لم تتسنى لي فرصة اللقاء بالشهيد البطل نبيل الخالدي على الإطلاق برغم تواجده بمديرية عسيلان منذ قرابة الشهر قبل استشهاده تقريبا , بل ومن المفارقة بأنه ورفاقه أثناء نزولهم إلى بيحان تم اعتقالهم بنقطة القنذع بمديرية بيحان حينها كنت انا متواجدا بمحافظة حضرموت ضمن وفد الوساطة المفاوض لإيجاد حلول لحل مشكلة الطفل سالم البطاطي حيث اتصل بي هاتفيا الأخ عبدالرحمن العبد هادي واخبرني بأنه تم القبض على الأخ نبيل ورفاقه وتم إيداعهم معتقل لواء الاحتلال 19 ببيحان وطلب مني إجراء اتصال لمعرفة عددهم أو هل لازالوا متواجدين بمعتقل اللواء 19 حينها أمسكت سماعة تلفوني واتصلت بأستاذي الفاضل الأستاذ محمد احمد شيخ الفاطمي سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني ببيحان وأبلغته بالأمر الذي قام بدورة بالاتصال بالأخ حامد الصوملي قائد اللواء 19 ببيحان وحل الأمر معه مباشرة واخبره الصوملي بان هناك بلاغ حول اثنين باصات تابعة لتنظيم القاعدة ستقوم بالنزول لعمل تفجيرات في بعض المواقع الحكومية , حيث ابلغه ان الإخوة لا علاقة لهم بالقاعدة على الإطلاق وبعد ربع ساعة تم الاتصال بي بأنه تم الإفراج عنهم واتجهوا إلى جهة غير معلومة , علمت فيما بعد بأنهم توجهوا إلى مديرية عسيلان . نعم لم تتاح لي الفرصة للقاء الشهيد نبيل الخالدي رحمة الله بل وحتى فور استشهاده تواصلت مع بعض الشخصيات من قبيلة بلحارث وأكدوا لي بأنه لا يوجد احد بهذا الاسم بين الشهداء على الإطلاق , قد يكون من ناحية أمنية حيث علمت بعدها من حراس مستشفى الشهيد الدفيعة بان الجرحى من وصلوا إلى المستشفى كانت لهجتهم ليست بلهجة أبناء قبيلة بلحارث ولبسهم ليس نفس اللباس لأبناء بلحارث ولكن الأسماء التي دخلوا بها مستشفى الشهيد الدفيعة كانت جميعها تنتهي باسم الحارثي وهذا رصيد يحسب لأبناء قبيلة لحارث . نعم يلاحظ الحزن الشديد في عيون وفي نبرات كل الزملاء من أبناء قبيلة بلحارث من التقينا بهم ومن تواصلنا بهم فور سماع اسم الشهيد نبيل الخالدي كما وجميعهم يصفونه بالبطل والأسد ويتكلمون عن بطولاته ورفاقه يصفونه بالخسارة الكبيرة ويصفون استشهاده بالكارثة ويصفونه ورفاقه بأوصاف لم يصفون بها أبنائهم الشهداء . لقد تمنيت لو سنحت لي الفرصة بلقاء هذا البطل المغوار الذي أصبح اسمه أشهر من نار على علم بين أبناء مديريات بيحان وسارت صورة تكتظ بها جوالات الشباب من أبناء مديريات بيحان وسار الكل يتسابق لاقتناء صورة للشهيد نبيل الخالدي من استوديوهات التصوير ببيحان , لقد روى الشهيد نبيل الخالدي حدود دولة الجنوب مع نظام العربية اليمنية بدمائه الزكية والطاهرة واثبت للمرجفين من أبناء الجنوب المتواجدين بالعربية اليمنية بان أبناء الجنوب لديهم الاستطاعة للدفاع وصد إي عدوان على إي منطقة من مناطق الجنوب المحتل , لقد اثبت الشهيد ورفاقه بان أبناء الجنوب كالجسد الواحد وسيأتون يركضون للوقوف مع إخوانهم في منطقة من مناطق الجنوب المحتل ولن يقبلون بأي عدوان مهما كان لونه وصبغته التي تقوم بمزجها مصانع ومطابخ الاحتلال في العربية اليمنية , لقد وجه الشهيد نبيل صفعة قوية جدا لكل المهرولين من أبناء الجنوب إلى عاصمة دولة الاحتلال اليمني صنعاء من ظلوا يركضون للوصول إلى المنصات في كل الفعاليات بحثا عن الزعامة والشهرة وفي لحظة واحدة تجردوا من كل القيم والأخلاق وذهبوا يركضون خلف مصالحهم ولو كان ذلك على حساب العهود التي ظلوا يقطعونها على أنفسهم في كل الفعاليات , لقد اثبت الشهيد نبيل الخالدي والذي ضحى بحياته الغالية في سبيل تحقيق الهدف المنشود وهو الحرية والاستقلال بأنه شهيد بحجم وطن كاملا واثبت بأنه الجندي المجهول من بين الآلاف من الجنود المجهولة على ارض الجنوب ممن يعشقون الموت في سبيل تراب الجنوب . رحم الله الشهيد نبيل الخالدي والذي لم نراه يوما يعتلى منصة من المنصات أو يسابق للظهور على وسائل الإعلام , رحم الله الشهيد نبيل الخالدي والذي كنا نتمنى ان يتسع لنا الوقت لحضور تشيع جثمانه الطاهر , إلى جنات الخلد أيها البطل المغوار , لقد جسدت بدماك الطاهرة أنت ورفاقك مبدءا التصالح والتسامح ووجهت صفعة للاحتلال ومعاونيه مفادها ان شعب الجنوب قرر بان لا عودة للماضي على الإطلاق وان الجنوب قطعة واحدة من المهرة إلى باب المندب مهما حاول المتأقلمون تجزئته . سنعمل لتقديم مقترح لشباب ان شاء الله لتسمية شارع المطار في بيحان باسم شارع الشهيد نبيل الخالدي ورفع صورة في الشارع عرفانا لهذا البطل المغوار