحسب. وإذا افترضنا صحة ذلك، فليس من الصعب إثبات تلك الفرضية.
أظهرت الولايات المتحدة وشركاؤها لإيران مدى جديتنا. فخلال المفاوضات التي كانت ترمي إلى التوصل إلى خطة العمل المشتركة، مددنا أيدينا إلى الإيرانيين والتقينا معهم مباشرة لفهم ما الذي تريده إيران من برنامجها النووي، فقمنا إلى جانب شركائنا الدوليين برسم مسار قد يسمح لإيران بإقامة برنامج محلي يستخدم للأغراض السلمية حصرا. وبرهنّا على مرونتنا من خلال عرض تخفيف الأعباء المالية.
وخلال هذه المحادثات، كان المفاوضون الإيرانيون جادين. وخيبت إيران توقعات البعض من خلال الوفاء بالتزاماتها التي تقتضيها خطة العمل المشتركة، التي أعطت وقتا ومساحة لمواصلة المفاوضات الشاملة. وعلى وجه التحديد، قامت إيران بالتخلص من مخزونها من اليورانيوم البالغ مستويات عالية من التخصيب، وخفضت قدرتها على تخصيب اليورانيوم من خلال عدم تركيب أجهزة طرد مركزي إضافية أو عدم البدء في تشغيلها، وامتنعت عن إجراء مزيد من التطويرات في منشآت تخصيب اليورانيوم والمفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل، وسمحت بإجراء عمليات تفتيش جديدة ومتكررة. وفي المقابل، قام الاتحاد الأوروبي ومجموعة 5 1 بتقديم مساعدات مالية محدودة لإيران، مع الإبقاء على هيكل العقوبات الدولية وأغلب العقوبات كما هي.
والآن يجب على إيران أن تختار، فخلال المفاوضات الشاملة، لم يطلب العالم من إيران سوى أن تبرهن على صحة كلامها باتخاذ إجراءات ملموسة وقابلة للتحقق. وقمنا على مدى الأشهر القليلة المنصرمة باقتراح سلسلة من الإجراءات المنطقية والقابلة للتحقق والتي يسهل تنفيذها بهدف التأكد من أن إيران لن تستطيع أن تمتلك سلاحا نوويا وأن برنامجها مقصور على الأغراض السلمية. وفي المقابل، سترفع العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي.
فما الذي ستختاره إيران؟ وعلى الرغم من انعقاد النقاش لأشهر كثيرة، لا نعلم حتى الآن اختيارها. بيد أننا نعرف جيدا أنه لا تزال هناك هوة كبيرة بين ما يصرح المفاوضون الإيرانيون بأنهم على استعداد لفعله وما يتوجب عليهم فعله لإنجاز اتفاق شامل. كما نعلم أن تفاؤل شعبهم بشأن النتائج المحتملة لهذه المفاوضات لم يتوافق حتى الآن مع المواقف التي يتخذونها خلف الأبواب الموصدة.
وليس السبب وراء هذه الفجوات طلبات مفرطة من جانبنا. فعلى النقيض، قام مفاوضو الاتحاد الأوروبي ومجموعة 5 1 بالإصغاء عن كثب لتساؤلات إيران ومخاوفها، وأظهروا مرونة إلى أقصى حد ممكن بما يتفق مع أهدافنا الأساسية من هذا التفاوض. وعملنا عن كثب مع إيران لرسم مسار لبرنامج يلبي كل الشروط التي تكفل استخدامه لأغراض سلمية ومدنية.
ورغم ذلك، لا يزال هناك تناقض حتى اللحظة بين نية إيران المعلنة في ما يتعلق ببرنامجها النووي والمضمون الفعلي لذلك البرنامج. وتؤكد الفجوة بين ما تقوله إيران وما تقوم به سبب ضرورة هذه المفاوضات وسبب إجماع المجتمع الدولي إزاء فرض عقوبات في المقام الأول.
ويتجاهل زعم إيران بأن العالم يجب عليه أن يثق بكل بساطة في تعهداتها حقيقة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشفت منذ عام 2002 عن عشرات الانتهاكات التي قامت بها إيران، من بداية الثمانينات، خلافا لالتزاماتها الدولية التي تتعلق بحظر الانتشار النووي. ورد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتبني أربعة قرارات، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، تلزم إيران باتخاذ تدابير لمواجهة هذه الانتهاكات. مثل هذه الأمور لا يمكن غض الطرف عنها، وعلى المسؤولين الإيرانيين أن يواجهوها حتى يجرى التوصل إلى حل شامل.
وحتى يحدث تخفيف للعقوبات، يطلب العالم بمنتهى البساطة من إيران أن تبرهن على أن أنشطتها النووية تتوافق مع ما تزعمه.
قبل تسعة أشهر، كتب الرئيس الإيراني حسن روحاني في صحيفة «واشنطن بوست»: «لم تعد السياسة الدولية لعبة محصلتها صفرية، ولكنها أصحبت ساحة متعددة الأبعاد حيث غالبا ما يحدث تعاون وتنافس في ذات الوقت... ويتوقع من قادة العالم أن يقودوا إلى تحويل التهديدات إلى فرص».
وبهذه الروح جعل الرئيس أوباما الولايات المتحدة ملتزمة بإيجاد إمكانية للتوصل إلى حل تفاوضي للأزمة النووية الإيرانية. وشرعنا في هذه العملية التفاوضية لأننا اعتقدنا بأن هناك فرصة حقيقية لإنجاحها». ولا تزال الفرصة سانحة لذلك، ولكن الوقت ينفد.
وإذا كان في وسع إيران مواكبة هذه الخيارات، سيكون هناك نتائج إيجابية يظهر أثرها على الشعب الإيراني وعلى اقتصادهم. وستكون إيران قادرة على تطويع خبراتها العلمية الكبيرة في تعاون دولي ومدني في المجالات النووية. وستتمكن الشركات من العودة إلى إيران، مما سيجلب مزيدا من الاستثمارات التي هم في أشد الحاجة إليها، وخلق فرص عمل، وجلب الكثير من السلع والخدمات الإضافية. وسيسمح لإيران بالدخول إلى النظام المالي العالمي، مما سيجعل الاقتصاد الإيراني يبدأ في النمو بسرعة كبيرة ومستدامة، وسيرفع مستوى معيشة الإيرانيين. وإذا لم تكن إيران مستعدة للقيام بذلك، سيجرى تشديد العقوبات الدولية وستعمق العزلة المفروضة على إيران. ومن المقرر أن يستمر مفاوضونا في العمل في فيينا من الآن وحتى 20 يوليو. وقد يكون هناك ضغط لتمديد الوقت المحدد، ولكن لن يكون هناك إمكانية لتمديد الوقت ما لم يتفق جميع الأطراف على ذلك. ولن توافق الولايات المتحدة وشركاؤها على التمديد لمجرد إطالة أمد المفاوضات. يجب على إيران أن تظهر رغبة حقيقية في الاستجابة لمخاوف المجتمع الدولي المشروعة في الوقت الذي لا يزال مواتيا لفعل ذلك.
وفي هذا العالم المضطرب، لا تسنح في كثير من الأحيان الفرصة للتوصل إلى اتفاق سلمي من شأنه أن يلبي الاحتياجات الأساسية التي أعرب عنها علنا جميع الأطراف، وهي جعل العالم أكثر أمانا وتخفيف حدة التوترات الإقليمية وإفساح المجال لمزيد من الازدهار. وتلك الفرصة سانحة أمامنا، وهناك إمكانية لتحقيق انفراجة تاريخية. إنها مسألة إرادة سياسية ونيات يجري إثبات صحتها، وليس للأمر علاقة بالقدرات. إنها مسألة اختيارات. دعونا جميعا نختَر بحكمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.